اشتد البلاء... وعم الفساد والجور كل الأنحاء... وساد النفاق والفسق كل الأرجاء... وعصفت رياح الهوان... فضجت الدنيا... بأنين وحنين... يا مهدي... يا مهدي أدركنا... سيدي... الطفل صار شاباً... والشاب بات كهلاً... والكهل ودَّع الحياة... وكلهم كانوا يرجون لمحةً من طيفك... تمر عليهم.. وتخطف أبصارهم... فإلى متى يا صاحب الأمر الاصطبار... متى يحين الموعد، لقد طال الانتظار... أينك؟ أغِث أبناءك أمة المختار... يرجون طلعتك بشوق لتحقيق الانتصار... فيبزغ نور في الدجى... نور الشمس إذ بدا... يعم الآفاق والدنى... ألا يا أهل العالم... أنا بقية اللَّه... أنا بقية من آدم... وذخيرة من نوح... ومصطفى من إبراهيم... وصفوة من محمد صلوات اللَّه عليهم أجمعين... أنا المهدي... أنا صاحب الحق... أنا قائم الزمان... لقد جئت إليكم... أزيل آهاتِكم... وأداوي آلامكم... وأمسح جراحكم... إلى الأبد... لقد جاء... جاء سليل الأطهار... جاء بقية العترة ووارث النبوة... جاء وعينه تتجه نحو المدينة... مدينة آبائه وأجداده... يمضي إليها في ذلك الموكب المهيب... ليكشف الأسرار... ويحق الحق ويحققه... ويبطل الباطل ويزهقه...
ثم يسير الموكب نحو أرض الثارات... إلى الجدّ الذي هوى صريعاً... إلى العباس الذي مضى قطيعاً... إلى الطفل الذي حُزَّ وريداً... إلى الخيام المحروقة... واليتامى المروَّعة... والنساء المفجوعة... واجداه... واحسيناه... وا إماماه... وإلى أم المصائب يحن المسير... ليتجدد الولاء... من نبع كربلاء... عمتي زينب... جئت إليكِ... أضمد نزفكِ... وانتقم ممَّن ظلمكِ... وأثأر ممن سباك وآذاك... ويسير موكب الثارات... ليحقق حلم الأنبياء وأبناء الأنبياء... وترفع الرايات... لتصل إلى أرض الإسراء... وتطهر الأرض المقدسة من براثن الأعداء... بقوة وثبات حزب اللَّه النجباء... ويعمُّ السلام... والعدل... والإسلام... ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون...
بنت الهدى الكويت