نور روح الله | القلـــمُ أداةُ إصلاح وهداية*‏ مع الإمام الخامنئي | الشباب مظهر أمل يخشاه العدوّ* كفاح الإمام المهديّ عجل الله فرجه في إقامة العدل أخلاقنا | الغضب نار تأكل صاحبها* فقه الولي | من أحكام الخُمس في وجه كلّ شرّ... مقاومة تسابيح جراح | كأنّي أرى تاريخ الشيعة | نفوذ شيعة لبنان في ظلّ الدولة العثمانيّة* شبابيك اجتماعيّة | بيوت نظيفة... شوارع متّسخة! آخر الكلام | “ ما أدري!”

"من أفضل الساعات" في مركز الإمام الخمينيّ الثقافيّ

تقرير: علي الأكبر البرجي


في زمنٍ تتسارع فيه الأحداث وتتزاحم فيه الأفكار، يظلّ الفكر الأصيل منارةً تضيء دروب الأجيال. من هنا، كان لمراكز الإمام الخمينيّ قدس سره الثقافيّة في البقاع، وتحديداً في الهرمل، دورٌ متجدّد في ترسيخ الوعي وتغذية العقل والروح، عبر نشاطات ثقافيّة تجمع بين الفكر والواقع، والنصّ والتطبيق.

* اسم معبّر
في لقاءٍ فكريّ مميّز، احتضن مركز الإمام الخمينيّ قدس سره الثقافيّ في الهرمل جلسة مناقشة لكتاب «من أفضل الساعات»، الصادر عن جمعيّة المعارف الإسلاميّة الثقافيّة بالتعاون مع مراكز الإمام الخمينيّ قدس سره.

الكتاب يتضمّن مجموعة من اللقاءات التي أجراها الإمام السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله على مدى نحو عشرين عاماً مع طلّاب الجامعات الإيرانيّة، وهو بنفسه من أطلق هذا الاسم المعبّر على هذه الجلسات، لأنّ لقاءاته مع الشباب كانت بالنسبة إليه من أفضل ساعات عمره الشريف.

يقول الدكتور علي جعفر، مدير مركز الإمام الخمينيّ قدس سره الثقافيّ في الهرمل: «اختيار هذا الكتاب لم يكن صدفة، بل لأنّه يلامس هموم الشباب الجامعيّين ويعالج الإشكاليّات الفكريّة والثقافيّة التي تواجههم اليوم. فالإمام في هذا الكتاب لا يقدّم إجابات جامدة، بل يفتح أمام الشباب أبواباً للتفكير، ويحفّزهم على الفهم والعمل».

ويضيف: «شارك في اللقاء أكثر من مئتي طالب وطالبة من مختلف مؤسّسات الهرمل التعليميّة، من جامعيّين وثانويّين ومهنيّين، وكان الهدف الأساسيّ ليس توزيع الجوائز، بل إحياء روح المطالعة والحوار؛ فأن يقرأ الشابّ هذا الكتاب، أو أن يحضر جلسة النقاش، هو بحدّ ذاته مكسب فكريّ وروحيّ».

* مناقشة هادفة وأصداء إيجابيّة
في كلّ جلسة من جلسات النقاش، تناول المشاركون محوراً أو محورين من الكتاب، وناقشوا الموضوعات المطروحة مع أحد العلماء، فتولّد من هذا التفاعل فكر حيّ متجدّد، يعكس روح الكتاب الذي يقوم على الأسئلة والإجابات، لا على الخطاب التلقينيّ.

يشرح جعفر: «حتّى الأسئلة التي طرحها الشباب، جمعناها وسنرسلها إلى مكتب السيّد دام ظله، وأطلقنا مبادرة بعنوان (رسالة إلى القائد) كتب فيها الشباب بأيديهم ما يحملونه من محبّة وولاء ووعي، بألوانهم وكلماتهم الصادقة».

تركت الندوة أصداءً إيجابيّة. تقول الأخت زينب ناصر الدين، حول أثر هذه النقاشات في حياتها الأسريّة: «كأمّ، وجدتُ في فكر الإمام دام ظله أدواتٍ عمليّة لتربية أولادي على الإيمان الواعي؛ فالدين ليس مجرّد طقوس، بل أسلوب حياة. تعلّمت كيف أحاورهم كما كان يحاور الشباب: بالحبّ والعقل معاً».

