نعم يا سيّدي قد قرَّرتُ الرحيل، تاركاً كلَّ شيءٍ وسأمشي. ولكن لن أذهب وحيداً، سآخذ معي ذكريات العبَّاس أحتضنها في أعماق قلبي، وعطف أبٍ يسكننا من قبل الولادة مع راغبٍ ذاك الشيخ الإمام، فمعه فهمت أنَّ الموقف سلاح والمصافحة اعتراف. سأهجر الماضي باللباس الأسود وأسكن الغربة بحبِّ عماد.
سأترك ورائي ردائي الذي قرَّرت خلعه منذ زمن لأصبح مقاتلاً لا يعرف الملل وأباً لكلِّ المحرومين من اليتامى، أحتضن بإمامة عليّ أرض الجنوب.. والقضية. ثم أسير بحركةٍ تحمل كلّ الأمل لأكمل أمجاد الثورة طريقاً للمهدي عجل الله فرجه. سأمضي راكباً فرس كربلاء، وأجوب بها العالم لأخبرهُ مأساةً عاشها خالص الأولياء. سأسافر في كلّ الطرقات زائراً منازل الشهداء.. سارداً وقائع الشهادة وكلماتٍ قيلت قبل الرحيل.
علي محمد هارون