نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

حكاية سيِّدين شـهيدين



* قصّة العلاقة بين الشهيد الصدر والشهيد السيِّد عباس الموسوي
عندما سافر الشهيد السيِّد عباس الموسوي إلى النجف الأشرف سعياً منه لطلب العلم، قدّر الله له أن يتتلمذ عند الشهيد الصدر، فنشأت علاقة بينهما تجاوزت علاقة التعليم لتشمل الحياة بكافّة جوانبها، فعاش الشهيد السيِّد عباس روح الشهيد الصدر في الجهاد، والتضحية والشهادة. نتحدّث في هذه السطور عن المودَّة الخاصّة التي كان يكنّها كل منهما للآخر. لقد اتَّسمت العلاقة بين الشهيدين بالتناغم الفكريِّ، والانسجام الروحيِّ، فكان همّ الشهيد السيِّد عباس السعي لنشر فكر الشهيد الصدر، وبثّ روحه الجهاديّة الواعية في نفوس الشباب، وكان السيِّد الشهيد لا يتوانى عن الاستجابة للسيِّد عباس.

* مكانة الشهيد الصدر عند السيِّد عباس
عندما يتحدّث السيِّد عباس عن الشهيد الصدر يتحدّث بلغة ابن فقد أباه الذي كان يحنّ عليه، وكان يمثِّل له أباً معنويّاً بكلِّ ما للكلمة من معنى، ولذا يتحدَّث السيِّد عباس عن ثمار علاقته بالشهيد الصدر التي تتجاوز مجرَّد التحصيل العلميِّ فيقول: "هناك شيء أساسي استفدناه من السيِّد الصدر وهو الوعي السياسيِّ والانفتاح الفكري، كما أنّه علَّمنا من خلال مواقفه الشيء الكثير.. وغير ذلك من الأمور التي تُعتَبر من نِعَم السيِّد الصدر... وإذا كانت لدينا مواجهات واجهنا بها الاستكبار والطواغيت فإنَّنا قد استفدنا ذلك من خلال مواقف الشهيد الصدر"(1). عندما علم السيِّد عباس أنَّ الشهيد الصدر قد أعدَّ كتاباً دراسيّاً في علم الأصول وهو المعروف اليوم في الحوزة العلميَّة بالحلقات، كان يترقّب باستمرار صدوره، وما إن صدر الكتاب ووصلت نسخة منه للسيِّد عباس حتّى بادر إلى جعله كتاباً دراسياً في حوزة بعلبك قائلاً: "علينا أن نبدأ الآن بدرسها لنسجل أنَّنا حتماً أول من درّسها"(2).

* مكانة السيِّد عباس عند السيِّد الشهيد
"عباس فلذة من كبدي" (3) هذه الكلمات نطق بها الشهيد الصدر وهي تختصر تماماً مكانة السيِّد عباس عند الشهيد الصدر. وفي رسالة جوابيَّة أرسلها الشهيد الصدر للسيِّد عباس يذكِّره بصفات الثناء يقول: "فقد تسلّمتُ رسالتكم العزيزة التي تعبّر عن عواطف ولدٍ بار ومَتَاعِبَ إنسان عامل وآمال الواعي الثابت". كما يتحدَّث الشهيد الصدر عن الأمل الكبير الذي كان يعيشه في شخصية السيِّد عباس، يقول له في رسالة له بعد أن يفتح له أبواب الدعم الماديِّ التامِّ للحوزة العلميَّة في بعلبك: "وأرجو أن أسمع عنكم يا أولادي دائماً ما يؤكّد أملي فيكم لخدمة الإسلام والمساهمة في بناء هذا الصرح الشامخ". وقد أوكل إليه في صفر 1397 وبعد قيام النِّظام البعثي بارتكاب مجزرة بحقِّ أبناء الشعب العراقي أن يقوم بتحريك تلك القضية إعلامياً وقام بذلك السيِّد عباس بمعونة خاصَّة من السيِّد موسى الصدر. وعندما أسَّس السيِّد عباس الحوزة في بعلبك التي كان من روّادها قادة مسيرة المقاومة الإسلامية بعد ذلك، هنّأه الشهيد الصدر بذلك وأرسل له رسالة خطيّة ذكر فيها التالي: "إنّي منذ مدّة أسمع عن المدرسة التي كان لكم شرف إقامتها، ما يوجب اعتزازي وتقديري، وأبتهل إلى المولى سبحانه وتعالى أن يسدّد هذه الحوزة الفتيّة المؤمنة ويرعى نموّها العلمي والروحي والتوعوي ويجسّد فيها أحد النماذج الصالحة لهذا المشروع المبارك".


1- مقابلة مخطوطة لم تنشر سابقاً مع السيِّد عباس حول الشهيد الصدر.
2- دروس في علم الأصول، الشيخ ناجي طالب، الحلقة الأولى، ص29-30.
3- أمير القافلة، ص27-31.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع