عباس فتوني
مهداةٌ إلى مُنتظَرِ أهلِ الإيمان، صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه، في ذكرى ولادته الميمونة:
ماسَ النَّسيمُ بِرَوْضِ البِشْرِ مُنْفَرِجا |
والزَّهْرُ دَغْدَغَ حَبَّاتِ النَّدَى غَنَجا |
والطَّيْرُ غَنَّى على الأَفنان مُنْتَشِيَا |
بِمَولدٍ أثلجَ الأَرواحَ والمُهَجا |
والنُّورُ شَعْشَعَ في الآفاقِ محتفِلاً |
إِذْ راحَ دِينُ الهُدَى يَختالُ مبْتَهجا |
لا غَرْوَ إِنْ تَرْقُصِ الأَنْوارُ زاهِيَةً |
فَالفَجْرُ هَلَّ "بِسَامُرَّاءَ" مُنْبَلجا |
بَدرُ السَّماءِ وبَدرُ "الحُجَّةِ" اجْتمعا |
في نصفِ "شعبانَ" مِمَّا أَوْقَد الوَهَجا |
ودَوْحَةُ "المصطفى" مُذْ هَلَّ "قائِمُها" |
تضوَّعَ الكونُ مِنْ أطيْابِها أرَجا |
اللَّهُ أَكْبَرُ "فالمَهْدِيُّ" معجزةٌ |
مِنذُ الولادةِ بالآياتِ قد لَهِج |
قلبُ الرِّسالةِ لاقَى الآيَ في طَرَبٍ |
وَذُو العَداوةِ رُعْباً قَلبُه اخْتلج |
وغبتَ يا حُجَّة الرَّحمَنِ في عَجَلٍ |
لَيْلُ الشَّقاءِ على المُسْتَضْعَفينَ دَجا |
وباتَ مَوْجُ البِلى في النَّاسِ مُلتطِماً |
حَتَّى شرابُهمُ بِالأَدْمُعِ امْتَزَج |
واسْتَفْحلَ الجَوْرُ في أهلِ النُّهى فغدَا |
صَدْرُ الفضاءِ عليهمْ ضَيِّقْا حَرِجا |
يا صاحبَ العَصْرِ ذاك القدس مُغّتَصبٌ |
والشِّرْكُ في مَهْبِطِ التَّوحِيدِ قد وَلَج |
والجائرُونَ على ظُلْمِ العبادِ مضَوْا |
والحِقدُ مسْتعرٌ حَدِّثْ ولا حَرَجا |
نارُ المَجازِرِ ما انفكَّتْ تُواكِبُنا |
صَلْدُ الحِجارةِ منْ أهوالِها نَشَجَ |
حَتَّامَ يا بَلْسَمَ الأَدْواءِ نَأْيُكُمُ |
طالَ النَّوى سيِّدي قُمْ عجِّلِ الفَرَجا |
يا صاحبَ الأَمرِ عجَّلْ بالظُّهورِ لَنا |
يا حاملَ السَّيفِ أَقْدِمْ قَوِّمِ العِوَجا |
لَديكَ في "عامل" صِيدٌ ضَراغمةٌ |
رِداءُ مَنْعَتِهِمْ مِنْ مَجْدِكمْ نُسِجَ |
إِنْ عنكُمُ خرجَ الأنْباذُ قاطبةً |
فإنَّ رَهْطا منَ الأنصارِ ما خَرج |
رَهْطٌ مضَى في سبيلِ اللَّهِ يَدفعُهُ |
حبُّ الشَّهادةِ حتَّى يُشْعلَ السُّرُجا |
سُوحُ الجَنوبِ بأَهْلِ الطُّهْرِ مفعمةٌ |
كُلُّ تَراهُ على خطِّ الهُدى نَهج |
أكْرِمْ "بعاملة" الشَمَّاءِ إذْ نهضتْ |
يُشِيدُ ساعِدُها صَرْحَ الإبا بُرُجا |
أَخْذَ النَّبِيِّ وَأَهْلِ البَيْتِ آخِذَةٌ |
وَطَوْدُها في أَناشِيدِ الوَلاَ هَزَج |
يا عِتْرةَ "المُصطفَى" أَنتُمْ مَنارُ هُدىْ |
مَنِ اسْتجارَ بكمْ عندَ الخُطوبِ نَجا |
إنِّي بمِدْحَتِكُمُ أَرْجو شَفاعَتَكُمْ |
فليَسَ لي غَيرُكمْ يومَ الوَعيدِ رَجا |
لَوْلاكُمْ ما تَراءَى لِلْوَرَى قَمَرٌ |
كَلاَّ، وَلَمْ يَزْدَهِرْ في العالَمِينَ حِجَى |
رَكِبْتُ فُلْكَا "أَبُو السِّبْطَيْنِ" رائِدُها |
حَسْبِي الفَلاحُ بِفُلْكٍ تَمْخُرُ اللُّجَجا |
أَزْكَى الصَّلاةِ عَلَيْكُمْ مِلْؤُها وَلَهٌ |
يا مَنْ غَدَوْتُمْ لأَلْبابِ الدُّنَى حُجَجا |