كلماتٌ من سورة (ص)(1)
الشاعر: يوسف سرور
أغَاروا بِنَابٍ كَنابِ الذِّئابْ |
بنُو مرحبٍ وِفْقَ شِرْعَةِ غَابْ |
وعاثوا فساداً، فحقَّ عِقابْ |
على بُقْعةٍ أُنزِلتْ بالكتابْ(2) |
ورضوانُ(3) يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
بقتلِ الشُّيوخِ ونقضِ العهودْ |
تجلَّى بِلُبْنَانَ كيدُ اليهودْ |
وظنُّوا بأن لنْ يذوقوا عذابْ |
قدِ اسْتهلكُوا كلَّ لُؤْمِ الجنودْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
لنُطوى سريعاً بدار الفَنا |
أعدُّوا رسالةَ موتٍ لنا |
وقالُوا بأنَّا نُصفِّي الحسابْ |
ونسلُكَ ذُلاً دروبَ العَنا |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
لنرزحَ تحت سياطِ الحُروبْ |
تخطَّوا بظُلمٍ حدودَ الجنوبْ |
وإنَّ لمِنْ جارَ شرَّ مآبْ |
فما مسَّنَا نصبٌ(4) أو لُغوبْ(5) |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
وخَطُّوا بدمعِ الثَّكالى كِتابْ |
وَغَطَّى اليَهودُ الثَّرى بالحِرابْ |
فَردَّ الشَّبابُ الكِتَابَ بِآَبْ |
بِتمُّوزَ جَاؤوا به للشَّبابْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
ومِنْ جَهْلِهِ لا يعي مَا هِيَهْ |
وَغَارَ اليَهوديُّ في الهاوِيةْ |
يَذُوقُ من النَّارِ سَوْطَ عَذَابْ |
سيَصْلى سَعيراً وفي الغَاشِيَة(6) |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
بموسى وعيسى ولوطٍ وهودْ |
تولَّى اليهودُ بكهفِ الجحودْ |
عن الذَّبحِ ظلماً وضربِ الرِّقابْ |
ولمْ ينهَهمْ قولُ ربٍّ ودودْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
سيُنهي وجوداً لحزب الإلَهْ |
وظنَّ العدوُّ بأنَّ عِداهْ |
ولكنَّ ظنَّ العدوِّ سرابْ |
وتُحنى له عالياتُ الجِباهْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
يُغطِّي المواقفَ تحتَ الرُّكامْ |
وعالمُنا غارقٌ في المنامْ |
وسِلمُ الطواغيتِ شيءٌ عُجابْ |
وحكَّامُنا يُنشدونَ السلامْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
وقامُوا يُصلُّونَ عندَ "مناةْ"(7) |
تهلَّلَ بِشراً مُحيَّا الطُّغاةْ |
توارَوْا بما صرَّحُوا بالحجابْ |
فإنْ صرَّحُوا ضدَّ بأسِ الأُباةْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
لرَميِ القنابلِ غيرَ بعيدْ |
وقامَ اليهوديُّ خلفَ الحدودْ |
ويلقى الهوانَ بحيثُ أصابْ |
فإنْ أخطأَ القومَ خافَ الرُّدودْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
يسيرُ الأشاوسُ خلفَ الإمامْ |
وبينَ فلولِ العدى والظَّلامْ |
وآتاهُ حُكماً وفصلَ الخِطابْ |
ألا سدَّدَ اللهُ ذاك الهُمامْ(8) |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
يغذَّوْنَ من خيبرٍ وحُنينْ |
وهبَّ الأباةُ إلى الحُسنيَيْنْ(9) |
وذَبْحُ الرَّضيعِ وَسَبيُ الرَّبابْ |
وقدْ حزَّ فيهم صراخُ الحسينْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
فإنْ عادَ بالنَّصرِ ضاهى النُّسورْ |
ويمضي المقاومُ نوراً بنورْ |
فمُغْتسلٌ باردٌ وشرابْ |
وإنْ لم يعدْ من حياضِ الثُّغورْ |
ورضوانُ يُتقِنُ رَدَّ الجوابْ |
(1) بعض عبارات هذه القصيدة مقتبس من سورة صلى الله عليه
وآله.
(2) انطلاقاً من قوله تعالى:
﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ
لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي
بَارَكْنَا حَوْلَهُ﴾.
(3) قائد الانتصارين الحاج عماد مغنية رضي الله عنه.
(4) النصب هو التعب.
(5) اللغوب هو التعب الشديد.
(6) الغاشية هي القيامة تغشى الناس بأهوالها.
(7) مناة: صنم كان لهُذيل وخزاعة بين مكة والمدينة.
(8) الهُمام: السيد الشجاع السخيّ.
(9) الحسنيان: النصر والشهادة.