حوراء مرعي عجمي
لن تكون وحيداً إذا لم تتمكن من تذكر المرة الأخيرة التي
رأيت فيها مراهقاً يقرأ كتاباً، فعدد المراهقين ممن يقرأون الكتب أو المجلات أو
الجرائد بمعدل يومي في الولايات المتحدة الأمريكية يقل عن 20%، بينما يستخدم 80% من
المراهقين وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة يومياً، بحسب أحدث الدراسات.
تقول أستاذة علم النفس "د. جين توينج": "إنّ الجيل الحالي يقضي وقتاً أطول على شبكة
الإنترنت مقارنةً بالجيل السابق، جيل مطلع الألفية الجديدة الذي كان يستخدم وسائل
الإعلام التقليدية، ويقرأ الكتب والمجلات".
كما تراجع الإقبال على القراءة من 60% في سبعينيات القرن الماضي، إلى 33% في
تسعينيات القرن الماضي وإلى 2% في 2016.
وتتوصل الباحثة إلى أن "ذلك سوف يجعل عملية قراءة المراجع والكتب الجامعية أمراً
عسيراً على طلاب السنوات الأولى في الجامعة، ممن تعودوا على قضاء أوقات طويلة على
مواقع التواصل الاجتماعي وبين الأنشطة الرقمية المختلفة". كما أن ذلك يضعنا وجهاً
لوجه أمام معضلات "العصر الجديد"، حيث لا تقل المهارات العقلية عند أفراد الأجيال
الجديدة، ولكنهم يعانون من نقص في خبرة التركيز لأوقات طويلة، وقراءة النصوص
المعمّقة والطويلة، وهو أمر بالغ الضرورة للتحصيل وتراكم العلوم والمعارف.