مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الإمام الخامنئي: أنتم المنتصرون

نص رسالة ولي أمر المسلمين الإمام السيد علي الخامنئي إلى رئيس الحكومة الفلسطينية إسماعيل هنية..



"أخي المجاهد السيد إسماعيل هنية..
السلام عليكم بما صبرتم
إن صبركم لعشرين يوماً وصبر المجاهدين وجميع أبناء غزة، أمام المجازر وجرائم الحرب التي ترتكب هناك والتي لم يشهد العالم والتاريخ مثلها، يرفع رايات العزة والكرامة خفاقة فوق رؤوس العالم الإسلامي بأسره. لقد أثبتم أن روح المسلم المفعمة بالإيمان بالله والقيامة، تلك الروح العزيزة الأبية الرافضة للخضوع أمام الظلم والجور، قادرة على إذلال أقوى وأعتى دول الاستكبار وجيشها المدجج، هذا الجيش الذي استطاع خلال ستة أيام أن يحتل مناطق واسعة من ثلاث دول عربية، هو اليوم عالق خلف أسوار غزة، وعاجز عن دخولها أمام بسالتكم وتضحياتكم على مدى عشرين يوماً. عليكم الافتخار بأنفسكم، وبهذا الإيمان والتوكل وحسن الظن بالله، وبهذا الصبر وهذه الشجاعة وروح التضحية التي تبدونها، والتي يفتخر بها جميع المسلمين.


إن جهادكم ومقاومتكم استطاعا حتى الآن أن يفضحا أمريكا والنظام الصهيوني والأمم المتحدة وجميع المنافقين في العالم الإسلامي. اليوم باتت أحقية قضيتكم واضحة ومسلّمة ليس فقط لدى جميع شعوب العالم الإسلامي، بل لدى أكثر شعوب العالم في أوروبا وأمريكا. إنكم حتى الساعة أنتم المنتصرون، ومع استمراركم في المقاومة والثبات والصمود، ستزيدون في هزيمة هذا المحتل الغاصب عدو البشرية. واعلموا أن ﴿مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (الضحى: 3) أنه ﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى (الضحى: 5) إن شاء الله.

مع هذا فإن قلبنا يعتصره الألم على المجازر والمذابح التي ترتكب بحق المدنيين الأبرياء من الأطفال والنساء. إن ما نشاهده على شاشات التلفزة من فجائع ومجازر جعلت شعبنا في مأتم دائم، عظم الله لكم الجزاء وعجل لكم النصر، واعلموا أن وعد الله حق حيث يقول ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (الحج: 40) ﴿وَمَن جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ (العنكبوت: 6). ونقول للخائنين: إعلموا أن مصيركم لن يكون أفضل من مصير اليهود في حرب الأحزاب، حيث يقول الله تعالى ﴿وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ (الأحزاب: 26). إن الشعوب مع أهل غزة، وكل دولة لا تكون كذلك إنما تعمق الهوة بينها وبين شعبها، ومصير هكذا دولة معلوم. إن كان هؤلاء يحرصون على حفظ ماء وجههم، فعليهم أن يتذكروا كلام أمير المؤمنين علي عليه السلام، حيث قال "الموت في حياتكم مقهورين، والحياة في موتكم قاهرين"(1).

أحييكم وأحيي جميع المقاومين المجاهدين وجميع أهل غزة، وإني إلى جانب الجهود التي تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية للدفاع عنكم إذ أن ذلك واجب عليها.  نرفع أيدينا بالدعاء لكم ليلاً نهاراً، ونسأل الله العزيز القدير لكم الصبر والنصر والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته.


(1) نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام، ج1، ص100.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع