مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

عقيدة: إحياء ذكر المعاد في القلوب

آية الله جوادي الآملي

علمنا من خلال الأبحاث السابقة أن القرآن الكريم يبين هدف إرسال الأنبياء على أساس قيام الناس بالقسط والعدل وتهذيب نفوسهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور وذكرنا أن الوصول إلى الهدف غير متيسر من خلال إقامة الحدود وقوة الحديد، بل أن عامل الوصول إلى التهذيب طبقاً للشواهد المذكورة هو ذكر المعاد.

* فما هي العوامل التي تحيي ذكر المعاد في القلوب؟
هذا هو موضوع بحثنا، والقرآن الكريم يبين عدة أمور في هذا المجال أحدها اقتراب يوم القيامة وقد مر ذكر هذا الأمر ضمن تفسير بعض الآيات في سورة المعارج والأحزاب.
وفي سورة الأنبياء وسورة القمر يأتي التأكيد على قرب ذلك الموعد. ففي سورة الأنبياء: ﴿اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون.
ولأجل رفع هذه الغفلة وإزالتها يطرح القرآن حادثة القيامة التي تحدث تذكراً في النفوس: ﴿واذكر عبادنا إبراهيم وإسحاق ويعقوب أولي الأيدي والأبصار إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار.
وبحثنا يدور حول من يتقبل هذه الذكرى ﴿إنها الأذن الواعية وأحد مصاديقها بقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هو أمير المؤمنين عليه السلام. وفي سورة القمر: ﴿اقتربت الساعة وانشق القمر.
وفي بعض الآيات نجد أن هذا القرب يعبر عنه بالغد، كما في سورة الحشر الآية 18: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله.

ولهذا جاء في رواياتنا أن الذي يعد الغد من عمره لم يؤد حق عمره. فأداء حق العمر بالنظر إلى الماضي فقط ومحاسبة العمر الفائت.
الأمر الآخر الذي يلعب دوراً مؤثراً في ذكر المعاد هو ما يعبر عنه القرآن الكريم بأن القيامة هي يوم تجسم الأعمال، فإن العمل بعينه يظهر ويحيط بصاحبه. وهذا يحمل الإنسان على ذكر القيامة.
وفي سورة آل عمران يطرح هذا المطلب مرتين.
في الآية 161 تذكر قصة الغنائم واتهام البعض للنبي صلى الله عليه وآله وسلم بتوزيعها، فتذكر الآية ﴿وما كان لنبي أن يغل لماذا؟ لأن هناك أصلاً عاماً في القرآن: ﴿ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة.

وهكذا نجد للقيامة ثلاث صفات أساسية هي:
1- قرب الوقوع.
2- الشدة.
3- طول المدة.

وقد ذكرنا حتى الآن الآيات المتعلقة بقرب الوقوع. أما في سورة الحج يقول تعالى: ﴿يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم.
وهذه الزلزلة لا تشبه زلزال الأرض، بل أن هذا التزلزل سوف يشمل كل نظام العالم: ﴿وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة أو ﴿يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات أو ﴿يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب.
وهكذا نجد القرآن الكريم يبين تلك الآيات المخيفة التي تحكي عن عظمة ذلك اليوم: ﴿يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها.
فشدة ذلك اليوم تكون بدرجة أن الأم ورغم عاطفتها الشديدة تجاه ولدها الرضيع تتركه وتذهل عنه وتضع الحوامل ما يحملن. حتى يصبح للناس كالسكارى.

* المؤمنون يوم القيامة
مع أن القيامة هي النبأ العظيم وعذابها عذاب شديد جداً، ولكنها تكون بالنسبة للإنسان المؤمن رحمة ليس فيها خوف ولا فزع ﴿لا يحزنهم الفزع الأكبر.

* طول مدة القيامة
يذكر القرآن أحياناً يوم القيامة بصفة طول المدة. كما في قوله: ﴿تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعقد جلسات في التفسير، وفي إحدى الجلسات في بيت أحد الصحابة، سئل: "ما أطول هذا اليوم".
فقال صلى الله عليه وآله وسلم: والذي نفسي بيده إن هذا اليوم لأقصر على المؤمن من صلاة واجبة.

وهكذا فإن الصلاة بالنسبة للبعض تكون بمقدار 50 ألف سنة وتكون عند البعض أقل من عدة دقائق. وذلك لأن المؤمن لا يحتاج إلى ذلك الوقوف الطويل بعدما أوقف نفسه على أعماله في الدنيا ﴿أولئك يدخلون الجنة بغير حساب.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع