مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

أطفالنا والتلفاز: المخاطر الصحية للعرض المتواصل


الدكتورة حنان المصري(*)

إن للتلفاز آثاراً صحية سيئة إذا ما شوهد لفترات طويلة، إضافة للتأثير العميق على التطور النفسي الاجتماعي عند الأطفال. فالجلوس الطويل أمام شاشة التلفاز يسبب اضطرابات صحية عديدة، كالبدانة، ومشاكل في العمود الفقري، واضطرابات في القلب، والنظر، إضافة إلى الشعور بالإرهاق وعدم القدرة على التركيز.

*الاضطرابات الصحية التي يسببها التلفاز
المكوث الطويل أمام الشاشة، والابتعاد عن ممارسة الرياضة والحركة، يسبب ضعف العضلات وتراكم الدهون. كما يمكن للجلوس بشكل غير سليم أن يؤدي إلى التواء العمود الفقري . كما إن مشاهدة البرامج المسلية والمرعبة أو العنيفة، قد يولد نوعاً من الجوع يحاول الأطفال تمريره بما هو سهل المضغ وسريع الحضور. فأفضل ما يحصلون عليه هو السكاكر والبطاطا والمشروبات الغازية التي - مع الإكثار منها - تؤدي إلى السمنة المفرطة، لأنها مع الوقت تصبح نوعاً من العادة التي يصعب التخلي عنها. والسمنة يمكن أن تؤدي إلى مرض السكري في وقت مبكر من العمر. والسمنة المفرطة التي تصيب حالياً عدداً كبيراً من أطفالنا، قد تؤدي إلى اضطرابات مبكرة في القلب، الضغط، والشرايين. ناهيك عن اضطرابات النظر واضطرابات السلوك والتصرف غير المدروس. كما أن النوم قرب التلفاز أو بعد مشاهدته، هو نوم بسبب الإرهاق لا بسبب الحاجة إلى النوم، وبالتالي عند الاستيقاظ يكون الطفل مرهقاً غير قادر على التركيز خلال الدراسة صباحاً في المدرسة. وإن مشاهدة التلفاز مباشرة عند العودة من المدرسة وقبل إتمام الدراسة (في فترة الراحة ما قبل البدء بالفروض المطلوبة)، يؤدي إلى عدم استطاعة الطفل التركيز على دروسه بعدها.

* الوقت المقبول لمشاهدة التلفاز يومياً
للأهل والمدارس دور كبير وتأثير على الأطفال، وبالتالي يجب عليهم مراقبة أطفالهم عن كثب وتوجيههم حول البرامج التلفزيونية وحول الوقت المسموح بالمشاهدة، حيث يجب تجديد ووقت ومدة حضور التلفاز للأطفال ووقت ومدة ممارسة النشاط الرياضي الذي يفيد الجسد والنفس، أكثر مما يفيده التلفاز. بالنسبة للأطفال، يستطيعون حضور التلفاز ابتداء من عمر السنة، وابتداء من السنتين، يصبح بإمكانهم حضور ما بين الساعة والساعتين يومياً، مع عدم السماح للطفل بوجود تلفاز في غرفته الخاصة. أما بالنسبة إلى المراهقين، فيجب أن يوضع لهم برنامج أسبوعي حول البرامج المسموح بحضورها، وعدم تخطي الساعتين أو الثلاث ساعات بشكل غير متواصل يومياً. وللطبيب دور كبير في توعية الأهل ومعرفة ما يتابعون من برامج. فالتلفاز يمتاز أيضاً ببرامج تعليمية وتثقيفية موجهة خصيصاً للأطفال، ويمكن أن تدعم تطورهم الإدراكي ومقدرتهم على القراءة واكتساب المهارات اللغوية. كما يمكن للتلفاز أن يقدم للطفل أخباراً ومعلومات. ولكن لا يجوز الركون إلى التلفاز كبديل عن الدور الأساسي والهام للوالدين في تنمية هذه الفعاليات وإدراكها. وإنما يجب النظر إليه على أنه داعم ومساند ليس إلا، في هذه العملية التربوية التي يجب أن تقوم أساساً على كاهل الأهل والمدارس. فالأمر لا يتعلق بحياة فرد، بل يرتبط بالمجتمع، كل المجتمع ومستقبله.

مما لا شك فيه، أن عدداً لا يستهان به من الأطفال في حال المتابعة يتبين أنهم يشكون من سوء إدارة واستعمال للوقت الضائع، فيمضون أوقاتهم حول التلفاز، ما يسبب المشاكل الصحية العديدة. في مجتمعنا الكثير من هذه الحالات. ومن خلال توعية الأهل والأطفال، نستطيع التخفيف منها.

(*): أخصائية في طب الأطفال/ جمعية الأطباء المسلمين

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع