مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

فقه الولي: مراعاة الستر (الحجاب) في العمل

الشيخ علي حجازي

 



يجب على الأنثى البالغة التستر أمام الرجال الأجانب. وبسبب القصور أو التقصير في معرفة تفاصيل المسائل الفقهيّة للستر، تقع بعض النساء في الأخطاء الواقعيّة، مما يؤدّي إلى عدم الالتزام الكامل بتعاليم الشريعة الإسلاميّة السمحاء. وفي هذه المقالة يُسلّط الضوء على بعض الموارد التي يكثر فيها الوقوع بالخطأ؛ وذلك حتّى تجتنب المسلمة المؤمنة المخالَفة (ولو جهلاً) لما تطرحه فتاوى المراجع العظام.

1- عند طبيب الأسنان:
تعتمد بعض الأخوات على الأطبّاء الذكور لمعالجة أسنانهنّ أو أضراسهنّ... ولا بدّ قبل ذلك من مراعاة أنّ الذهاب إلى الطبيب الذكر لا يجوز إذا توفّر الشرط التالي:
- إذا وُجدت طبيبة أنثى، تمتلك المهارة في عملها، وتثق المريضة بها، وتأمن المعالجة تحت يديها، فلا تجوز في هذه الصورة المعالجة عند الطبيب الذكر.

* إزاحة شبهة:
تدّعي بعض المؤمنات أنّ الطبيب يرتدي القفّازات في يديه (الكفوف)، ولا يلمس بشرتها أو باطن فمها بجلده مباشرة، ولأجل هذا تسمح لنفسها بأن تذهب إلى الطبيب. وهذا الكلام غير صحيح؛ لأحد سببين أو لكليهما:
الأوّل: لا يجوز للرجل أن ينظر إلى باطن فم المرأة الأجنبية بدون اضطرار على الأحوط وجوباً. ولا ريب في أنّ عمل طبيب الأسنان يحتّم عليه أن ينظر إلى باطن فم المرأة الأجنبيّة لغير ضرورة. ومع وجود الطبيبة المأمونة الماهرة، فلا ضرورة للطبيب الذكر الأجنبيّ، فلا يجوز مع حصول الحرام.
ملاحظة: لا يجوز للمرأة أن تخرج لسانها من فمها أمام الرجل الأجنبيّ.
الثاني: لا يجوز للرجل وضع يده على المرأة الأجنبيّة مع وجود الساتر كالقفّازات إذا كان فيه غمز (شدّ وضغط)، وغالباً ما يحتاج طبيب الأسنان إلى الغمز بيده أو بيديه على وجه المريضة.
النتيجة: لا تجوز للبالغة المعالجة عند طبيب الأسنان إلاّ في حال الضرورة، ومع فقد الطبيبة الماهرة المأمونة، مع السعي الحثيث لاجتناب الحرام ما أمكن.

2- الإعلاميّة المراسلة:
تطوّر الواقع العمليّ في مجتمعاتنا المسلمة والمؤمنة، بحيث صارت المرأة تصل إلى مستويات عمليّة كثيرة. ومن هذه الموارد خروج المسلمة البالغة إلى العمل كمراسلة لوسيلة إعلاميّة. وحيث إنّ الحجاب (الستر) لا يمنعها عن العمل، فقد صار للمسلمة دور كبير في هذا العمل. وحتّى نحفظ للمسلمة هذا العمل، في الوقت الذي نريد لها فيه أن تحافظ على حجابها، نورد الملاحظة التالية: تضطرّ المراسلة عند محاولة استصراح مسؤول- مثلاً- إلى أن تزاحم الآخرين لتصل إلى المسؤول حتّى تأخذ منه تصريحاً لوسيلتها الاعلامية. وفي هذه الحالة، قد تجد نفسها بين الرجال الأجانب، فتدخل بينهم لتصل إلى المسؤول، فعليها أن تنتبه إلى أمرين محرّمين حتّى تجتنبهما، وهما:
الأوّل: تحرم الملامسة المباشرة بينها وبين الرجل الأجنبيّ، فإذا علمت أنّ دخولها في المزاحمة سيؤدّي إلى اللمس المباشر (بين جزء من جسدها وجزء من جسد الرجل الأجنبيّ) فلا يجوز لها التزاحم.
الثاني: يحرم الغمز بين المرأة والرجل الأجنبي. فلو علمت أن تزاحمها مع الرجل الأجنبيّ سيؤدّي حتماً إلى الغمز (الشدّ والضغط)، فيحرم عليها التزاحم.
- تنبيه للوسيلة الإعلاميّة: يجب على المعنيّين في هذه الوسيلة تأمين مراسل ذكر للتزاحم مع الذكور في حال العلم بالوصول إلى الحرام. كما ويجب تأمين مراسلة أنثى للتزاحم مع الإناث في حالة التزاحم الذي يؤدّي إلى اللمس أو الغمز بين الجنسين.

3- شعر المرأة المتساقط:
أسباب عديدة تؤدّي إلى سقوط شعر المرأة، وفي هذه الحالة الأحوط وجوباً على كلّ رجل بالغ الاجتناب عن النظر إلى هذا الشعر إن كان من المرأة الأجنبيّة. وعلى المرأة أن لا تترك شعرها في موضع تعلم أنّ الرجال الأجانب سيرونه فيه.

4- المرأة الممرّضة:
إذا عملت المرأة المسلمة في مجال التمريض، فعليها التنبّه لمسألتين:
الأولى: لا يجوز للمرأة المسلمة النظر إلى ما يحرم النظر إليه أو لمس بدن الرجل الأجنبيّ إلاّ بشرطين :
الأول: إذا توقّف الفحص والعلاج على النظر واللمس المحرّمين، فإذا لم يتوقف العلاج والفحص عليهما فيكونان محرّمين.
الثاني: إذا تعذّر أو تعسّر تأمين الرجل. فإذا أمكن تأمين الرجل، حرمت على الممرّضة المباشرة.
نعم إذا لم يكن في الفحص أو العلاج نظر ولمس محرّمان، فلا مانع من ذلك.
ـ كلمة إلى إدارة المستشفى: يجب على القيّم في المستشفى إعداد الممرّض المماثل في الجنس للمريض لدفع وقوع الفحص والمعالجة المستلزمين للنظر المحرّم أو اللمس المحرّم.

5- المرأة أمام الكاميرا:
تواجه الكثير من المسلمات مواقف كثيرة تقف فيها أمام الكاميرا. وقد لوحظ في هذه المواقف أنّ الكثير من المسلمات يكون حجابهن (الساتر) أسفل ذقونهن. والواجب أن يكون أسفل الذقن مستوراً، فنرى الحجاب (الإشارب) أدنى ممّا هو مطلوب، وهذا حرام، فعلى المسلمات المحافظة على ستر هذا الجزء، وكلّما انزلق الحجاب عن هذا الموضع، وجب عليها رفعه إلى مكانه، حتّى لو ظهر وجهها على غير ما تريده من جمال أو لون أو غير ذلك.
- كلمة إلى القيّم على التصوير: إذا علم بظهور جزء ممّا هو أسفل الذقن، فيجب عليه عدم إظهار هذا الجزء في الصورة. فعليه أن يخفيه بالطريقة المناسبة. وكذلك لا يجوز له أن يسلّط الكاميرا إلى أعلى الوجه بطريقة تظهر شعرها، فعليه في هاتين الحالتين أن يستعمل أداة التصغير أو ما شاكل كي لا يظهر شعرها أو أسفل ذقنها.
ملاحظة: إنما يجوز للمصور ذلك إذا كان من محارم المرأة وإلا لم يجز له النظر أصلاً إلى ما انكشف منها.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع