جاء من قريته مستعجلاً ولديه سؤالٌ.. ويريد أن يعود بجوابه سريعاً فقصد بيت الشيخ المفيد رضوان الله عليه وبعد أن استأذن للدخول.. دخل على الشيخ رضوان الله عليه وقال:
لقد توفيت امرأة أثناء الوضع، وطفلها حيٌّ في بطنها وإلى الآن لم ندفنها فما هو تكليفنا؟
فأجاب الشيخ رضوان الله عليه: اذهبوا وادفنوها بحملها!!
فاستأذن القرويُّ من الشيخ رضوان الله عليه وعاد مسرعاً لكي ينفذ ما أفتى به الشيخ المفيد رضوان الله عليه، وفي أثناء الطريق رأى فارساً مسرعاً خلفه وعندما وصل إليه قال:
أيها الرجل..! إن الشيخ المفيد قال: أخرجوا الطفل من بطن أمه أولاً ثم أنزلوها إلى التراب وادفنوها!!
وأكمل الرجل طريقه إلى بيته ونفذ ذلك وبعد عدة سنوات عاد مرّة أخرى إلى الشيخ المفيد رضوان الله عليه وجرى الحديث حول مسألة الطفل...
فالتفت الشيخ رضوان الله عليه في هذه الأثناء إلى أنه كان مشتبهاً وأدرك أن إمام العصر عجل الله تعالى فرجه الشريف قد صحح فتواه...
فتأثر لذلك كثيراً وجلس في بيته مصمماً على أن لا يفتي مرة أخرى. ولكن جاءه التوقيع المبارك من الناحية المقدسة: "عليك الإفتاء وعلينا التسديد".
50 قصة عن كتاب قصص العلماء (ص399).