للشاعر الراحل: محمد مهدي الجواهري
القصيدة الخالدة التي كتب خمسة عشر بيتاً منها بأحرف من ماء الذهب على الباب الرئيسي الذي يؤدي إلى "الرواق الحسيني"
|
فداءٌ لمثواك من مضجع |
تنوّر بالأبلج الأروع |
|
بأعبق من نفحات الجنا |
ن روحاً، ومن مِسكها أضوع |
|
ورعياً ليومِكَ يوم "الطُفوف" |
وسَقياً لأرضِكَ من مَصْرَع |
|
وحُزناً عليك بحَبْسِ النْفوسِ |
على نَهجِكَ النّيرِ المَهْيَع |
|
وصَوتاً لمجدك من أن يُذالَ |
بما أنتَ تأباهُ من مُبدَع |
|
فيا أيُّها الوتْرُ في الخالِدي |
نَ فَذاً، إلى الآن لم يُشفَع |
|
ويا عِظَةَ الطامحينَ العِظَام |
للاّهينَ عن غدِهمْ قُنّع |
|
تعاليتَ من مُفزع للحتُوفِ |
وبورك قبرُك مِن مَفْزع |
|
تلوذ الدهورُ فمنْ سُجّد |
على جانبيه ومنْ رُكّع |
|
شَممتُ ثَراكَ فهبّ النسيمُ |
نسيمُ الكرامةِ مِن بَلقع |
|
وعفّرتُ خدّي بحيثُ استرا |
حَ خدّ تفرّى ولمْ يَضرَع |
|
وحيثُ سنابِكُ خيلِ الطُغا |
ةِ جالَتْ عليهِ ولم يَخْشع |
|
ويا واصِلاً مِن نشيدِ "الخُلودِ" |
ختامَ القصيدةِ بالمطلعِ |
|
يسيرُ الورى بركاب الزما |
نِ من مستقيم ومن اظلع |
|
وأنتَ تُسيّرُ ركْبَ الخو |
د ما تستَجِدّ له يَتْبَع |
|
تمثّلتُ "يومَكَ" في خاطري |
وردّدت "صوتك" في مَسمعي |
|
ومَحّصتُ أمرك لم "أُرتَهبْ" |
ينقل "الرّواة" ولم أُخدَع |
|
وقلتُ: لعلّ دويَّ السِنين |
بأصداءِ حادِثكَ المُفجِع |
|
وما رتَّلَ المخلصون الدّعا |
ةُ مِن "مُرسلينَ" ومن "سُجَّع" |
|
ومِنْ "ناثراتٍ" عليك المساءَ |
والصُبْحَ بالشعْرِ والأدمُع |
|
لعلّ السياسَة فيما جَنَتْ |
على لاصِقٍ بكَ أو مدّعي |
|
وتشريدها كلّ مَنْ يدّلي |
بحبلٍ لأهليكَ أو مقطع |
|
لعلّ لِذاكَ و "كونِ" الشَّجيِّ |
وَلُوعاً بكلّ شَج مُولِع |
|
يَداً في اصطباغ حديثِ "الحُسين" |
بلونٍ أُريد لهُ ممتِع |
|
وكانتْ ولمّا تَزَلْ بَرْزةً |
يدُ الواثقِ المُلْجأ الألمعي |
|
صَناعاً متى ما تُردْ خُطّةً |
وكيفَ، ومهما تُرِدْ تَصنع |
|
ولمّا أَزَحْتُ طلاءَ "القُرونِ" |
وسِتْرَ الخِداع عن المَخدع |
|
أُريدُ "الحقيقة" في ذاتها |
بغيرِ الطبيعةِ لم تُطْبَع |
|
وجدتُكَ في صُورةٍ لم أُرَعْ |
بأعظمَ منها ولا أرْوع |
|
وماذا! أأروعُ مِنْ أن يكو |
