مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

معكم‏: إلى حافظ الأسرار


إلى حافظ الأسرار الإلهية وكاشفها، وصائن الشريعة وواردها، الذي ستظهر حقائق الإسلام على يديه، منّا سلام إليك.
في ذكرى مولدك نتذكر أنك مستودع أسرار الإله الذي سيظهره على الدين كله ولو كره المشركون، وأنك ستحدّث بحدث آبائك الطاهرين الذي لا يحتمله إلا ملك مقرّب أو نبي مرسل أو مؤمن امتحن الله قلبه بالإيمان. وستخرج الأرض بركاتها، وتستبطن كنوز الحكمة، ويرى الذين اتبعوك بإحسان أن الإسلام كلمة الله العليا، وفيه جمعت حقائق العبودية التي هي صراط الله الأقوم. لقد قال إمامنا الراحل وهو يدعو الناس إليك أن الإسلام سياسته عبن عبادته، وأن عبادته عين سياسته. فإذا فهمنا جوهره، وطبّقنا معدنه، كانت مسيرتنا توطئة لسلطان العدل. لأن أحكام الإسلام لا تنقسم إلى سياسية وعبادية بالمعنى الذي يفصلهما، بل الكل حكم فيه أبعاد مختلفة ترتبط بالسياسة والاجتماع والفرد. وهذا هو معنى العينية، فالحج عبادة فردية اجتماعية سياسية، والصلاة الجامعة كذلك، والخمس والجهاد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

ولذلك فإن من يعزل هذه الأبعاد عن أي حكم لا يمكن أن يصيب التكليف بعينه، ولا يكون لربه عابداً بل لهواه متّبعاً. ومن هنا لا يكفي أن يقال بالارتباط بين الأحكام الإلهية، لأن القائل هنا يكون قد تصوّر أحكاماً من عند نفسه. وصحيح أن تاريخ الفصل بين السياسة والعبادة كان طويلاً ومراً، وصحيح أن الاستعمار قد زرع أفكار الفصل السوداء في مجامعنا أحقاباً، ولكن الإمام الخميني قدس الله أسراره قد أزاح بثورته الغرّاء عن بصائرنا كل الغشوات، وعرّفنا على حقيقة الإسلام بعد أن سقى شجرته المباركة بماء تضحياته الكبرى، فأورقت وأينعت ثماراً جنية. فلماذا نفصل بينهما في عمق الفكرة، والعقل والوجدان يحكمان بقوة العينية وروح الامتزاج.

فمرة أخرى تجدد مجلة بقية الله العهد لصاحب الاسم المبارك المنتظِر في الفلوات، الشاهد على المظلوميات، الطالب بثأر آبائه في أزمنة الفترات، أنها ستبقى وفية لتعاليمه، داعية لبيعته، تحضّ على نصرته بروح الجهاد وقوة الدماء التي تعطي للمداد روح الحقيقة، وتبعث في النفوس عزيمة الثأر.
والسلام‏

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع