خط الإمام الخميني قدس سره سيرٌ في طريق اللَّه إسلام محمديٌّ أصيل
أعرض لكم خلاصة خصوصيات خط واتجاه الإمام.
خط الإمام هو السلوك والمنهج الحكومي لإمام الأمة والمفسر لنظام الجمهورية الإسلامية. التي تستطيع الحركة في اتجاهات مختلفة، والذي يقرّب هذه الاتجاهات من جادة الصواب والذي هو أيضاً مورد رضا وقناعة الإمام رضوان اللَّه تعالى عليه هو ما اشتمل على هذه الخصوصيات:
أولاً: الصمود في مواجهة نفوذ القوى الأجنبية وعدم المساومة معها، هذه أول مشخصات حركة إمامنا العظيم.
ثانياً: الإهتمام بالتعبد والعمل الفردي والصمود مقابل سلطة شيطان النفس والوساوس النفسانية. هذان المطلبان المهمان وهذان الميدانان للصراع لم يكن الإمام يفصلهما عن بعضهما البعض. كان يقف في حلبة المجتمع والسياسة في مقابلة الشيطان الأكبر وشياطين القوى وكان يناضل في ساحة النفس الآدمية وباطن وجود الإنسان ويحارب نفسه، وعلى كل حال كان يصرّ على التعبد في العمل الإنساني والفردي والشخصي.
ثالثاً: إعطاء الأهمية لقدرات الشعوب واعتبارها مبدأً من المبادئ، الإمام كان يتكلم مع الشعوب، وكان يعتقد أن تحولات العالم الكبيرة إذا حدثت بأيدي الشعوب فلن تقبل الهزيمة والانكسار وتستطيع الشعوب أن تُوجِد تحولاً في الدنيا وتغيّر المحيط الذي تعيش فيه.
رابعاً: الإصرار على وحدة المسلمين ومحاربة بثّ الفرقة من قبل الاستكبار.
خامساً: الإصرار على إيجاد علاقات صداقة صحيحة مع الدول باستثناء الدول التي توجد أدلة قوية منطقية لعدم إنشاء علاقة مع أيّ منها. لقد علَّمنا الإمام أن الجمهورية الإسلامية تستطيع بل يجب أن تكون لها علاقات صحيحة مع الدول على مستوى العالم أجمع. وبالطبع فالعلاقة مع أمريكا مرفوضة لأنها دولة مستكبرة ومتجاوزة وظالمة وفي حالة حرب وصراع مع الإسلام والجمهورية الإسلامية. وكذلك نرفض العلاقة مع النظام الصهيوني. أما فيما يتعلق بالدول الأخرى فالأصل هو إنشاء روابط مع ملاحظة مصالح نظام الجمهورية الإسلامية.
سادساً: الإصرار على تحطيم حاجزي التحجّر والالتقاط في الفهم والعمل الإسلامي والالتزام بالإسلام الأصيل، ففي نظر الإمام وفي كلامه وعمله كلا الأمرين مرفوضان التحجر (والالتقاط) الذي هو بمعنى التحرر من جميع القيود الصحيحة في فهم الدين والإسلام.
سابعاً: اعتبار إنقاذ المحرومين وتأمين العدالة الاجتماعية أمراً محورياً. كان الشعب دائماً مبدأً ومحوراً في نظر الإمام، في المنطق والخط الحكومي لإمام الأمة. كان المحرومون يعدّون على الدوام محور القرارات، وجميع الفعاليات الاقتصادية وأمثالها يجب أن تؤدى على أساس إنقاذ المحرومين من المحرومية.
ثامناً: التوجه الخاص للصراع مع الكيان الغاصب للقدس والنظام الصهيوني المحتل. مسألة الصراع مع إسرائيل لها وضع خاص في منطق وطريقة وتخطيط الإمام. ففي نظر الإمام مسألة الصراع مع الصهاينة من الأصول التي لا يجوز غض النظر عنها من قبل الشعوب الإسلامية بأيّ وجه. وذلك لأن الإمام العظيم قد شخّص بدقة الدور المخرّب والهدّام لهذا الكيان المفروض لسنوات قبل الثورة.
تاسعاً: حفظ الوحدة الوطنية وإيجاد اتحاد بين صفوف الشعب والإصرار على مواجهة أي شعار يبثّ الفرقة.
عاشراً: الحفاظ على شعبية الحكومة وإيجاد الرابطة مع الشعب والمحافظة عليها. كان الإمام دائماً يوصي المسؤولين أن لا يعتزلوا الشعب. "كونوا مع الناس ارتدوا حلة شعبية وفكروا بالناس". وكان يوصي الشعب أيضاً بالمسؤولين والحكومة، وكان يواجه الأفراد الذين يضعّفون مؤسسات النظام والدولة بنحو من الأنحاء.
حادي عشر: التأكيد على إعادة بناء البلاد وعرض أنموذج عملي للعالم، فقد كان لهذه المسألة موضع مهم في نظر الإمام. لقد أصرّ على إعادة بناء هذه البلاد سواء من اللحاظ الاقتصادي والأعمال الأساسية أو من لحاظ تأمين الدخل العائد للشعب والدولة، حتى نتمكن من أن نقدّم أنموذجاً عينياً وعملياً للبناء الإسلامي.
ثاني عشر: الاستقلال والاكتفاء الذاتي إذ قال: "إنكم قادرون على صناعة كل شيء ولديكم القابلية على إعمار بلدكم بأيديكم والاستغناء عن الأجانب وطي مدارج العلم كالآخرين، وأن تكون لكم جامعاتكم المستقلة". ففي كل موضع استخدم هذا العلاج أي الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والعودة إلى الإسلام وبأي قدر كان؛ تعرقل عمل القوى العظمى وتسارعت حركة الشعوب بنفس ذلك المقدار. الأشياء التي كانت باعتقادي هي النقاط والخطوط الرئيسية لرؤية الإمام وسلوكه العملي والحكومي هي نفس هذه الموارد التي عرضتها، وعلى كل حال هذه هي النقاط الرئيسية.
* واجب المسلمين تجاه خط الإمام
ثمة مهام يجب على المسلمين النهوض بها؛ يجب عليهم رفع اسم الإمام وإحياء ذكراه وتنوير الأفكار والأذهان بالمنهج الصريح الذي اختطه، وبيان الهدف الذي يرمي إليه، ويوضحوا أنّ أحكام الإسلام وروح الاعتزاز الإسلامي هما النقطتان الجوهريتان اللتان كان الإمام يستهدفهما. فإن كان شعبنا يطمح إلى استكمال طريق العزّة هذا، فعليه السعي المتزايد يوماً بعد آخر لإحياء اسم الإمام وذكراه. وإذا كان الشعب يتطلّع ببركة سواعده المقتدرة وإبداعه وخلاّقيّته إلى بناء إيران بشكل تغبطها عليه الشعوب والدول، فعليه الالتفات إلى تعليمات الإمام أكثر فأكثر. لعل بعض الأفئدة الغافلة تتصور أو تشيع أن خط الإمام ونهج الإمام يوفّر للناس الآفاق المعنوية والحياة الآخرة، ولا يُعنى بإعمار دنياهم! هذا خطأ، فطريق اللَّه يضمن لبني الإنسان دنياهم وآخرتهم ويجعل الحياة طيّبة ويسيرة، ويرفع عنهم الضغوط المفروضة عليهم من العدو ويخفف من وطأتها، هذا طريق اللَّه، وطريق الإمام هو طريق اللَّه.