نَ لحمُكَ وَقفاً على المِبضع |
|
وأنْ تُطعم الموتَ خيرَ البنينَ |
مِن "الأكهلينَ" إلى الرُّضع |
|
وخيرَ بني "الأم" من هاشم |
وخيرَ بني "الأب" من تُبّع |
|
وخيرَ الصّحاب بخيرِ الصدو |
رِ، كانوا وقاءكَ، والأذرْع |
|
وخِلْتُ وقد طارتِ الذكرياتُ |
برُوحي إلى عالم أرفع |
|
وطُفْتُ بقبرِكَ طوف الخيالِ |
بصومعةِ المُلْهم المُبدع |
|
كأنّ يداً من وراء الضّري |
ح حمراءَ "مبتورةَ الإصبع" |
|
تمُدّ إلى عالم بالخُنوع |
عِ والضيمِ ذي شَرَقٍ مُتْرع |
|
تخبّطَ في غابَةٍ أطبقت |
على مُذئبٍ منه أو مُسْبع |
|
لتُبدلَ منه جديبَ الضمير |
بآخر معشوشبٍ مُمرِع |
|
وتدفعَ هذه النفوسَ الصِغا |
رَ خوفاً إلى حرمٍ أمنع |
|
تعاليتَ مِن صاعِقٍ يلتظي |
فإنْ تدْجُ داجيةٌ يُلمع |
|
تأرّمُ حقداً على الصاعقات |
لم تُنْءِ ضيراً ولمن تَنْفع |
|
ولم تبذُر الحبّ إثرَ الهشيمِ |
وقد حرّقتهُ ولمْ تَزرَع |
|
ولم تُخْلِ أبراجَها في السماء |
ولم تأتِ أرضاً ولم تدقع |
|
ولم تقطع الشرّ من جذمه |
وغلّ الضمائر لم تَنْزع |
|
ولم تصدْم الناسَ فيما هُمُ |
عليهِ من الخُلق الأوضع |
|
تعاليتَ من "فلكَ" قُطْرهُ |
يدورُ على المحورِ الأوسع |
|
فيا بنَ "البتولِ" وحسبي بها |
ضماناً على كلّ ما أدّعي |
|
ويا بنَ البطين بلا بطنةٍ |
ويا بن الفتى الحاسرِ الأنزع |
|
ويا غُصْنَ "هاشمَ" لم ينفتح |
بأزهرَ منكَ ولم يُفْرِع |
|
وقدّستُ "ذكراكَ" لم أنتحلْ |
ثيابَ التُقاةِ ولم أدّع |
|
تَقحمْتَ صدري وريبُ "الشُكوكِ" |
يَضِجُ بجدرانه "الأربع" |
|
ورانَ سحابٌ صفيقُ الحجابِ |
عليّ من القلقِ المُفزع |
|
وهبّتْ رياحٌ من الطَيّبات |
و "الطّيبينَ" ولم يُقْشع |
|
إذا ما تزحزحَ عن موضعٍ |
تأبّى وعادَ إلى موضع |
|
وجازَ بيَ الشكّ فيما معَ "الـ |
جدود" إلى الشكّ فيما معي |
|
إلى أن أقمتَ عليه الدليـ |
ل من "مَبدأ" بدم مُشبع |
|
فأسلمَ طوعاً إليك القِياد |
وأعطاكَ إذعانةَ المُهْطِع |
|
فَنَوّرْتَ ما اظْلّمّ من فكرتي |
وقوّمْتَ ما اعوجّ مِن أضلُعي |
|
وآمنتُ إيمانَ مَن لا يَرى |
سوى (العقلِ) في الشكّ من مَرْجِع |
|
بأنّ (الإباء)، ووحيَ السماء، |
وَفيضَ النبوةِ، من مَنْبَع |
|
تجمّعُ في (جوهر) خالصٍ |
تَنَزّهَ عن (عَرَضٍ) المَطْمَع |