مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

لقاء فكري‏: قانون منع الحجاب في ظل الأسس الفلسفية للعلمانية في فرنسا


أقام مركز الإمام الخميني الثقافي لقاءً حوارياً فكرياً تحت عنوان: "قانون منع الحجاب في ظل الأسس الفلسفية للعلمانية في فرنسا"، وقد حاضر فيه الباحث الإسلامي التونسي عبد المجيد الزمزمي، وقدَّم للقاء وأدار الحوار الأستاذ فادي محفوظ. وقد حضر اللقاء حشد من الشخصيات العلمائية والثقافية والمهتمين. وقد عرض الأستاذ الزمزمي في محاضرته الأصول الفكرية والأسس الفلسفية التي قامت عليها الثورة الفرنسية والتي تمثلت بإلغاء فكرة الله المشرِّع ورفض نداء الدين ونصوصه وتعاليمه، وقذف المتدينين بالتعصب ومنع العبادة، واعتبار البعد الديني مرضاً كالطاعون يحتاج إلى حجر صحي صارم وبيّن كيف ترجمت هذا الأفكار عملياً وسلوكياً في تاريخ الثورة الفرنسية؛ من خلال القتل والعنف والتشريد والحرق وتضييق الخناق والتهجير لكل من عارض أفكار الثورة الفرنسية، وكيف تم تعويم مفكرين وتضييق الخناق على آخرين وكيف يتم استقبال أمثال سلمان رشدي وإلباس هذياناته لبوس العلمية وحصار أمثال روجيه غارودي ومنعه من نشر أفكاره. وأضاف قائلاً: إن فكر سبينوزا الذي كان يهودياً كاثوليكياً وكان يرمز عند اليهود إلى سوء النفس في عالم أصبح محروماً لأول مرة من الله، والذي يعتبر مؤسس العصرية والذي تأثر به المفكرون الفرنسيون فيما يخص الأخلاق أنها مسألة ذاتية تتعلق بالعلم والعقل لا بالإيمان ولا بإطاعة تعاليم خارجة، وفلسفة النور قامت بدور أساسي يتمثل بإطالة الجهد المبذول من طرف سبينوزا من أجل فصل الأخلاق نهائياً عن الإيمان ومن أجل إلغاء فكرة الله المشرع.

وتابع: أن سبينوزا كان معاصراً لرجل عظيم سمع به كل تلاميذه وهو إسحاق نيوتن... كان لنيوتن أفكار فلسفية مصيرية للإنسانية، كان نيوتن قد أطلق نداءً مصيرياً لشعوب أوروبا والإنسانية ولكن تم خنق نداء نيوتن بينما تم ترويج أفكار سبينوزا، ونيوتن عاصر سبينوزا وفولتير. أطلق نداء تضمن عشر نقاط: أن اللَّه بعث مجموعة متلاحقة من الأنبياء، وأن عيسى أحدهم، ورفض الأرباب الثلاثة وربوبية عيسى وأن نصوص العهد الجديد التثليثية مزورة وكذلك نصوص التجسيد. لقد بلغ نداء نيوتن أسماع فولتير وغيره وبدل أن يجهدوا في البحث عن الدين الخالص اتبعوا هذيان سبينوزا الذي عاش 45 سنة بينما عاش نيوتن 85 سنة أي عاش قبل سبينوزا 30 سنة، لقد ألبس فولتير أفكار سبينوزا الزي الحلي. والواقع أن الغرب في مسيرته الفكرية خلال القرون الثلاثة الأخيرة كان باستمرار يحاول أن يلغي أو ينتقص من كل رؤية. ووجَّه فولتير (الذي يعتبر فيلسوف الثورة) نقداً شرساً للكتاب المقدس ونصوصه ولم يكن يراه حسب كلامه سوى (لا معقولية وخرافات بدائية) وهذا المصطلح "بدائي" الذي نطق به فولتير سوف يستخدم فيما بعد من قبل مفكرين اخرين. وقد قام فولتير بتعميم استنتاجاته وسحبها على جميع الأديان السماوية التي تستند حسب رأيه إلى أضاليل. وقد كتب تحت عنوان (محمد أو التعصب) لذلك نفهم الآن مفهوم التعصب الذي تتهم به المحجبات وحاول من خلال هذا الكتاب تشويه صورة النبي صلى الله عليه وآله. وختم الأستاذ الزمزمي: "تجسدت العلمانية منذ البداية في فرنسا:

أولاً: في تعليم الدولة المعادي للدين بشكل خاص.
ثانياً: فرنسا هي الأمة الوحيدة التي تعلمنت من باب الرفض للآخرين.
ثالثاً: فرنسا هي البلد الوحيد الذي ما زال يعيش حرباً ضد الدين تدور رحاها حول علمنة التعليم. وقد صدرت قوانين كثيرة تخص التعليم وقانون منع الحجاب هو الأخير، فمن قانون سنة 1881 وقانون 1882 وقانون 1886 حول علمانية التعليم والتي توجت سنة 1905 نهائياً وكانت كل هذه القوانين تخص قاعات الدراسة والموظفين في المدارس وبرامج التعليم. والجديد اليوم في قانون 2004 الذي وُضِع أساساً لمواجهة الحجاب، حجاب التلميذات المسلمات.
فرنسا اليوم تتصدى للحجاب بقوانين تتناقض مع معتقدات شعبها التاريخية، وتتناقض مع قوانين حقوق الإنسان التي عنيت بتسويقها في العالم، وتتناقض مع الشعارات التي رفعتها الثورة الفرنسية من مساواة وأخوة وحرية مدنية ودينية وعدالة. فرنسا هذه التي تدعو صراحة للشذوذ الجنسي وتسمح لمئات الآلاف من الفتيات بالتعري ولا يزعجها هذا الأمر؛ تنزعج من بضع مئات فتيات مسلمات يرتدين الحجاب، فهو في الواقع دعوة جادة لإثبات مسيرة التدهور الأخلاقي الذي يمثل الركن الأساسي لمسيرة الثورة الفرنسية"
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع