الشيخ علي معروف حجازي


تجب زكاة المال على العديد من المكلّفين إذا توفّرت جملة شروط. وزكاة المال هي غير الخمس، وغير زكاة الفطرة. ومن صفات المؤمنين دفع الزكاة، قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ﴾ (المؤمنون: 4).

* ما تجب فيه الزكاة
تجب زكاة المال في ثلاثة أنواع، وهي:
الأول: الأنعام الثلاثة: الإبل والبقر والغنم.
الثاني: الذهب والفضّة إذا كانا نقدين.
الثالث: الغلّات الأربع: الحنطة والشعير والتمر والزبيب.

* أولاً: زكاة الأنعام
1- متى تجب الزكاة في الأنعام؟
يشترط في وجوب زكاة الأنعام توفّر أربعة شروط مجتمعة، وهي:
الأوّل: بلوغ الأنعام النصاب الشرعيّ.
الثاني: السوم.
الثالث: مرور الحَوْل (السنة).
الرابع: أن لا تكون الأنعام عوامل (لا تعمل في الحرث والزرع وغيرها).

* الشرط الأول: النصاب
لا تجب الزكاة إلّا إذا بلغ كلّ نوع من الأنعام النصاب الشرعيّ، فقبل بلوغ النصاب لا تجب الزكاة. ولكلّ نوع نصاب يختلف عن غيره. وسيتمّ الحديث عن نصاب كلّ نوع من الأنعام في العدد القادم إن شاء الله...

* الشرط الثاني: السوم (الرعي)
السوم هو تركها ترعى وحدها، دون إحضار العلف لها. ويشترط لوجوب الزكاة في الأنعام أن تكون سائمة تمام السنة، فلو علفت في أثناء السّنة بما يخرجها عن اسم السائمة في السّنة عُرفاً، لا تجب الزكاة.
ولا يضرّ في وجوب الزكاة أن تعلَف بمثل يوم أو يومين، أو أيّام قلائل إذا كانت متفرّقة جدّاً.

* الشرط الثالث: مرور السّنة
يشترط لوجوب الزكاة في الأنعام تحقّق تمام السنة، وتتحقّق بتمام الأحد عشر شهراً، وعندما يحلّ الشهر الثاني عشر تصير الزكاة لمن تُدفع لهم، فلا يجوز للمالك تقليل العدد عن النصاب في الشهر الثاني عشر ليتهرّب من الزكاة. نعم لو اختلّ أحد الشروط، من غير اختيار، كما لو نقص من النصاب بالتلف في خلال الشهر الثاني عشر، فينقطع وجوب الزكاة.

* الشرط الرابع: أن لا تكون عوامل
عاملة، كما لو كان صاحبها يحرث الأرض بواسطتها مثلاً. ويشترط لوجوب الزكاة في الأنعام أن لا تكون عوامل في تمام السّنة.
فلو كانت عوامل ولو في بعض السنة، فلا تجب الزكاة فيها ولو كانت سائمة. والمرجع في صدق العوامل هو العرف.

* ما يؤخذ في الزكاة
أ- لا تؤخذ المريضة من نصاب السليم، ولا الهرمة من نصاب الشاب، ولا ذات العوار(1) من نصاب الصحيح، حتّى وإن عدّت من النصاب. ولا تُؤخذ الشاة الوالدة إلى خمسة عشر يوماً وإن بذلها المالك، إلّا إذا كان النصاب كلّه كذلك، ولا السمينة المُعدّة لتؤكل، ولا الفحل المُعدّ للتلقيح، بل لا تُعدّ المذكورات من النصاب.
ب- لو كان النصاب بأجمعه مريضاً بمرض واحد، تكفي المريضة منها.
ج- لو كان بعض النصاب صحيحاً وبعضه مريضاً، وجب إخراج صحيحة من أواسط الشياه.

بعد بيان شروط زكاة الأنعام، سيتمّ بيان أحكام النصاب الخاص بها، في العدد القادم إن شاء الله...

^{1- ذات العوار: ذات العيوب.}