* الدفاع واجب على الجميع
إلهي... أسألك أن تعين أمتنا وشبابنا، حتى يستطيعوا العمل لرضاك، وأن يخرجوا أعداء الدين من ديارهم، إنك على كل شيء قدير... السلام والتحية للأمة العظيمة وللمجاهدين في طريق الحق والاستقلال والحرية. أنتم غافلون عن أنكم في مواجهة مع أمريكا المجهَّزة بأرقى أجهزة الدنيا وهي قوة ليس لها في الدنيا ما يوازيها، لكن نحن مجهزون بقدرة أرقى منها هي "التوجه إلى اللَّه ولي الإسلام".
يجب توجيه جميع قواكم الآن باتجاه واحد سواء القوى الفكرية أو غير الفكرية، وهدفكم خدمة الإسلام، فيجب توجيه كل قدراتنا باتجاه هذا العدو. أما الدفاع فهو عام يشمل الرجل والمرأة، الكبير والصغير، العجوز والشاب. إذا قام شخص بالهجوم على مدينة فإنه يجب على أهلها الدفاع ولا شرط حينئذ، بل الدفاع واجب على الجميع. وإذا هُوجم بلدنا واعتُدي عليه وجب على جميع أبناء البلد رجالاً ونساءً كباراً وصغاراً أن يدافعوا بلا شرط حتى أنه يجب على العجوز الذي لا يتمكن من فعل الكثير أن يشارك في الدفاع بمقدار ما يستطيع. يجب الاستعداد من جهة التجهيزات بالمقدار المخيف للعدو، ومن جهة القوة الفردية والعسكرية المنظمة وغير المنظمة، كما يجب أن تزداد قوة الإيمان. ومع حربة الإيمان هذه لا يبقى خوف من القتل بل يرى في الشهادة سعادته.
* تجهزوا بكل الإمكانات
في هذه الظروف الحساسة التي تواجه فيها أمتنا أشد الأعداء والقوى الكبرى، وخاصة أمريكا، إذا غفلنا ولم نقف بوجه أعداء البشرية، ولم نتهيأ بالتعبئة العامة التي أرادها اللَّه والتي لا تستطيع أية قوة أن تواجهها، فإذا لم نهيئها للدفاع عن الدولة الإسلامية نكون قد أهلكنا أنفسنا بأيدينا. إن ما حصل حتى الآن كان بهمة الرجال والنساء، مع الشرف والتضحية والعزة. أملي أنه من خلال التعبئة في كل جوانب التدريب العسكري والعقائدي والأخلاقي والثقافي أن توفقوا وبتأييد من اللَّه تعالى. اسعَوا وبالاتكال على اللَّه القادر، وبكل إمكاناتكم... للتجهُّز بالعلم والعمل وبالسلاح والصلاح، لأن اللَّه تعالى معكم وسيعينكم في هزيمة القوى الكبرى. جهِّزوا قواكم، وتدرَّبوا، وعلّموا إخوانكم. يجب أن يكون كل أفراد البلد الإسلامي جنوداً مدرَّبين. فعليهم تعلم (قيادة السيارات) وتعلم الرماية والفنون الحربية. إضافة إلى الإعداد الديني والإيماني.
* كونوا ثابتي الخطى
امل أن تكون هذه التعبئة العامة هي النموذج لكل مستضعفي العالم ولكل مسلمي العالم. هذا القرن هو قرن هزيمة القوى الكبرى، قرن الإسلام والتوحيد الذي سيحل محل الشرك والزندقة، والعدل والمساواة، محل الظلم والاستبداد، قرن الإنسان الملتزم محل مصاصي الدماء الجهلة. يا مستضعفي العالم... إنهضوا وأنقذوا أنفسكم من مخالب الظالمين المجرمين... يا مسلمي العالم الغيورين... استيقظوا من غفلتكم، وفكُّوا أسر الإسلام والبلاد الإسلامية من يد الاستعمار وأعوانه. وحتى النصر كونوا ثابتي الخطى...
* حولوا أنفسكم إلى جنود إلهيين
إذا تجهّزتم بالإيمان وكان الإيمان دافعكم كي تتجهزوا بالأسلحة المشابهة لسلاح عدوكم وما هو ممكن، فالذي ينصركم هو الخلفية الإيمانية والتوجه إلى اللَّه تبارك وتعالى مبدأ القدرة التي تنصركم. حققوا في أنفسكم قدرة الإيمان والاطمئنان القلبي وحققوا في ذواتكم القوة الإلهية فهي التي تؤدي إلى أن يرعب اللَّه تبارك وتعالى عدوكم وينصركم عليهم مهما كثروا. وآمل أن تتعلموا أيضاً الحروب المنظمة وغير المنظمة بالشكل المطلوب والعدَّة المحتاج إليها، لكن الأهم من ذلك قوة الإيمان عندما تربّون أنفسكم وتزكوها. ولا يكن همُّ الواحد منا أن يضرب في الأرض وينتصر بقدرته بل ليكن توجهكم أنكم تتقدمون بقوة إلهية، حوِّلوا أياديكم وعيونكم ونفوسكم وكل ما هو تحت تصرفكم من جنود شيطانية إلى جنود إلهية. بتربية النفس يصير كله إلهياً، وتصير قواكم قوة إلهية والقوة الإلهية ستغلِب.
علينا أن لا نغفل عن كيد الأعداء، ففي طينة أمريكا حقد وعداء متلاطم للإسلام المحمدي الأصيل، فعلينا لتسكين أمواج الطوفانات والفتن ولمنع سيول الآفات أن نتسلح بسلاح فولاذي هو الصبر والإيمان. الأمة التي تسير في خط الإسلام المحمدي الأصيل المخالف للاستكبار وعبَّاد المال والتحجُّر، يجب أن يكون جميع أفرادها تعبئة وأن يتعرفوا على الفنون العسكرية والدفاعية اللازمة حتى يكونوا على استعداد عسكري إذا داهم الخطر الشعب الفخور الخالد. واللَّه ينصركم إن شاء على جميع أعداء الإسلام فلا تخافوا من حصار اقتصادي وعسكري.
* التعبئة مدرسة العشق الإلهي
إن الأشخاص العاملين في التعبئة وسائر المؤسسات يخدمون لأجل رضى اللَّه، هؤلاء في حالة عبادة؛ فالتعبئة أمر مهم جداً. قضية التعبئة كانت موجودة في صدر الإسلام، عندما تقع الحرب، فإن الفئات المختلفة كانت تذهب للمشاركة في الحرب، فليست قضية جديدة بل لها سابقة في الإسلام، وحيث أن غايتنا الإسلام يجب على كل شاب أن يكون قوة جاهزة للدفاع عن الإسلام. وعلى جميع الناس وكل فرد مهما كان عمله الاستعداد للوقوف في وجه الكفر والإلحاد وصد هجوم الأجانب.
أبنائي الثوار... يا من أنتم غير مستعدين للتنازل عن عزتكم المقدسة ولو للحظة واحدة... اعلموا أن كل لحظة من عمري في طريق العشق المقدس هي لخدمتكم. أنا أعلم أن الأمور تصعب عليكم لكن ألا تصعب على أبيكم العجوز أيضاً؟ أنا أعلم أن الشهادة عندكم أحلى من العسل، لكن أليس الأمر كذلك لخادمكم هذا، لكن اصبروا فإن اللَّه مع الصابرين. التعبئة مدرسة العشق... مدرسة الشاهدين والشهداء المجهولين التي يُرفع من مآذنها الرفيعة آذان الشهادة والرشد. التعبئة ميقات الحفاة، ومعراج الفكر الإسلامي الطاهر، حيث يتربى من فيها على أن يكون الاسم والعلامة في المجهولين. التعبئة جيش مخلص للَّه الذي وقَّع على تشكيلة كل المجاهدين من الأولين والآخرين. إنني بكل إخلاص وصفاء أغبط شباب التعبئة وأسأل اللَّه تعالى أن يحشرني معهم إذ أن فخري في هذه الدنيا أنني كنت أحدهم.