مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

شباب: مشكلتي: قسوة والدي


ديما جمعة فوّاز

السلام عليكم، اسمي حسّان وعمري 17 عاماً، أنا الأوسط بين 5 أولاد، مشكلتنا في المنزل أنّ والدي يقسو كثيراً في تعامله معنا. فهو سريع الغضب ومتسلّط في آرائه لدرجة أنّه يفرض علينا كيف نتكلّم ونفكّر ونلبس ومَن نزور ومع مَن نتحدّث. ولعلّ مشكلته معي أنني مستقلّ في آرائي على عكس إخوتي الأكبر سناً، وأنّني أصرّ دوماً على ما أريد وأتجادل معه، رافضاً تدخّله المستمرّ في حياتي وتفاصيلها.. ولكن قد تفاقم الخلاف بيننا منذ أشهر عدّة، حين عرف أنّني أنوي أن أتخصّص في مجال التسويق، وهو يريد أن أكمل دراستي الجامعيّة في اختصاص إدارة الأعمال، واعتبر أنني لا أدرك مصلحتي، فبدأ بالتقريع والتضييق عليّ. أشعر أحياناً أنّه يكرهني ويتمنّى أن أفشل في خياراتي إذا كنت لا أعمل بما يقوله لي. وقد تأكّدت من هذه الحقيقة حين رفض منذ أشهر أن أذهب برفقة أصحابي إلى البحر، وبعد مشادّات طويلة ذهبت. وبعد عودتي أُصبت بضربة شمس فضحك وصار يردّد أنّ هذا جزائي؛ لأنّني لا أطيعه! أشعر بأنّني أبادله مشاعر الغضب والنفور؛ لذا، قرّرت أن أفعل كلّ مرة ما أريد مهما كلّفني الأمر. بماذا تنصحونني؟ وهل أستطيع عزله عن خياراتي حتى لا يتدخّل في ما يعنيني؟


وعليكم السلام ورحمة الله، الصديق حسّان، شكراً لثقتك بنا ونسأل الله أن يوفّقك لإصلاح الأمور مع والدك، وسوف نورد لك خطوات عدّة نأمل أن تلتفت إليها:

1- جميل أن تورد في رسالتك فكرة أنّ والدك أيضاً يعاني من مشكلة معك وهي تمرّدك الدائم على قراراته، ولا شكّ في أنّه يشعر أنّك تسعى لكسر سلطته، وهذا ما يجعله ربّما متشدّداً معك أكثر من إخوتك.

2- أمّا تدخّله، كما تقول، بتفاصيل حياتك وحياة إخوتك، فهو أمر شائع عند أغلب الآباء، في ظلّ الأوضاع الصعبة التي نعيشها، وذلك حرصاً عليك وخوفاً على مصلحتك.

3- حاول أن تكسب ودّه، ولا تكن متشبّثاً في كلّ آرائك. فالحياة تتطلّب منّا أن نتنازل أحيانا في الأمور غير المهمّة.

4- يجب أن تطرد تلك الأفكار التي تراودك في أنّ والدك يكرهك أو يشمت بك. فالأهل مهما تأزّمت العلاقة مع أولادهم لا يتمنّون لهم سوى الأفضل، وربما يُواجه بعضهم مشكلة في التعبير الصحيح عن عاطفتهم.

5- لا تحمّل والدك مسؤوليّة العلاقة السيّئة بينكما، وفكّر قليلاً: هل حاولت يوماً أن تتودّد إليه ببعض الطرق البسيطة، مثل تقديم هدية أو عبارة لطيفة قد تليّن طبعه الحادّ؟ تأكّد من أن عدم مقابلة الإساءة بمثلها، مطلوب وبالتحديد مع الوالدين اللَّذين يجب برّهما مهما كانت الظروف.

6- تحاوَر معه حول خياراتك الجامعية بالمنطق وربما تقتنع أنت بوجهة نظره؛ إذ لا شكّ في أنّ إصراره على رأيه أنْ تتخصّص بإدارة الأعمال نابعٌ من يقينه من أنّك ستنجح في هذا المجال.

7- يمكنك أن تطلب مساعدة الأعمام أو الأخوال ممّن يمكنه أن يؤثّر عليه ويقنعه بميْلك إلى التخصّص في مجال التسويق.

8- في حال بقي الخلاف على حاله ولم يقتنع أيّ منكما بوجهة نظر الآخر، أنصحك بأن تلتحق هذا العام بالاختصاص الذي اختاره والدك لأنّ ذلك كفيل بأن يحسّن علاقتكما، ويمكنك في العام القادم أن تدرس أيضاً اختصاص التسويق الذي تحبّه، وقد تتعب ولكنّ الأمر يستحقّ المحاولة.

ولعلّ طلبك لرضى والدك وبرّه يكون من أسباب توفيقك في الدنيا والآخرة.





 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع