مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

آداب ومستحبات: المفلحون


السيد سامي خضرا


قال الله جلَّ جلاله:
﴿وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ (الحشر:9-10).

إيثار الشيء اختياره وتقديمه على غيره. اشترى علي عليه السلام ثوباً, فأعجبه فتصدَّق به, وقال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله يقول: "من آثر على نفسه آثره اللّه يوم القيامة الجنة"(1). ويستحبُّ الإيثار على النفس ولو بالقليل...  ففي الفقيه: بإسناده عن حمَّاد بن عمرو وأنس بن محمَّد, عن أبيه جميعاً, عن جعفر بن مـحـمـد, عن آبائه عليهم السلام في وصيَّة النبيِّ صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام قال: "يا علي, ثلاث من حقائق الإيمان: الإنفاق من الإقتار, وإنصاف الناس من نفسك, وبذل العلم للمتعلِّم"(2). 

وفي مشكاة الأنوار: عن أنس قال: أُهدي لرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله رأسُ شاة مشوي فقال: "إنَّ أخي فلاناً وعيالَه أحوجُ إلى هذا حقاً، فبعث به إليه, فلم يزل يبعث به واحداً بعد واحد, حتَّى تداولوا بها سبعةَ أبيات, حتَّى رجعت إلى الأول, فنزل:
﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ(الحشر:9).

وفي رواية: فتداولته تسعُ أنفس, ثم عاد إلى الأوَّل(3). ويستحبُّ تقبيل الإنسان يده بعد الصدقة. ففي الخصال بإسناده عن علي عليه السلام (في حديث الأربعمائة) قال: إذا ناولتم السائل شيئاً فاسألوه أن يدعو لكم (إلى أن قال): ولْيردّ الذي يناوله يدَه إلى فيه فليُقبِّلها, فإن اللّه يأخذها قـبـل أن تـقـع في يده, كما قال اللّه عزّ وجلّ:
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ(4). وفي عـدة الـداعي: قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله: ما تقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يد اللّه, ثـم تـلا هـذه الآيـة: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ(التوبة:104).

وفي تفسير العياشي: عن جابر الجعفي, عن أبي جعفرعليه السلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: "تصدَّقت يوماً بدينار, فقال لي رسول اللّه صلى الله عليه وآله: أما علمت أنَّ صدقة المؤمنِ لا تخرج من يده حتّى تفكّ بـها عن لحى سبعين شيطاناً كلّهم يأمرونه بأن لا تفعل؟ وما يقع في يد السائل شيء حتّى يقع في يد الربِّ تبارك وتعالى, ألم تقرأ هذه الآية:
﴿أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ(5).


1- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج7، ص250.
2- الخصال، الشيخ الصدوق، ص125.
3- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج7، ص212.
4- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج9، ص433.
5- ثواب الأعمال، الشيخ الصدوق، ص141.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع