مع الإمام الخامنئي | كلّنا مَدينون للنبيّ الأعظم* نور روح الله| هكذا كانت حياة الرسول* مع إمام زماننا | حين تزفّ السماء نبأ الظهور (2): في مكّة السيّد محسن شهيداً على طريق القدس مقاومتُنا بعينِ الله صُنعت حاجّ محسن! إلى اللقاء عند كلّ انتصار* أبو طالب: قائدٌ في الميدان والأخلاق المقاومة الإسلاميّة: ثقافتنا عين قوّتنا الشهيد على طريق القدس بلال عبد الله أيّوب تسابيح جراح | جراحاتي لا تثنيني عن العمل

مقالة مختارة: همسات لروحك

ندى بنجك

يا نبض المقاومة
سيدي أبا ياسر...
هي قطرة دم من نحرك سبغت جناح عمري...
هو نداؤك الواعد نجيعٌ يَدْوي يبدّد أوصالي بسهمٍ جريح...
هي مرارة بُعْدك حشرجةٌ تحبس هيام فؤادي...
هي دمعتي كتلة نارٍ تسقط مهرولةً لتطبع على جبين الأرض بلون الدم فجوةً تصدح من بين شقوقها صرخةً آهٍ...
لقد "ذُبح العبَّاس"... لقد غاب بدر السيِّد والرتحل...
فيا فجر الربيع الغافي... إبكِ شمساً... إرثِ قمراً... إروِ أرضاً دماً ودمعاً أخضر...

سيدي أبا ياسر...
ما للمنية تُبكر في قطافها الأسود. تقطف ثمرةً كانت إذا ما سكبت في بحر اللذة قطرة عسلٍ فاضت حلاوةً للمتذوِّقين...
مولاي...
لِمَ العجل؟ لِمَ رحلت عنَّا آفلاً كخيط برقٍ سحري؟
أمللت القرب منَّا؟ أم غالبك شوق الأحبَّة؟
أهو شوق من كنت ترى الدنيا من خلال عينيه: الموسوي الآخر، روح الله الخميني؟
أم شوق الثرى الذي مسحت به جبهتك النورانيَّة فسال من عينيك بريق أملٍ للِّحاق به، شيخ الشهداء "راغب حرب"؟
أم شوق الشهادة التي كانت تشدُّك إلى رحاب الحسين عليه السلام؟
أم شوقٌ إلى صلبك الطاهر إلى جدِّك الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم؟..
نعم سيدي... هو شوقٌ لكل هؤلاء الأحبَّة... ونديُّ شوقك إلى من أذاب في قلبك عشقٌ أبديّ... فكان أن ذبت فيه...
لله سيدي كم أنت تواقٌ للقاء خالقك الجليل... فكلُّ شيءٍ فيك يرسم قسمات العشق الروحاني الذي لا يزول...
وملامح وجهك كأنَّها نسيجٌ ملائكي يلتمس أمر الله للنفاذ إليه...
لكن سيدي أبا ياسر هناك كثيرون توَّاقون إليك... هناك عيونٌ ذاويةٌ ترنو لنور عينيك...
هناك قلوبٌ حرَّى تتلهَّف لفؤادك الذائب في خدمتهم...

مولاي...
كلُّ الذين عرفوك هم بحاجةٍ إليك...
كلُّ قلبٍ ينبض بالجهاد هو بحاجةٍ إليك لتسكب فيه روح القوَّة والانتصار.
كلُّ عينٍ تذرف دموع الخشوع والرّهبة هي بحاجةٍ إليك لتمسح حرارة الدمعِ وتبشِّرهم برضوان الله...
كلُّ أيتام الإسلام الذين يتشوَّقون لبسمة أملٍ هم بحاجةٍ إليك لتمنحهم من ثغرك المتدفّق تبسُّماً عطراً ولتبلسم جراح يتمهم المعذَّب، وتملأ قلوبهم من نبع حنانك الجاري...
كلُّ مستضعفي العالم بحاجةٍ إليك لتزوِّدهم بصرخةٍ من صرخاتك "الله أكبر"...
كلُّ حجرٍ من أحجار "صافي" بحاجةٍ إليك... متعطِّشٌ للمسة يدك لتظهر كيف ينصبُّ الصخر صخراً من عبير الدم...
كلُّ جراحات البقاع تُناديك أن عُدَّ أيها الغافي بين ثنيَّات الوجد الإلهي...
كلُّ حبَّةِ تراب من أرض "جبل عاملٍ" تهوى وطأة قدمٍ من هامتك الشاخصة لتصنع من الوطأة هتاف ثورة...

مولاي...
أيُّها القلب الأسر في روضة هموم الأمَّة المستضعفة... أيُّها الآتي من عمق جراحات المستضعفين...
أعطني اسمك لأتوِّج به عالم الشهادة...
أعطني جفناً من عينيك لأعبر إلى صراطك المستقيم...
أعطني طرفاً من عباءتك المحمديَّة لأروي ظمأ أحبَّائك المتلهّفين من نداها الفوَّاح ولأجفّف الدم والدمع عن جرح المقاومة... يا نبض المقاومة...

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع