ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، اسمي حسن، عمري 18 عاماً. لطالما كنت
تلميذاً ناجحاً ولم أعرف معنى الفشل يوماً.. نجاحاتي المتكرّرة جعلت منّي نموذجاً
لإخوتي الثلاثة الأصغر مني. فأنا مَضرب المثل في التألّق عند والدَيَّ.. ولكن
تغيّرت الأمور في العام الماضي؛ إذ رسبتُ في امتحانات الشهادة الرسميّة في الدورة
الأولى؛ مما شكّل صدمة حقيقية لي ولعائلتي.. لم يكن سهلاً أن يتقبّل أهلي فكرة
رسوبي. وزادت صعوبة الأمور حين تهرّبت من امتحانات الدورة الثانية نتيجة توتّري
والقلق الذي تملّكني؛ إذ فرض عليّ والداي برنامجاً دراسياً قاسياً فلم أستطع أن
أركّز في دروسي، وادّعيت أنّني أدرس، ثمّ ادّعيت أنّني أقدّم الامتحانات الرسمية،
وبعد أسابيع ادّعيت أنّني نجحت!!
الأمر لم يكن بهذه السهولة، ولكنّي أتقنتُ دوري ونجحت خطّتي، واعتقد الجميع أنّني
نجحت.
والآن، لا أعرف كيف أتصرّف. يتوقّع أهلي أن أتسجّل في الجامعة ويحتار مَن حولي
بإطلاعي على الاختصاصات الكثيرة المتوفّرة.. أمّا أنا فتعبت من الكذب وادّعاء
النجاح في الوقت الذي أتجرّع فيه مرارة الفشل كلّ يوم. ماذا أفعل؟ كيف أستطيع أن
أتخلّص من هذه الورطة؟
الصديق حسن، نشكر ثقتك بنا ونتفهّم حجم الخيبة التي أُصبت بها عند رسوبك في دورة
الامتحانات الأولى، ولكن لا يوجد سبب يبرّر لك الكذب على أهلك.. هل تعرف لماذا؟ لأنّ
مصلحتك هي الأساس وليس نظرة الناس إليك أو ذاك النجاح الوهميّ الذي يجعل مَن حولك
يحتفلون في الوقت الذي يضيع فيه مستقبلك أنت! يمكنك أن تكذب على الجميع، ولكنّ
الحقيقة لن تتغيّر إلّا إذا امتلكت الإرادة الكافية والشجاعة لمواجهة فعلتك وتحمّل
عواقبها بأقلّ الخسائر الممكنة.. وسنقدّم إليك مجموعة خطوات تساعدك على تصحيح ما
حصل:
1- عليك أن تدرك أنّ الفشل ليس نهاية الحياة، ولكنّ أسلوب تعاملك معه هو المهمّ.
حين رسبت في الدورة الأولى لم تكن سوى غيمة صيف عابرة في حين أكّدتَ أنتَ أنّ حياتك
كانت دوماً زاخرة بالنجاحات؛ وبالتالي لا يجب أن تستسلم، إنّما عليك أن تنهض من
جديد.
2- عليك أن تترشّح للامتحانات الرسمية في العام القادم، إمّا عبر المدرسة أو عبر
التقديم الحرّ. وفي هذه الحالة ينبغي أن تتسجّل في معهد أو مركز للدعم المدرسيّ
لتتمكّن من تعويض ما فاتك والتركيز على الاهتمام بالموادّ التي رسبت بها أكثر من
غيرها.
3- عليك أن تصارح أحد والديك على الأقلّ بما حصل، وأن تعبّر عن إحساسك بالخيبة الذي
دفعك إلى الكذب وأن تعدّ نفسك للامتحانات القادمة.
4- في حال امتلكت الشجاعة الكافية للاعتراف بالفشل، فإنّك سوف تنجح في امتحان
الحياة الأهمّ وهو امتلاك العزيمة للتقدّم.
5- كثير من الشخصيّات الناجحة والمعروفة مرّ بأزمات مختلفة، ولا شك في أنّه تعرّض
للفشل، ولكنّه عرف كيف يتصرّف، ولم يفرّ من مواجهة الحقيقة.
6- حبل الكذب قصير.. جداً! فاقطعه قبل أن يوقعك من برج نجاحك الوهميّ، وحينها لن
ينفع الندم!