إيفا علويّة ناصر الدين
إنّها مجرَّد كلمة. كلمة قد تأتي في جملة خبرية أو
استفهامية، اعتراضية أو انتقادية، أو حتى للتعجب، يطلقها أصحابها على هيئة الجدّ أو
المزاح من غير الالتفات إلى عظيم أثرها، ظناً منهم أنّها لا تقدِّم ولا تؤخّر.لكنها
قد تكون أشدّ إيلاماً من رصاصة تحوّل حياة الإنسان الذي تصيبه رشقاتها إلى جحيم .
وفي المقابل كلمة قد تكون بمثابة البلسم الشافي، أو حتى مركب النجاة الذي يأخذ بيد
إنسان إلى برّ الأمان. فهناك كلمات لا يقصد بها أصحابها أكثر من لقلقة لسان، لكنها
تنزل كصاعقة مدوّية تثير الفتنة والشقاق بين أزواج أو إخوان أو أصحاب. وهناك كلمات
تتوهج كشمس مشرقة تنير شعلة الأمل في درب إنسان، فتشحذ همته وتحفّزه وتخلق في نفسه
دوافع النهوض والانطلاق نحو غد مشرق ومستقبل واعد.
إذن، لكل كلمة مهما قلّت حروفها
أو كثرت، وفي أي شكل تقلّبت، وزن وقيمة وحساب ودور وأثر ونتيجة لا يستخفّ بها.
والأثر هنا لا يتوقف عند حدّ الشعور والإحساس الذي تثيره الكلمة في النفس، بل يمكن
أن يتخطاه إلى ردة فعل مصيرية وسلوك في الحياة. إنّها مجرّد كلمة. هكذا يقول من لا
يقف عند أهمية أثر الكلمة وصداها على طريقة "قل كلمتك وامش". لكنها ليست مجرد كلمة،
لذا "قل كلمتك وقف" لتنظر ماذا تخلّف وراءك، فرُبَّ كلمة تدمِّر أو تعمِّر.