الشيخ محسن قراءتي
* حساب الثواب
كيف يمكن أن يتعدى ثواب بعض الأعمال الحساب والتعداد؟
جاء في بعض الروايات أنه كلما ازداد عدد المشاركين في صلاة الجماعة أصبح ثوابها أكثر حتى إذا وصل العدد إلى عشرة أشخاص أصبح الثواب بحيث لا يعلمه إلا اللَّه تعالى. لو تمكن الإنسان بواسطة أحد أصابعه أن يأخذ رقم التلفون فإنه يتمكن بإصبعين أن يرفع سطلاً صغيراً وبواسطة ثلاثة أصابع يقوم بعمل أكبر وإذا استعمل الأصابع العشرة فإنه يقوم بأعمال لا حدود لها. فالإنسان بواسطة أصابعه العشرة يقوم بأعمال كبيرة لا حساب ولا تعداد لها.
* الخالق الحكيم
لماذا شَرَعَ اللَّه بالخلق؟ ولماذا أوجد المخلوقات ومن بينها الإنسان؟
لو أخذنا بعين الاعتبار إنساناً عالماً صاحب بيان وذا حديث حسن، فلا يجب السؤال: لماذا تكلم؟! السبب أن العلم والبيان الذي يحمله يقتضي منه إظهار علومه. بينما لو لم يتحدث صاحب العلم والبيان وبقي ساكتاً عندها يتوجه السؤال إليه: لماذا لم تتكلم؟ اللَّه تعالى الخالق الحكيم الرحيم الذي يمكنه أن يخلق من التراب حبة القمح ومن الحبة النطفة ومن النطفة الإنسان الكامل، لو لم يقم بالخلق لتوجه السؤال إليه: لماذا لم تستعمل قدرتك وتقوم بالخلق؟
استجابة الدعاء
لماذا تستجاب بعض الأدعية؟
لو وضعنا مكان الوقود المخصص للطائرة ماءً أو مادة أخرى فلن تقلع الطائرة، وهكذا يستجاب دعاء من لم يذق لقمة من حرام. جاء في الحديث الشريف: "من سرَّه أن يستجاب دعاؤه فليطيِّب كسبه" (البحار، ج90، 373) كيف يمكن أن يستجاب الدعاء إذا كان معناه: طلب الخير، وكانت أكثر طلباتنا لا تشتمل على الخير إنما نظن أنها خير.
* الحسن والسيئ
ما هو مقدار دور اللَّه تعالى في الحوادث التي تمر على الإنسان حسنها وسيئها؟
جاء في القرآن الكريم قول اللَّه تعالى: ﴿مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ﴾ (النساء: 79). لو نظرنا إلى الكرة الأرضية التي تدور حول نفسها وحول الشمس نجد أن جزءً منها مضيء وجزء آخر مظلم. الجزء المضيء مصدره الشمس وأما الجزء المظلم فمصدره الكرة الأرضية نفسها. واللَّه تعالى خلق فاكهة العنب لكن الإنسان صنع من العنب خمراً تؤدي إلى أمراض وحوادث كثيرة. اللَّه تعالى أعطى الإنسان القدرة ولكن البعض يسيئون التصرف بهذه القدرة فيظلمون الآخرين. اللَّه تعالى أعطى الإنسان العقل ولكن البعض يستعملون عقولهم في المكر والخدائع. إذاً الحسن من اللَّه والسيئ من أنفسنا.