* إحياء الشهداء لثقافة الفداء:
"إن يوم الشهيد في أسبوع الدفاع المقدّس هو اليوم الذي يظهر فيه شهداؤنا العظام مرّة أخرى بوجوههم القدسية في كافة بقاع إيران الإسلامية أمام أعيننا نحن المتأخرون والترابيون، وكأن شعبنا يرى مرة أخرى الآلاف من الناس الأبطال والمضحّين في لباس نوراني ملائكي بصورة جماعية وينحني لهم تعظيماً وتكريماً، إن لشهدائنا حقاً كبيراً على ثقافة الإسلام ومحبيها وعشاقها في كافة أنحاء العالم، ذلك لأنهم أحيوا فصلاً مهمّاً كان منسياً من هذه الثقافة في العالم المادي اليوم، ألا وهو الفداء والتضحية من أجل الأهداف السامية للإسلام والبشرية. إن اللهو المادي والأنانيّة وطلب المنفعة الشخصية قادت المجتمعات البشرية على طول التاريخ إلى الانحراف وسوء المعاملة بشكل واسع، وإن العالم المادّي اليوم هو الضحية أكثر من أي وقت مضى من جرّاء هذه الأنانية وطلب المنفعة الشخصية. لقد أحيا شهداؤنا مرة أخرى ثقافة الشهادة التي تعتبر أسمى مراتب الفداء من أجل الأهداف البشرية في هذه الحقبة من الظلم المادي، وأظهروا نور الفلاح لأصحاب السرائر الطاهرة والطالبة للحق من البشر".
* دور الثورة الإسلامية في إحياء الشهادة:
"حقاً علينا أن نفتخر بذلك وهو أن الشهادة هذه السنّة الإلهية القتل في سبيل اللَّه قد أُحييَت ببركة وجود النظام الإسلامي. في الماضي الذين أوذوا في سبيل اللَّه كانوا قلّة والبعض لم يلق أي أذى في سبيل اللَّه طول عمره ولم يكن حاضراً أن يتحمل عبسة واحدة من الغير في سبيل اللَّه، فكيف ليقدّم روحه وجوهر وجوده في سبيل اللَّه؟ ... في الماضي وللأسف قلّما كنا نجد في وطننا وفي الكثير من البلدان الإسلامية الأخرى هذه الذخيرة والأرضية التي تقدم شيئاً لأجل تحمّل المشاكل والمتاعب في سبيل اللَّه، فكيف ببذل النفس والقتل في سبيل اللَّه.
* دماء الشهداء تمهد طريق الثورة:
إن من إحدى أعظم الهبات التي قدّمتها الثورة والإمام قدس سره لهذه الأمة وللإسلام هي إحياء هذا الباعث على التضحية في سبيل اللَّه...". "أنظروا اليوم حيث ترون نسيم الصحوة الإسلامية يهب في شمال أفريقيا، الحكومات في تلك المنطقة ترتجف رعباً، وهذا من تأثير الدم الطاهر لشهدائنا، فهم إذن شهداء الأمة الإسلامية. أو لاحظوا قضية فلسطين، التي كانت قد أصبحت غريبة، لعلّ الكثير من الشباب لا يعلمون، بأن هناك مجموعة حملت السلاح لفترة من الزمن ثم استسلمت فيما بعد لأطماع أمريكا والدول الغنية، وتخلّت عن الجهاد المسلّح، وكان السبب في ذلك أيضاً عدم وجود أي ارتباط بين تلك الجماعات والدين والإسلام، كثير منهم كانوا ثوريين ومتحمسين، ولكن لأن الدِّين كان غائباً عن العمل عندهم، فلم يكن يوجد أساس، كانوا جميعهم هكذا. فلتعلموا أيها الشباب، أنه إن لم تكن الحماسة والثورية مترافقة مع العقيدة الدينية والإيمان باللَّه، فسيكون هذا شيئاً لا يطمئن ولا يدوم. عندما رمى أولئك السلاح ظن الجميع أن قضية فلسطين انتهت وأنه لن يدافع أحد آخر عن حق شعب فلسطين، فجأة ظهر الشباب المؤمن المسلم المضحي والثوري في قلب فلسطين المحتلة، وليس من الخارج من بلدان أوروبا وآسيا ومن المؤتمرات، إنما من بين صخور أرض فلسطين المحتلة وبيت المقدس المحتل، ظهروا... أطلقوا النداء، وبدأوا مواجهة قاسية بقبضات فارغة، وما زالت هذه المواجهة مستمرة، وستبقى حتى النصر، إن شاء اللَّه، من أين برزت هذه المواجهة الإيمانية الحيّة؟ من دماء شهدائنا...".