مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

نور روح الله: يوم المرأة المسلمـة: فـخرٌ ومسؤوليّة(*)



أبارك لجميع النساء في الدول الإسلاميّة، بذكرى مولد السيّدة الزهراء عليها السلام، وأسأل الله تعالى أن تسير كلّ النساء المحترمات على ذلك الطريق الذي وضعه لهنّ الله سبحانه، ليَنلن الأهداف الإسلاميّة السامية. وإنّه لفخرٌ عظيم أن يسمّى يوم ميلاد الصدّيقة الزهراء عليها السلام يوم المرأة المسلمة، إنّه فخرٌ ومسؤوليّة في الوقت نفسه.

* نزول الروح الأعظم على الزهراء عليها السلام
أعتبر نفسي قاصراً عن ذكر فضائل السيّدة الزهراء عليها السلام، لكنني أكتفي بذكر رواية شريفة وردت في كتاب الكافي بسند معتبر، أنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: "مكثَت فاطمة عليها السلام بعد أبيها في هذه الدنيا خمسةً وسبعين يوماً وقد غلبتها اللّوعة والحزن، وكان جبرائيل الأمين ينزل عليها ويعزّيها ويذكُر لها مسائل عن المستقبل".

ظاهر الرواية، أنّ هناك تردّداً وتواصلاً؛ أي هبوط وصعود لجبرائيل كثيراً، في هذه الفترة. ولا أظنّ أنّه كان ينزل بهذا الشكل على أحد غير الطبقة الأولى من الأنبياء العظام عليهم السلام، حيث كان يتردّد خلال 75 يوماً على السيّدة الزهراء عليها السلام يخبرها بما سيحدُث في المستقبل وما سيجري على ذريّتها. وكان أمير المؤمنين عليه السلام، كاتب الوحي، يكتب ذلك، كما كان يكتب وحي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

من الطبيعيّ، أنّ الوحي، بمعنى ذكر الأحكام، قد انتهى برحيل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ومسألة نزول جبرائيل على أحد ليست مسألة بسيطة، بل يجب أن يكون هناك تناسب بين منزلة جبرائيل وروح مَنْ ينزل عليه، فاٍنّه "الروح الأعظم".

* يومٌ للاعتزاز وتحمّل المسؤوليّة
على كلّ حال، أنا أعتبر هذه الكرامة والفضيلة من أسمى وأرفع الفضائل التي ذُكرت لها عليها السلام، حيث لم يقع مثل ذلك لغير الأنبياء، وليس جميع الأنبياء، بل لذوي الشأن منهم ولبعض الأولياء، الذين في رتبتهم. ولم يحصل مثل هذا التردّد من قبل جبرائيل في تلك المدّة لأحد سوى الزهراء عليها السلام.

ومن الفضائل المختصّة بها لزوم اقتداء النساء بالسيّدة الزهراء عليها السلام فاعتززن وتباهين -ونحن أيضاً- بجعل هذا اليوم -العشرين من جمادى الآخرة المصادف لميلاد الزهراء عليها السلام- "يوم المرأة" فإذا وافقتنّ على ذلك، فسوف يجعل ذلك العديد من المسؤوليّات على عاتقِكُنّ. فإذا وافقت أمّة على أنّ اليوم الفلانيّ هو يوم الجهاد، فيجب عليها أن تشتغل بالجهاد في ذلك اليوم، وإن لم يجاهد أحدها، فهذا يعني أنه لم يوافق على كون اليوم المذكور يوماً للجهاد.

* فضيلة وكرامة هذا اليوم
لقد جاهدت السيّدة الزهراء عليها السلام بمقدار ما سمحت لها تلك الفترة القصيرة، وكان لها خطابات مع حكومات زمانها، كانت تحاكم تلك الحكومات، فيجب عليكنّ الاقتداء بها... ويجب أن تتأسّين بالزهد والتقوى والعفّة وكلّ ما كانت تتّصف به واٍن لم تفعَلْن، فاعلَمْنَ أنّ كلّ من لم يقتدِ بذلك، لا يشمله يوم المرأة ولا تشمله تلك الكرامة والفضيلة.

مجاهدة النساء في ميدان الدراسة، والذود عن الإسلام. آمل أن توافقنَ على ذلك وتعملن بالتكاليف الملقاة على عاتقكنّ، فتجاهدن في ميدان الدراسة الذي يعدّ من الأمور المهمّة، وفي ميدان الذود عن الإسلام أيضاً، هذا من الواجبات التي‏ يتحمّلها كلّ رجل وكلّ امرأة وكلّ صغير وكبير أيضاً.

* ميدان الدفاع عن الإسلام
فالذود عن قدسيّة وحرمة المرء، وعن بلده وعن حياته، وعن ماله، وعن الإسلام واجب الجميع. وإذا أصبح الدفاع واجباً على الجميع وجب تهيئة مقدّماته، بما فيها الاستعدادات العسكريّة، تعلّم الفنون والاستعدادت العسكريّة لمن يمكنه ذلك. طبعاً، يجب أن يكون الفضاء الذي تتعلّمن فيه الفنون العسكريّة فضاءً مناسباً وفضاءً إسلاميّاً، تُحفظ فيه جميع جهات العفاف وجميع الشؤون الإسلاميّة.

ولو دخل عدد من النساء إلى محل كميدان القتال، على سبيل المثال، تتضاعف قوة الرجال؛ لما لهم من مشاعر وحساسيّة تجاه المرأة. فلو ذهبن للدفاع مثلاً لا يدافعن بأنفسهنّ فقط؛ بل يدافعن ويجبرنَ الآخرين على الدفاع... من المحتمل ألّا يستاء الرجل كثيراً لو رأى مائة رجل يُقتلون أمامه، لكنّه يثور ويتأثّر لو رأى امرأةً تُهتك حرمتها حتّى لو كانت تلك المرأة أجنبيّة ولا تمّت له بصلة.

* خندق العلم
أيتها السيدات، التَفِتْنَ إلى هذه النقطة جيداً، فكما يجب على الرجال المبادرة إلى الجبهات، يجب عليكنّ تقديم العون خلف هذه الجبهات، وتَجَهّزْنَ فيما لو وجب النفير العام -لا قدّر الله-؛ أي أصبح الدفاع واجباً على كلّ مستطيع بلا استثناء. ومن البديهيّ، أنّ خندق العلم خندق دفاع عن الثقافة الإسلاميّة قاطبةً. أنتنّ تعلمن أنّ الثقافة الإسلاميّة كانت مظلومة... منذ رحيل النبيّ الكريم صلى الله عليه وآله وسلم ولحدّ الآن. لقد ظُلمت الثقافة الإسلاميّة، وظُلمت أحكام الإسلام، فيجب إحياء هذه الثقافة، ويجب عليكنّ -أيتها السيّدات- مزاولة أعمالكنّ كما يزاول الرجال أعمالهم، يزاولونها في الجبهة العلميّة والثقافيّة. وإنّي أتأمل أن يوفقكنّ الله جميعاً فتتقدّمنَ في هذا الخندق.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع