مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الإمام الخامنئي: المعلِّـم يصنع إنساناً


تقع على عاتق المعلّم مسؤولية مهمة على الجميع ملاحظتها، فهو يعدّ الطاقات والكوادر البشرية في المجتمع. هؤلاء الذين هم تلاميذ اليوم سيصبحون رجالاً يحملون، في المستقبل، أعمال المجتمع على عاتقهم في أي مرتبة كانوا أو في أي مستوى. ولا شكّ أنه من بينهم ستظهر فئة متميزة وشخصيات ستتبوأ مناصب كبيرة؛ كذلك من بين هؤلاء سيكون المجاهدون في طريق الحق، المضحّون والمخلصون، والمتشوقون للسّير في سبيل الأهداف الإلهية. وإنّ من بين هؤلاء ستظهر الأيدي القديرة التي تدير عجلة اقتصاد البلاد والتي ستنظم في الأيام القادمة ثقافة البلاد.

* دوركم ليس سهلاً
إنّ إعداد هؤلاء التلاميذ وتربيتهم حتى يستطيعوا العمل غداً بصورة جيدة وصحيحة في مواقعهم وليكونوا سبباً في التقدم وليس عامل تأخُّر هو عمليّة مهمة تقع على عاتقكم. إنّ تأثير المعلم أكبر، في بعض الأحيان، حتى من العوامل الوراثية. فالصفات الوراثية أمور ملازمة للإنسان وترافقه، ولكن يمكن من خلال التمارين وتعويد النفس على العادات الثانوية التغلُّب حتى على الخصال الوراثية. وهذا ما يمكن للمعلّم أن يمنحه لتلميذه. أي إن المعلم ومن خلال هذا الدور يستطيع أن يصنع الإنسان المسلم الحقيقي، هذا هو دوره. وهو ليس بالأمر السّهل.

* معرفة الدور أولاً
إن من مهماتنا الواجبة هو أنْ يعرف جميع أبناء الشعب، وحتى المسؤولين ذوي المناصب الرفيعة، قدر المعلم. وعليهم جميعاً أن يدركوا أهميته ويعرفوا حرمته. وهذا الأمر من المهمّات الأساس، فعلى الإعلام أن يمارس دوره وعلى المسؤولين أن يمارسوا دورهم في هذا المجال. إن المجاملات لا تكفي، بل ينبغي التوعية حول أهمية دور هذا الرجل أو المرأة اللذين ينفقان عمريهما من أجل تربية شبابنا وأطفالنا وأبنائنا. طبعاً يجب على المعلم نفسه أن يدرك أولاً دوره بشكل صحيح ويفهم أهميته. وهذا، كما ذكرت، من مهماتنا الأساس.

* كيف نواكب التطور؟
إن بعض الأمور مرتبط بمواكبة التطوّر في التربية والتّعليم، فعلى الإنسان أن يستفيد من تجارب الآخرين دوماً. إننا لا يسوؤنا ولا نشعر بالخجل من أن نتعلّم من الآخرين ولكن ما هو سيئ هو أن نأخذ نماذج الشعوب الأخرى والثقافات الأخرى ونطبقها بحذافيرها على شعبنا وبلادنا، ولا نأخذ بنظر الاعتبار أبداً المقتضيات والظروف والثوابت المختلفة بين الشعوب. لذا علينا الاستفادة من تجارب العالم سواء العالم الغربي أم العالم الشرقي أم الشعوب الأخرى وذلك من أجل رفع جودة نموذجنا. وهذا ما يساعدنا على التقدّم والتطور. أضف إلى ذلك أن هذا التطور يجب أن يتناسب مع قيمنا الروحية والمعنوية والاحتياجات الحقيقية أي نابع من فكر الإسلام الأصيل الذي نؤمن به.

* وكيف نحقق الهدف؟
وفي ظلّ ما ينتج من نموذج وبنية جديدة في مجال التربية والتعليم نكون قد حقّقنا الهدف الذي ننشده وهو إعداد طاقات بشريّة فاعلة. يجب أن تربّوا وتعدّوا أفراداً شرفاء، علماء، أصحاب مواهب متدفّقة وأصحاب إبداع وابتكار وأخلاق إنسانية حسنة؛ أفراداً أصحاب شجاعة وقدرة على المخاطرة والخوض في الميادين الجديدة من دون أن تنتابهم أية عقد حقارة ودونية أو عقد تفوّق واستعلاء.. أفراداً يحبّون الله تعالى ويعتمدون على القدرة الإلهية وأصحاب توكل تام.. أفراداً صبورين وأصحاب حلم ومتفائلين وأصحاب أمل. والإسلام يتضمن كل ذلك على شكل رزمة‌ كاملة يقدّمها لكل المؤمنين والمعتقدين به. لنفتح هذه الرزمة ونستفيد من هذه المواد التي فيها واحدة واحدة، وننتفع منها ونتذوقها ونختزنها في أعماق وجودنا. خريجو التربية‌ والتعليم يجب أن يكونوا مثل هؤلاء الأفراد.

نموذج غير صالح
أما الأفراد قصيرو النّظر والمتشائمون، واليائسون والمكتئبون، وعديمو التقوى وعديمو الورع فلا يمكنهم التقدم بالمجتمعات إلى الأمام وإسعاد الشعوب، ومن الطبيعي أنهم لا يستطيعون أن يكونوا أنموذجاً صالحاً للتعليم. والاهتمام بالتطوير في التربية والتعليم يركّز على هذه الجوانب. علينا أن نكون "كزُبرُ الحديد"، أي كقطع الفولاذ. علينا تقوية إيماننا ومضاعفة بصيرتنا، وزيادة وعينا، والتقدم إلى الأمام في علمنا يوماً بعد يوم. وعلينا تفعيل وتفجير المواهب التي أودعها الله تعالى في داخلنا.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع