مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع القائد: الحكومة في النظام الإسلامي‏


* أهمية قضية الحكومة الإسلامية:
"إن الحكومة الإسلامية تعتبر من أهم القضايا الراهنة للعالم الإسلامي، بل وحتى للعالم غير الإسلامي، فهي أدق المسائل وأكثرها إثارة. وعندما يكون اسم الإسلام مقروناً بالحكومة والنظام السياسي وتشكيل مجتمع ما، فإنه يكون مثوِّراً بالنسبة للمسلمين، وفي الوقت نفسه مرعباً ومخيفاً لأعداء الإسلام...". "نحن لا ندّعي تشكيلنا حكومة أشبه بحكومة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله، ولكننا ندّعي بأننا نمضي إلى الأمام نحو حكومة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله".

* الإسلام لا يفتقر إلى نظام حكومي‏
"إن بعض الأشخاص من بين المجتمعات الإسلامية، ومن بين المؤمنين بالإسلام وبتأثير من الدعايات الثقافية المغرضة للأعداء ساقوا هذه الجماهير المسلمة نحو مثل هذا الاعتقاد واقتنعوا أن الإسلام يفتقر إلى نظام سياسي وحكومي، في الوقت نفسه. وإن أهم وظيفة ملقاة على عاتق المفكرين الإسلاميين هي إزالة هذه التصورات الباطلة من الأذهان". "إن الحكومة تشكل العمود الفقري لحياة المجتمع،... إن عدم الاعتقاد بالحكومة الإسلامية، مصيبة كبرى قائمة في العالم الإسلامي".

* مسؤولية توضيح موضوع الحكومة الإسلامية
"إنني أطلب وأرجو من العلماء المحترمين والخطباء والمتنورين في الدول الإسلامية في العالم أن يتناولوا موضوع الحكومة الإسلامية بالشرح والتوضيح للناس، فهذا من أهم المواضيع التي يجب أن تدرس وتبلّغ لعموم الناس. عليهم أن يبينوا للناس مدى المسافة التي تفصل واقع الحياة حولهم عن الحقيقة التي يريدها الإسلام ويريدها اللَّه".

* خصائص مسؤولي الحكومة الإسلامية
"إن العادة قد جرت بتشكيل حكومات مزيفة بدلاً من الحكومة الإسلامية الحقيقية، فكثير من الذين حكموا باسم الإسلام حتى هذا اليوم، إنما وجودهم بمثابة تهمة موجهة إلى الإسلام. فعلى العالم الإسلامي اليوم أن يعرف ما هي الحكومة الإسلامية؟ وما لم يعرف ذلك، فمن المحتمل أن تترك الادعاءات الباطلة لأعداء الإسلام تأثيرها في هذا المجال". "عندما تكون هناك... دولة غنية مثل إيران، تسلّط عليها الاستكبار العالمي... لفترة طويلة... وتحدث فيها ثورة على أساس الإسلام... فإن هذا الأمر يشكل خطراً على الاستكبار العالمي، ثم إن الاستكبار العالمي لن يتمكّن والحال هذه من أن يدّعي بأن الدين هو أفيون الشعوب...". "... فباسم الحكم الإسلامي وإمامة المسلمين، في عهد السلاطين العباسيين والأمويين، حدثت أمور ضد "أئمة العدل" كما يصفهم الشاعر الإسلامي المجاهد (الكميت الأسدي)...

* ساسة لا كمن يرى رعية الناس سواء ورعية الأنعام‏
من هذا يبدو أن الذين كانوا على رأس الحكم يومذاك،... كانوا لا يميزون بين رعي الناس ورعي الأنعام"... "... هناك مقاييس فيما يتعلق بمسؤولي الحكومة الإسلامية كي لا يتمكن الأشخاص الذين يفتقرون إلى تلك الخصائص من ترشيح أنفسهم للمناصب. فالإسلام لا يسمح بأن يشغل الفاسدون والمستبدون مناصب لهم عبر الحصول على آراء الناس. إن رأي الناس، أمر لا بد منه، إلا أن الشخص الذي له المؤهلات المطلوبة، عليه في الوقت نفسه أن يكون تقياً عادلاً وعارفاً بالإسلام. فالشخص الذي يريد إدارة المجتمع، يجب أن يعرف الإسلام معرفة كاملة. ﴿أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (يونس: 35). "حكومة الفقيه هي حكومة العالم بعلم الكتاب، العالم بالدين، ولكن ليس كل فقيه، فالعالم الذي يقع تحت تأثير هوى نفسه لا يمكن أن يدير شؤون البلاد، فبالإضافة إلى العلم والتهذيب، أو العلم والعدالة، لا بدّ وأن تكون له القابلية للإدارة، وهذا شرط عقلي...".

* شروط الحكومة الإسلامية
"الحكومة في النظام الإسلامي تعتبر العمود الفقري، والدماغ والقلب ومقر قيادة الجسم ومصدر الأوامر للأعصاب، ذلك لأنها أحد العناصر الثلاثة المهمة التي يتألف منها النظام الاجتماعي في النظام الإسلامي. وهذه العناصر الثلاثة هي: الحاكم، والقانون، والناس، فالحكومة تأتي على رأس هذه العناصر الثلاثة. ليس من الممكن أن نفكر بإقامة نظام إسلامي من دون أن نفكر في الحاكم وفي شكل نظامه". "... إن حكومة اللَّه في النظام الإسلامي ممزوجة بحكومة الناس. ولذلك فعندما نقول "جمهورية إسلامية" فهذا يعني أن حفظ القوانين والأحكام الإسلامية لا يتناقض ونظام الجمهورية وانتخاب الناس". "... الناس عنصر رئيسي في النظام، هم الذين ينتخبون، وهم الذين يعينون، وهم الذين يرجع إليهم في التشاور وفي اتخاذ القرارات. إن الناس في الواقع هم أصحاب الاختيار...". "في الديمقراطية الغربية يحق لجميع الناس أن يشتركوا في الانتخابات، وأن ينتخبوا من شاؤوه. أي لا وجود لشروط خاصة في المنتخب. فإذا استطاع شخص فاسد أو فاسق أو ضعيف أن يعلن عن نفسه، بالمال أو الإغراء، فيحرز أصوات بعض الناس، فإن النظام لا اعتراض له على ذلك...

أما في الديمقراطية الشرقية فالأمر أسوأ، إذ أن الانتخابات لا تجري بين الناس جميعاً، فحق الانتخاب مقصور على أعضاء الحزب. بل يمكن القول في كثير من الحالات أنه حتى أعضاء الحزب لا يحق لهم الانتخاب، بل أنه مقصور على كبار النخبة من الأعضاء فقط... أما في نظام الجمهورية الإسلامية فالانتخاب حق للجميع، أو للأكثرية القريبة من الإجماع، فيما يتعلق بانتخاب القائد، شرط أن يكون فقيهاً عادلاً وحائزاً على الشروط الأخرى، كالقدرة، والإدارة، والتدبير وغير ذلك...".

* تحريف مفهوم الحكومة الإسلامية
"لقد أثار عالم اليوم الكثير من اللَّغط حول تحريف مفهوم الحكومة الإسلامية. فمرة يشبهونها بالحكم الكنسي في الفترة المظلمة من تاريخ أوروبا، ومرة يقولون أنها حكم رجعي ومتخلّف لا يؤمن بالتطور ومرة ثالثة أنها ضد العلم، ورابعة أنها ضد المدنية أو يسمونها بأنها تعارض حقوق المرأة التي تؤلف نصف سكان المعمورة، لو أنهم استطاعوا بكلمة واحدة أن يدخلوا في الأذهان أن النظام الإسلامي يعارض منح المرأة حقوقها، لتمكنوا من إثارة نصف سكان العالم ضد هذا النظام، وإذا ما صدّقت النسوة بهذا فمن البديهي أنهن لن يقفن إلى جانبه. كثيرة تلك الأساليب التي مارسوها، والتهم التي ألصقوها بالنظام الإسلامي والحكومة الإسلامية لتحريف حقيقة الإسلام، ولهذا كان لا بد من القيام بعمل جاد في هذا السبيل...".

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع