صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

مع القائد: خدمة الناس مفخرة كبرى‏


* الإسلام وخدمة الناس:
نحن قد أُمرنا مراراً وتكراراً في الأحكام الشرعية والروايات بخدمة الناس، ونعلم بمدى الثواب الجزيل الذي يجزي به اللَّه كل من يفعل خيراً ويخطو خطوة على هذا السبيل. راجعوا الروايات الأخلاقية والكتب الأخلاقية، واقرأوا ما فيها من فضيلة في خدمة الناس.

* لا معنى للحياة دون خدمة الناس:
... لأن الحياة لا تصبح ذات معنى إلا حينما يقدّم الإنسان فيها خدمة للآخرين، فالحياة ليست هي الأكل والنوم والتمتع بالملذات، لا معنى للحياة في الوقت الذي يهتم الإنسان فيه بنفسه ويسعى فقط وراء لذاته الحيوانية.

* خدمة الناس توفيق من اللَّه تعالى:
إن ما حصلنا عليه أنا وأنتم (المسؤولون) من توفيق هو أن نستطيع خدمة الناس. إن خدمة الشعب مفخرة كبرى، وحينما تتسنى للإنسان مثل هذه الفرصة لخدمة الشعب عليه أولاً: أن يحمد اللَّه على هذا التوفيق وعلى هذه الفرصة، ويجب عليه ثانياً: تكريس وقته لهذا العمل المهم.

* بذل الوسع والوقت لخدمة الناس:
ابذلوا كل ما بوسعكم تجاه الدين والإسلام والتوجه إلى اللَّه والتحرك لخدمة الناس... كرِّسوا وقتكم للعمل وخدمة الشعب.

* إن أكرمكم عند اللَّه أخدمكم للناس:

إنه اللَّه رب جميع الناس، وليس لأحد بسبب طبيعته الإنسانية علاقة خاصة متميزة به، ولا لأحد معه قرابة، ليس إله شعب خاص أو قبيلة معيّنة... كل الناس أمام اللَّه سواسية، وليس لأحد عند اللَّه كرامة خاصة، إلا بالعمل الصالح، أي: بالسعي والمثابرة على طريق خدمة الناس والعمل بأحكام اللَّه المؤدية إلى سمو الإنسان.

* خدمة الناس لا تعني ترك الروحانيات:
أيها الوزراء، وأعضاء المجلس، والمدراء المختلفون في الدولة، ومسؤولو القضاء، لا تعتبروا أنفسكم في غنى عن الدعاء والنافلة والذكر والتوجه والتوسل والبكاء والإنابة إلى اللَّه تعالى. لا تقولوا: إننا ما دمنا مشغولين بخدمة الناس فلا حاجة لنا بالدعاء، إنما يدعو الأشخاص الذين لا عمل لهم. ... فعندما يكون ذلك نكون بلا حافظ ... ﴿قل لا يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم.

* لا تقنعوا بخدماتكم:
صحيح أنه قد حصلت خدمات كثيرة للمحرومين منذ انتصار الثورة... لكن الفاصلة بين الاحتياجات والإنجازات ما زالت كبيرة... فنحن لا نريد أن نعمل فقط، بل نريد قلع الحرمان من جذوره وإخراج المحروم من الحرمان فهذا هو ما نطمح إليه.

* لا تكفي خدمة الناس بل هناك شي‏ء آخر:
أيها السادة علينا واجبان تجاه الناس، أولهما: خدمتهم. وثانيهما: كسب حبهم وثقتهم. ... يجب أن يثق الناس بنا أنا وأنتم المسؤولين، فإذا انحدرنا صوب قضايانا الشخصية، وانصب تفكيرنا على أنفسنا، وانشغلنا بالمظاهر البرّاقة ورحنا نلهث وراءها دون أن نضع حداً معيناً لما ننفق من بيت المال فهل ستبقى للناس ثقة بنا؟ ... فلا ينبغي أن ننغمس في الحياة المادّية وندعو المحرومين إلى ضروريات العيش، لينظروا إلينا على أساس أسوة وقدوة لهم. ... واللَّه لولا ملامة الناس والتوصيات الأمنية لاستفدت من سيارة بيكان (سيارة محلّية متواضعة) في تنقلاتي.

* المستكبرون لا يخدمون الشعب بل يستغلونه:
... كانت أمريكا وسائر مصاصي الدماء يصولون ويجولون في هذا البلد، ويقتاتون على مائدته التي غاب حاميها. وفي الوقت الذي كان فيه أبناء الشعب يعيشون فقراً مدقعاً، كانوا هم ينهبون ثروات هذا الشعب، ويستولون على نفطه وخيراته وإمكاناته وطاقاته البشرية... وفي مقابل ذلك كانوا يشيعون الفساد والفحشاء والبيعة للأجنبي.

* هل لدينا عمل سوى خدمة الناس؟
... فقد رأيت مسؤولاً كان يتعامل مع الناس بنحو من التكبّر، فبعثت له وقلت: أخبروه أنه إن شاء أن يصحح سلوكه السابق فعليه أن يظهر في ذلك المكان وتلك الهيئة، ويقول: أنا خادمكم، ولا يكون قوله كذباً ومخالفاً للواقع. لماذا جاء إلى المسؤولية؟ وما هي فلسفة وجودنا؟ وهل لدينا عمل سوى خدمة الناس؟

* تذكّروا الخميني قده سره خادم الناس:
الإمام قدس سره كان يقول: لئن يسموني خادماً خير من أن يسموني قائداً،... لم يكن الإمام قدس سره عندما قالها يريد المزاح أو المجاملة، ولو أن الشعب شهد له بالخدمة وهو يشهد له قطعاً لكان ذلك مفرحاً للإمام أكثر مما لو رددت الجماهير... أنت قائدنا.

* المسؤوليات لا قيمة لها بدون خدمة الناس‏
خدمة الناس فخر، وأما هذه العناوين والأسماء والمسؤوليات فليس لها أدنى قيمة. كثيرون جاءوا بهذه العناوين والأسماء وذهبوا دون أن يأخذوا معهم سوى لعنة اللَّه وعباده على مرِّ التاريخ.

* من أخدُم؟
إذا تمكنت من إقناع نفسي بأني خادم، ذلك حسن، لكن أخدم من؟ الناس طبعاً، ولا ريب أن المقصود من الناس جميع أفراد الشعب. لكن الطبقة المحرومة يجب أن تحظى بعناية خاصة لأمرين:
الأول: لأن احتياجاتهم أكثر، فمقتضى العدل إيلاؤهم عناية أكبر.
الثاني: لأن دعمهم للنظام أشد وأدوم، كان ذلك من البداية، فمن الذي يتواجد في الجبهات؟ لاحظوا النسبة بينهم وبين المرفهين الأغنياء...

* شروط الخدمة:
1- إخلاص النيَّة للَّه:
فأخلصوا للَّه النيّات، واعلموا يا أعزائي أنه ما من عبادة أفضل من خدمة الناس...

2- الصفاء والإخلاص مع الناس:
... إن الصفاء والإخلاص مع الناس يكون فيما تنجزه لهم...

3- عدم الضجر والتعب:
عدم الضجر والتعب من كثرة مراجعة الناس... فإن الضجر والتعب يسبّبان ردود فعل غير طبيعية.

* لتحترق قلوبكم لخدمة الناس:
يجب أن نسعى لخدمة الناس، وذلك لأن اللَّه يريد ذلك ويرتضيه ويأمر به... أن تحترق قلوبكم على عائلة محرومة أو طفل يتيم أو قرية نائية أو ملف متروك أو حكم قضائي ناقص أو ظلم تعرّض له شخص من قبل آخر...

* بين نظام الجمهورية ونظام الشاه والاستكبار:
المشكلة الأساسية التي تعاني منها الشعوب حيثما تكون، هناك معاناة لدى الشعوب تكمن في انعدام أو قلَّة المسؤولين الحريصين الذين يكون همُّهم الأوّل حل مشكلات الناس؛ فالذين اجتازوا مرحلة الشباب منكم ويتذكرون عهد النظام الطاغوتي البهلوي الفاسد، يعلمون أن الشي‏ء الوحيد الذي لم يكن مطروحاً حينذاك هو خدمة الشعب؛ فكل من يتسلَّم مسؤولية معينة كان همُّه ذاته. وجاءت الثورة الإسلامية وغيَّرت ذلك البناء الأعوج...

الفرق بين الجمهورية الإسلامية في إيران وبقيَّة الأنظمة المادّية في العالم وغير القائمة على فكر إلهي في مجال المسائل الإنسانية هي في هذه النقطة بشكل رئيسي، حيث أن النيّة الأساسية للوزراء والمسؤولين ورئيس الجمهورية والمدراء في كل المستويات هي خدمة الناس والمساعدة على إشاعة الفكر الإلهي والحياة الطيبة واللاّئقة التي قرّرها اللَّه تعالى للناس.

* لا تكونوا مثلهم:
... ولم يكن لهذا الشعب ارتباط مع الدوائر والأجهزة الحكومية في النظام البائد بالشكل الموجود فعلاً هذه الأيام. اليوم ارتباط الشعب مع الجهاز الحكومي أكثر من أي وقت مضى، وذلك لأن الحكومة آنذاك كانت تعزل نفسها عن الناس ولا تتابع الكثير من مسائلهم...

* ما هو الهدف:
... يجب عليكم أيها السادة أن لا تنسوا هذه النكتة لحظة واحدة وهي: إنّ الهدف هو الخدمة. وطبعاً للخدمة تعبيرات مختلفة...

* الحكم الإسلامي فلسفته: خدمة الناس:
راجعوا الروايات الأخلاقية والكتب الأخلاقية واقرأوا ما ورد فيها من فضيلة في خدمة الناس، اقرأوا الموضوعات التي توضح فلسفة الحكم في الإسلام. ما معنى الحكم أساساً؟ معناه هو: إحقاق الحق وإقامة العدل. وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام في تلك الكلمة المعروفة: حيث قال بأن هذا الحكم ليس له قيمة بمقدار هذا النعل أو شسع هذا النعل، ثم قال: "إلا أن أقيم حقاً"...

* ادخلوا السعادة على قلب صاحب العصر عجل الله فرجه:
هنيئاً لكم جهادكم وعملكم من أجل هؤلاء الناس. هنيئاً لكم جلبكم لرضاه تعالى، وإسعادكم لقلب صاحب العصر عجل الله فرجه، وذلك بخدمتكم لهؤلاء الناس.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع