مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آخر الكلام‏: قصة أم‏

ايفا علوية ناصر الدين‏

 



كانت تجلس أمام فوهة الكاميرا وقد بدت على وجهها آثار العمر الذي ترك بصمته على ملامحها بشدة: شعرٌ ملّون ببياض الشيب، عينان غائرتان خبا بريقهما، بشرة متجعدة، جسم متعب نحيل،... امرأة في الستينات أو أكثر، أمٌ بل جدّة جاءت لتروي قصتها في برنامج تلفزيوني يتعهد بمعالجة الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في مظهرهم الخارجي، وقد تولّت مقدمة البرنامج شرح المعاناة بلهجة مؤثرة بما مضمونه: لقد تعبت هذه المرأة في حياتها كثيراً، فقد صرفت عمرها مكرسة لأمومتها كل الوقت، واليوم ها هي بعدما ربّت وسهرت وضحّت تجد نفسها بحاجة لاستعادة رونق الجمال الذي سلبه منها تعب الأيام، وهي تستحق الشعور مجدداً بثقتها بنفسها، والانطلاق إلى الحياة بمظهر لائق ترضى عنه.

وهكذا يُكمل البرنامج بعرض مراحل العلاج التجميلي، الذي خضعت له للوصول إلى الهدف المنشود. والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة بعد مشاهدة القصة: أيُّ تكريم للأم هذا؟! ليس عيباً أن تهتم المرأة في أي عمر كانت بنفسها، لكن العيب يظهر في الربط بين الأمومة وما حلّ بتلك المرأة "الأم"!، والعيب يتجلى في إظهار الأمومة وكأنها غلطة تصل الأم في يوم ما إلى الندم عليها! والعيب أيضاً يكمن في إظهار المرأة الأم وفي هذا العمر بالتحديد مستغرقة في البحث عن جمال مظهرها الذي ضاع منها وهي في غمرة الانشغال بالأمومة! هل هكذا يكون إكرام الأم؟ أليس الأجدى تكريم الأم بتظهير ثمار أمومتها ورقي عطائها بدلاً من التصويب عليها؟

الواقع، إننا في زمن صارت فيه حتى الأمومة صيداً ثميناً في شباك الثقافة الخاوية الهادفة إلى إغراق المرأة في متاهات الضياع. لكن هيهات، ستبقى الأمومة أجمل شعور يتوّج قلب الأم بأرقى معاني الحب والتضحية والعطاء والإيثار. ولكل أم ما زالت الأمومة تتربع على عرش قلبها: كل عام وأنت أجمل أم.

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع