أذكار | أذكار لطلب الرزق مع الإمام الخامنئي | سيّدة قمّ المقدّسة نور روح الله | الجهاد مذهب التشيّع‏* كيـف تولّى المهديّ عجل الله تعالى فرجه الإمامة صغيراً؟* أخلاقنا | الصلاة: ميعاد الذاكرين* مفاتيح الحياة | التسوّل طوق المذلَّة* الإمام الصادق عليه السلام يُبطل كيد الملحدين تسابيح جراح | بجراحي واسيتُ الأكبر عليه السلام  تربية | أطفال الحرب: صدمات وعلاج اعرف عدوك | ظاهرة الانتحار في الجيش الأميركيّ

مع القائد: لا تشوهوا نصف الخليقة الجميل!(*)

إننا أصحاب دعوى على العالم الغربي فيما يتعلق بقضية المرأة. إننا نحن الذين نخاطب العالم قائلين: لقد ارتكبتم خيانة بحق البشرية جمعاء، ولا سيّما المرأة، وذلك عن طريق جرّ المرأة والرجل إلى مستنقع الجنس والرذيلة، والتشجيع على العلاقات الجنسية اللامشروعة وغير القانونية، وإغراء المرأة بخوض الميادين الاجتماعية خليعةً متبرجة.

إنّ من الواضح أنّ المرأة تمثّل النصف الحلو الجميل من الخليقة. وهذا الجمال لا ينفك بطبيعته عن شيء من الاستتار والحياء، وهي ميزة هذا الجزء الجميل واللطيف من الوجود الإنساني. ولكنهم مزّقوا هذا الستار، وكل ما كان من المفترض أن يسير في الحياة وفقاً للقواعد والقوانين وهي حاجة الإنسان الغريزية، رجلاً كان أو امرأة فإنهم جاءوا وجرّدوه من كل مبدأ أو قاعدة وقانون، وأشاعوه في المجتمع بشكله الممجوج هذا. وكانت السياسات الغربية هي من ارتكب هذه الخيانة العظمى بحق المرأة بالدرجة الأولى، وبحق البشرية جمعاء بالدرجة التالية، رجالاً كانوا أو نساءً.

ولا شك أنهم كانوا أول من تحمّل العواقب الوخيمة لمثل هذا السلوك. والآن، فإن المثلية الجنسية تعتبر إحدى أبرز الكوارث في العالم الغربي المعاصر. وبالطبع، فإنهم لا يٌفصحون عن ذلك. ولكن حقيقة الأمر هي أنّ هذه المعضلة تعدّ من الأمراض المستفحلة، والتي يستعصي علاجها على العلماء والمفكرين، ولا حيلة لأحد أبداً. لقد مضوا على هذا المنوال، وهكذا هي أدبياتهم التي تحثّ على السفور والعُري والخلاعة في مجال الجنس والعلاقة بين المرأة والرجل، فوظَّفوا المرأة أي ذلك القسم الجميل واللطيف والمحجوب خلف ستار الوجود البشري للعمل، والإعلانات، والدعاية، مستغلّين ابتسامتها، وفتنتها، وجسدها، ووجهها للدعاية للأغراض الجنسية الوضيعة، والحصول على الثروة، وهو ما كانت له بالطبع عواقبه الوخيمة. لقد حدث هذا بوسيلة الأيدي والسياسات الغربية، ولا دخل للديانات في ذلك، مسيحية كانت أو يهودية، بل يعود السبب لتلك السياسات الجديدة التي فرضوها على العالم، منذ نحو مئة وخمسين عاماً على وجه التقريب. فعلى الغرب تحمّل المسؤولية عما آلت إليه أوضاع المرأة المعاصرة؛ لأنه هو الذي وجّه إليها هذه الطعنة، وانتهك حقوقها، وحطّ من شأنها، وارتكب الخيانة بحقها تحت شعار الدفاع عنها. إنّ إشاعة الانحراف والانحلال لم تكن أبداً في صالح تطور المرأة، أو رفع روحها المعنوية، أو الارتفاع بمستوى طاقاتها وقابلياتها، بل كانت وسيلة للحطّ من قدرها وجعلها تلهو وتنشغل بقضايا الحياة الثانوية، من الانهماك في أدوات الزينة والتبرّج والسلع الاستهلاكية التافهة، وهو ما يحول بينها وبين الصعود إلى مدارج الرقي والكمال.

إنّ ما يزال يتقوّل به بعض الجهلاء حتى الآن، من أنه لا يمكن للمرأة أن تتطور مع ارتداء الحجاب والالتزام بأحكام الشرع الإسلامي، وما هو دور المرأة، وإلى ماذا ستؤول إليه أوضاعها في ظل النظام الإسلامي، نجد أنّ جوابه العملي الواضح يتمثل في وجود العدد الكبير من النخب النسوية في مجتمعنا الحاضر.


(*) مقتطف من خطبة ألقيت في ذكرى ميلاد سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء عليها السلام، في 4/7/2007م

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع