انظروا وجه الإمام الخميني قدس سره ساعة الرحيل...
على محياه تبدو علامات الهناء،
على وجنتيه ترتسم ملامح اللهفة والشوق، فعندما يقترب موعد اللقاء بالحبيب الأعلى
تذوب كل معاني الخوف والقلق والضعف والوجوم. بهدوء بالغ يتكىء برأسه على وسادة
الموت، يتوجه بجبهته نحو السماء، تتراءى له أطياف الجنات بسحر طبيعتها، يرى نفسه
غارقاً في أحضان رياضها، تلفح وجهه برودة نسائمها، تلامس يداه عذوبة أنهارها ويفيض
في فؤاده دفء أجوائها...
لم تعد ترى عيناه في هذه الدنيا شيئاً يستحق النظر والالتفات، والروح باتت تستعجل
الرحيل. ما زالت شفتاه تتحركان، تتمتمان بكلمات يلطّف ذكرها أنفاسه ويؤنس مسامعه:
إنا للَّه وإنا إليه راجعون. وقبل أن يتوقف قلبه المفعم بالانطلاق إلى رحاب اللَّه
عن الخفقان، يشعر بتباطؤ دقاته فيغمض عينيه ويغفو على أجنحة السفر إلى الخلود:
بقلب هادىء ونفس مطمئنة وروح فرحة وضمير يأمل فضل اللَّه.