أمّا لمى جمعة، وهي معلّمة تربية إسلاميّة شاركت في اللقاء، فعبّرت عن أثر هذه التجربة في تجديد أسلوبها التربويّ: «كلّ جلسة نقاش كانت درساً في الحياة. اكتشفت أنّ فكر السيّد دام ظله يتجاوز السياسة، فهو يرشدنا إلى كيفيّة التربية وفهم الواقع من منطلق إيمانيّ وعلميّ في آنٍ واحد. صرت أنقل هذه الأفكار إلى تلاميذي، لأزرع فيهم روح الوعي والمسؤوليّة».

* رؤية شاملة
كانت مناقشة الكتاب جزءاً من رؤية شاملة تؤدّيها مراكز الإمام الخمينيّ قدس سره الثقافيّة في لبنان، ولا سيّما في منطقة البقاع. فالمركز في الهرمل، كما يشرح مديره، واحد من شبكة مراكز تتبع لجمعيّة مراكز الإمام الخمينيّ قدس سره الثقافيّة، وهو يحمل طابعاً ثقافيّاً وفكريّاً، ويُعنى بنشر فكر الإمام الخمينيّ قدس سره ونهج السيّد عليّ الخامنئيّ دام ظله، في إطار خطابٍ يتوجّه إلى مختلف الفئات الاجتماعيّة والفكريّة.

يقول الدكتور جعفر: «المركز منفتح على الجميع، إذ تجد بين روّاده: المثقّف، والطبيب، والمهندس، والطالب، وأيضاً الشخصيّة السنيّة والمسيحيّة. إنّنا لا نضع حواجز أمام أحد، بل هدفنا أن نجمع الناس على الكلمة الطيّبة والفكر الواعي».

تتنوّع النشاطات في المركز بين الندوات واللقاءات الحواريّة، والسهرات السياسيّة، والعروض الفنيّة، ومناقشة الكتب وتوقيعها، وكلّها تصبّ في هدفٍ واحد: تعزيز الوعي والإيمان بثقافة المقاومة والعلم والمعرفة.

* شخصيّة فريدة
أمّا عن شخصيّة السيّد الخامنئيّ دام ظله، فيصفها الشيخ تامر حمزة، مسؤول القسم الثقافيّ في البقاع وراعي حفل توزيع جوائز المسابقة المتّصلة بمناقشة الكتاب، بأنّها «فريدة في عمقها الإيمانيّ والثقافيّ».

عن ذلك يقول: «يتمتّع سماحته بثقافةٍ متجذّرة في مدرسة محمّد وآل محمّد، ويقدّم فكره بأسلوب عصريّ قريب من الناس، ويخاطب الجميع: الكبار والصغار، الرجال والنساء، وحتّى الأطفال. كما رأيناه يخاطب الفتية والفتيات في مناسبات التكليف الشرعيّ بأسلوب يجمع بين الرقّة والعقلانيّة».

يتابع قائلاً: «أن يصدر عن هذا السيّد كتاب بعنوان (من أفضل الساعات)، وهو الذي يدير شؤون الدولة والجيش ويتابع قضايا الأمّة، فهذا بحدّ ذاته رسالة عظيمة إلى الشباب، لأنّه يرى أنّ لقضاء الوقت مع الجيل الجديد قيمة تفوق كلّ المهمّات السياسيّة والعسكريّة».

ويختم بالقول: «نحن اليوم بأمسّ الحاجة إلى دراسة خطابات الإمام دام ظله وكلماته، لأنّها ليست خطباً عابرة، بل دروس فكريّة متكاملة، تنطلق من جذور الإسلام المحمّديّ الأصيل، وتُقدّم بلغةٍ يفهمها كلّ جيل في أيّ زمان».

واختُتمت الجلسة برسالة وجدانيّة من الدكتور علي جعفر، قال فيها: «القراءة لا تكفي، بل يجب أن تتحوّل إلى عمل. نريد قراءةً واعية تُترجم إلى فعلٍ في حياتنا اليوميّة، والتزامٍ بخطّ الإمام دام ظله وعهده».
 

أضيف في: | عدد المشاهدات: