أيّتها الدماء الزكيّة..
على ضفّة العطش الكربلائيّ يوم وُلِدْتم..
عيونكم ألف لغة محكيَّة..
هذا أوان العشق يزهر بين مسافات مجدكم.. ويقرع باب الحصار..
لم يعد للجرح طعم إلّا طعم وجودكم..
لم يعد للأرض لون إلّا لون عطائكم..
هناك ينام البرد في الدماء.. ويخبو الدفء بين طيّات القلوب..
أنتم كالفجر يطلع بدماء مئات الآلاف من النجوم.. أنتم الضجيج الذي هدّ جدار الصمت..
لا.. لن يغيّبكم الغياب.. ولا يشحب حضوركم البعد.. تسكنون القلبَ.. والفكرَ.. والعينَ.. وأطراف الأنامل..
قولي لهم أيّتها الدنيا.. والشموس الطالعة.. أنتم ثغر الصباح الذي استعاد لون الفُلّ..
سلام أيّها الشهداء.. ألف ربيع يضحك على محيّاكم..
ما أروع السواعد التي تسبّح للفجر لوحة معطّرة برائحة البخور!
ستبقى صوركم شاخصة في مرايا الزمن.. عشقاً.. فجراً.. وحرّية.
منيرة حجازي