إعداد: ديما جمعة فوّاز
يعتبر بعض الشباب أنهم دائماً على صواب وأن كل الآراء التي تعارض أسلوبهم في التفكير غير ذات أهمية، ويزدادون تمسكاً بقناعاتهم كلما كثر النقد. وللأسف فإن الأهل، بشكل عام، يستفزهم عناد أبنائهم ليتحول أي نقاش معهم إلى جدال عقيم يتمسك فيه كل طرف بأقواله ويسعى إلى كسر هيبة الآخر.
الأب: يجب أن تعترف أن ما تقوم به خطأ وأنني لست راضياً عنه..
الشاب: وما أدراك أنَّ رأيك هو الصحيح؟
الأب: لأنني أكثر خبرة منك ولأن كلامك ليس منطقياً.
الشاب: ومن الذي قال إن كلامك أنت هو الذي ينسجم مع المنطق؟!
الأب: لأنني أَعرف أكثر منك. بالطبع رأيي هو الأنسب.
الشاب: بالنسبة لك أنت دوماً المصيب ولكن كلامك لم يقنعني.
الأب: إنك تحب الجدال، وترفض أن تقتنع لأنك عنيد.
الشاب: ولماذا تتهموني بالعناد ولا ترون أنكم أنتم أيضاً تصرون على آرائكم بطريقة مستفزة؟
الأب: من المعيب أن تتكلم معي بهذا الأسلوب. حين تخفف من عنادك عد لتناقشني.
الشاب: إذاً لن أفعل. لأنني بنظرك عنيد ولن أتغير.
- نصيحة للأهل
1ـ حين تتهمون ابنكم بالعناد فإنكم تقضون على أي إمكانية في التواصل معه والوصول إلى نتيجة. واحذروا من اتهامه بالعناد بشكل متكرر لأنكم ستكرسون هذه الصفة الذميمة في شخصيته.
2ـ حاولوا التركيز على جوانب اللين في شخصيته ولا تحكموا على حواركم معه، مسبقاً، بالفشل.
3ـ أعطوه مجالاً للتعبير عن رأيه وركزوا على الجوانب المشتركة في حديثكم.
4ـ لا تعتبروا أنكم في معركة فيتحول ولدكم إلى خصم إنما تعاملوا معه برفق وحاولوا أن تصلوا إلى أكثر النتائج إرضاءً لكم وله.
5ـ ليس بالضرورة أن يكون ولدكم عنيداً ولكن حاله كحال أغلب الناس حين يسعون إلى فرض ذاتهم وقناعاتهم على الآخرين، لذلك لا تسعوا إلى تحجيم قناعاته فيشعر أنه أسير تطلعاتكم وآرائكم.
- نصيحة للشاب
1ـ حين تخوض النقاش مع الآخرين على اعتبار أنك الأعلم وأن رأيك هو الأفضل فإنك ستتحول إلى دكتاتور يملّ مَنْ حوله مِنَ الجدال معه.
2ـ لن تستطيع أن تقنع أهلك بأفكارك طالما أنك تنسف كل آرائهم لذلك عليك أن توجد نقاطاً مشتركة في الحوار معهم وتركز على إيجابية آرائك وليس على سلبيات كلامهم
3ـ استمع إلى ما يقوله الآخرون ولا تفكر في الرد الذي ستقوله فأحياناً كثيرة تكون مخطئاً والاعتراف بالخطأ فضيلة.
4ـ لا بأس إن تنازلت عما هو ليس مهماً لتحصل على الأهم، ويكفي أن يشعر أهلك أنك تحترم آراءهم ليبادلوك، فيما بعد، بالمثل.
5ـ عليك أن تدرك أن الأهل عموماً يعتبرون أنهم الأعلم بمصلحة ولدهم وأن نقاشهم معك ينطلق من خوفهم عليك. وفي حال أثبتَّ لهم بالكلمة الطيبة والرأي السديد أنك مصيب فإنهم سيشعرون بالفخر بك وليس العكس.