إعداد: هنادي سلمان
زوجي لا ينفق عليَّ بأكثر من تقديم الطعام والشراب، مع العلم أنه يتقاضى أجراً جيداً، ولكنه غير مقتنعٍ أصلاً بوجوب النفقة أكثر من ذلك، لأنني أعمل وأستطيع الإنفاق على نفسي. فما هي الوسائل التي يجب أن أتبعها معه لأغير وجهة نظره التي تؤدي في أغلب الأحيان إلى نشوء الخلاف فيما بيننا؟ إلهام
الحل: برأي سماحة الشيخ محمد المقداد: الواقع إن الزواج يرتِّب على كلٍّ من الرجل والمرأة كمّاً من المسؤوليات بحسب الأحكام الشرعية المتعلقة بعقد القران. ومن ضمن هذه المسؤوليات وجوب أن ينفق الزوج على زوجته بما يكفي حاجتها من الطعام والشراب والمسكن والملبس. بالإضافة إلى العلاج والأدوية والمعاينات الطبية، حتى وإن كانت المرأة تعمل، أو لديها من المال ما يكفيها للإنفاق على نفسها، واضطر هو، للاستدانة من أجل تأدية واجبه في الإنفاق. واضح من رسالة الأخت الكريمة إن العلاقة التي تربطها بزوجها ليست مبنية على التفاهم والألفة، لأن الرجل الذي تربطه بزوجته علاقة حسنة يُحب أن ينفق عليها أكثر من النفقة الواجبة شرعاً.
الواقع نحن لا يمكننا أن نعطي الحل الأمثل لهذه المسألة إلا إذا سمعنا كلا الطرفين، فهذه دعوة من الزوجة بأن زوجها لا يوسِّع عليها في النفقة، ولكننا لم نسمع مبررات الزوج، فلعلّ لديه واجبات أخرى يدَّخر المال لأجلها، كأن يخطط لشراء شقة أو لبناء بيت في قريته، أو ربما لتأسيس مصلحة مستقلة كي لا يبقى أجيراً لدى الآخرين... وهو يرى بأن المرأة تعمل وبالتالي ليس واجباً عليه أن ينفق عليها أكثر من النفقة الواجبة شرعاً، لذلك نحن نفضل أن تسعى هذه المرأة لأن تتفاهم مع زوجها بالطريقة التي يحبها الإسلام، وهي المكاشفة والمصارحة، وبالطريقة التي لا تؤدي إلى وقوع الخلاف بينها وبين زوجها. وأن تقول له بأن الإسلام أوجب على الرجل النفقة إلى الحدود التي تكفي المرأة، أما الزائد فهو من الأمور المستحسنة والمستحبة والتي من شأنها أن توثق الترابط بين الزوجين وهي عبارة عن الرحمة التي وردت في الآية الكريمة ﴿وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ (الروم/21)