أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مجتمع: مفاتيح حلّ المشاكل الزوجية

إيمان شبلي

 



الحياة الزوجية عالمٌ مليءٌ بالآمال والطموحات التي تحملها مخيّلة كل من الشريكين، وترسمها رؤاهما وتطلعاتهما المستقبلية. ومهما تعددت أو اختلفت هذه الرؤى والطموحات بين الزوجين، يبقى الحلم المشترك بينها هو: الحياة الزوجية السعيدة القائمة على أساس الود والاحترام والاستقرار. وبحجم هذا الهدف، كانت مسؤوليات كل من الزوجين على قدر كبير من الأهمية والدقة حتى في أبسط تفاصيلها، بحيث لو وجدتَ تقصيراً أو خللاً ما في مسؤولية أحد الطرفين، وسُمِحَ لهذا الخلل بالتراكم والتكرار، لتزعزع الكيان الأسري، ولظهرت انعكاساته السلبية على جميع أفراد الأسرة دون استثناء، ولبتنا أمام مشكلة أسرية معقدة يصعب حلها، كونها في حقيقة الأمر مجموعة من المشاكل المتراكمة والمتوِّلد بعضها من بعض.

وهذا ما نجده فعلاً في معظم الزيجات التي باتت المشاكل الزوجية فيها أمراً اعتيادياً، وكأنها مكوِّن أساسي من مكوِّنات الحياة الزوجية، فيمضي الزوجان عمريهما بحثاً عن السعادة الزوجية، جاعلين من حياتهما الخاصة حقلاً للتجارب والاستشارات بغية حل مشاكلهما، وما إن يحالفهما الحظ ويُفلحا في حل مشكلة ما؛ حتى يعودا مرة أخرى مع مشكلة جديدة، مقتنعين بأن المشاكل قدر لا مهرب منه، وقضاء لا محيص عنه. وربما تجرأ البعض وقام بإلقاء اللوم والعتاب على اللَّه عزَّ وجل، معتبراً إياه سبباً وعلة لهذه المشاكل. فبدل أن يبحث الزوجان عن الأسباب التي تعكر صفو حياتهما الزوجية، يستسلمان لواقعهما، ويفقدان الأمل في أي محاولة إصلاح أو علاج. وهذا بحدِّ ذاته يعدُّ مشكلة أخرى أمام الزوجين، فهو يغلق الباب أمام أي حوار أو مصارحة بينهما، قد تكون طاقة فرج ومنطلقاً نحو الحل، فيعيش الزوجان أسيرين للانطواء على الذات، والغربة تحت السقف الواحد، وتصبح الحياة شقاءً لا يُطاق.

*مفاتيح الحل:
يجب على الزوجين اللذين يبحثان عن حل مرضٍ لمشاكلهما الزوجية، أن يدركا أن لحل المشاكل مفاتيح يجب امتلاكها وهي:
أولاً: أن تكون لدى الطرفين مصداقية حقيقية، ورغبة جدية في الخروج من المشكلة، وطي صفحتها. أي أن يمتلكا الإرادة والعزيمة والإصرار على الخروج من دوامة المشاكل، والثقة بأن باستطاعتهما ذلك. ما داما يريدان هذا الأمر، فإن لكل مشكلة مهما عَظُمت حلاً ومخرجاً. إن هذه العزيمة والثقة هي الدافع للبحث عن الحل والتقدم نحو المفتاح الثاني لحل مشاكل الحياة الزوجية.

ثانياً: البحث عن جذور المشكلة وأسبابها، لا هدر الوقت في التجوال حول صغائر الأمور وردات الفعل.

ثالثاً: الحوار مع الشريك، ومصارحته والاستماع إليه، وأخذ وجهة نظره بعين الاعتبار وعدم الحكم عليها مسبقاً، واحتمال الخطأ والاعتراف به. وليس مبالغة لو قلنا إنّ العناد وعدم التراجع ولو خطوة للوراء عند الخطأ، يعدُّ السبب الرئيسي خلف أكثر المشاكل الزوجية. فَتَمَسُّكُ كل من الطرفين بوجهة نظره بالمطلق مهما كانت نتائجها وسلبياتها، يؤدي إلى عرقلة الحوار وإيصاله إلى طريق مسدود، ويعقد الموقف والإشكال القائم، ويساهم في إيجاد حالة من النفور، ربما تصل إلى الكراهية بين الزوجين التي تعدُّ من أبرز وأخطر الأسباب المؤدية إلى فشل الحياة الزوجية. فحتى لا تتفاقم المشاكل القابلة للحل، وتصبح مشاكل لا حلول لها إلا بالطلاق والانفصال، على الزوجين أن يتفقا على ضرورة التراجع عن الخطأ والاعتراف به، وعدم الإصرار والعناد في الموقف، وليتذكرا مقدار المشاكل التي قد حُلّتْ بمفتاح الاعتراف بالخطأ أو التقصير، وكم من بيوت قد تهدّمتْ بسبب المكابرة والعناد!

رابعاً: الحرص على عدم توسيع دائرة المشكلة، فلا التذمر ولا الشكوى أمام الآخرين أهلاً كانوا، أو أقرباء، أو أصدقاء عمل مفيد لحل المشاكل. وهنا لا ننفي الدور الذي قد يلعبه الأهل لمساعدة أبنائهم على الخروج من مشاكلهم، إلا أن هذا الدور لكي يكون إيجابياً، لا بد أن يمتلك الأهل القدر الكافي من الوعي والخبرة، والإنصاف، والقدرة على التحكم بعواطفهم حتى يتسنّى لهم الحكم بموضوعية وحقانية. عندها يكون تدخل الأهل أمراً صحيّاً ومجدياً في حل الخلافات الزوجية.

وأخيراً: يبقى أن نقول: إنّ الحياة الزوجية ليست حلبة صراع، يسعى كل طرف فيها للغلبة على الآخر، بل هي حياة الشراكة والتكامل ووحدة الروح، فلنجعلها كذلك، فإن المفتاح بأيدينا جميعاً.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع