الشيخ محسن قراءتي
* لماذا تواجهنا المشكلات والصعوبات في الدنيا دائماً؟
يقف شخص أمام محل لبيع الزجاجيات وحيث تقع عيناه على طاولة صفت فوقها أكواب زجاجية بشكل مقلوب، هنا يأخذ هذا الشخص بالاعتراض على صاحب المحل: لماذا صنع الكوب وكان أعلاه مغلقاً وأسفله مفتوحاً؟ ما فائدة هذا الكوب؟ الإشكال هنا عبارة عن سوء فهم، لأنه عندما يوضح صاحب المحل أن الكوب قد وضع مقلوباً والأصل أن يكون عكس ذلك لانتفى الإشكال. بناء على هذا فإن أكثر المشكلات والصعوبات تعود إلى سوء فهمنا وتصورنا لها. نحن نتصور أن الدنيا قد وجدت لأجل الحياة الرغيدة، ولهذا نسأل لماذا لا ننعم بالحياة الرغيدة؟ نحن يجب أن نقتنع أن الحياة الدنيا ليست عبارة عن مكان للنوم والأكل واللذات، الدنيا مكان النمو والتكامل وفي هذا الطريق يواجه الإنسان المشكلات والمصاعب. جاء في القرآن الكريم: ﴿فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ﴾ (الأنعام: 48) فما لم يحترق العود لا تصعد رائحة الطيب، والمصاعب وسيلة للقضاء على الغرور.
* ما هو الدور الذي يلعبه حب أهل البيت عليهم السلام في الحياة؟
يعتبر وجود نموذج إنساني يقتدى به في الحياة الإنسانية من المسائل والأمور الفطرية عند الإنسان بحيث يترك آثاره على حركة وأخلاق وتربية الأشخاص. وعلى هذا فكلما كان النموذج والمثال يتمتع بدرجة أعلى من الكمال كان تأثيره وجاذبيته أكبر. أما حب أهل البيت عليهم السلام فإنه يهيء أرضية واسعة للاقتداء بهم واعتبارهم نماذج كاملة للحياة الإنسانية. والسبب أن الشخص الذي يحب الآخر يعمل جاهداً على الاقتداء به في عمله. طبعاً تكتسب المحبة أهميتها وقيمتها عند اقترانها بالعمل. عندما يطلب الطفل من والده أن يحضر له عند عودته إلى المنزل شيئاً معيناً يخاطبه الوالد واعداً إياه بإحضاره. وعند عودة الوالد إلى البيت يبادره الولد فوراً بالسؤال عما أراده. هنا لا يمكن للأب أن يقول لابنه أنا أحبك كثيراً ولكنني لم أحضر لك ما أردت. هل سيرضى الطفل بالحب فقط أم أنه يريده مقروناً بالعمل وبإحضار ما أراد؟