إعداد: الهيئات النسائية بيروت
"إن للمرأة دوراً كبيراً في المجتمع، والمرأة مظهر لتحقق آمال البشر.. المرأة هي
الموجود الأوحد الذي يمكنه إتحاف المجتمع بأفراد يندفع المجتمع بل المجتمعات ببركة
وجودهم نحو الاستقامة والقيم الإنسانية العليا" الإمام الخميني قدس سره.
هي المرأة التي حملت في قلبها همَّ نشر الإسلام المحمدي الأصيل ورفعت لواء حزب
اللّه وسارت في طريق ذات الشوكة وهمها رفع المرأة الإنسان إلى أعلى مستويات الكمال
الإنساني وبالتالي تطوير المجتمع الذي تنتمي إليه ليرقى فيتحرر فيه كل مقدس من رجل
وامرأة وأرض... كانت البداية مع انطلاقة حزب الله وتلبية لنداء الجهاد والواجب
الشرعي والوطني بوجوب التحرك والتصدي بشتى السبل لمساعدة الناس والمجتمع في مختلف
النواحي. وبدأ العمل متواضعاً وبسيطاً بالإمكانيات المادية غنياً ومليئاً بالعزم
والنوايا المخلصة التي عمرت بها قلوب الأخوة والأخوات، فكان أن ارتفع لواء حزب الله
عالياً ليس في لبنان فقط بل في العالم أجمع وذلك مصداق قوله تعالى:
﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ
...﴾
وقد تمحور عمل الهيئات في الساحة النسائية ليشمل مختلف الأعمار والتوجهات انطلاقاً
من أهمية الدور الممكن للمرأة لعبه فهي كالقران، كلاهما أوكل إليهما مهمة صنع
الرجال. والهدف الأساس هو المساهمة في بناء وتطوير كفاءاتها بما يخدم دورها وحضورها
المميز في المجتمع على هدى القيم والتعاليم الإلهية والإنسانية الرفيعة، وذلك في
شتى الميادين الثقافية، الاجتماعية، السياسية والإعلامية إضافة إلى التوعية الصحية
والبيئية.
ويتوزع العمل في الهيئات النسائية لحزب الله بيروت على
ثلاثة محاور رئيسة هي:
* المحور الثقافي
ويتركز العمل فيه على نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة المتمثلة بنهج الإمام الخميني
قدس سره عبر اعتماد أساليب متعددة، كإقامة دورات ثقافية بمستويات ثلاث تتضمن مواد:
فقه الشريعة، العقيدة الإسلامية، الأخلاق، علوم القران، الفلسفة والثقافات
المعاصرة، ويبلغ عدد المشاركات فيها سنوياً حوالي 225 أختاً. بالإضافة إلى دورات
خاصة بمحو الأمية يتخرج منها ما يقارب 75 أماً وأختاً في المستويين الأول والثاني
ويتولى تدريسهن أخوات خضعن لدورات تأهيلية بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية.
تنظيم محاضرات ودروس أسبوعية عامة تركز على طرح المفاهيم الإسلامية بأسلوب مبسط،
ويحضرها أسبوعياً حوالي 650 أماً و أختاً وذلك في مختلف المناطق. إعداد لقاءات خاصة
لمناقشة بعض الكتب الهادفة ابتغاء التشجيع على المطالعة ومعارض الكتب الثقافية
الإسلامية والتربوية. العمل على التواصل مع الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين عشر
سنوات وثماني عشر سنة عبر تنظيم دورات صيفية تضم مواداً ثقافية وصحية وعلاقاتية
بالإضافة إلى أنشطة ترفيهية وتربوية ويبلغ عدد المشاركات فيها سنوياً حوالي المئتي
فتاة موزعات على كافة مناطق الضاحية الجنوبية . ويندرج تحت المحور الثقافي في عمل
الهيئات النسائية، عمل لجنة الحوراء زينب عليها السلام التي تعنى بإحياء ذكر أهل
البيت عليهم السلام، الوفيات والولادات، وتتوالى إعداد دورات تأهيل قارئات عزاء
حسيني وقارئات موالد أفراح أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وإصدار كراسات
تتضمن مجالس عزاء وموالد للمعصومين من أهل بيت النبوة عليهم السلام ومجالس عزاء
خاصة بعاشوراء.ويتم سنوياً توزيع قارئات العزاء خلال أيام عاشوراء على ما يزيد عن
الألفين ومئتي منزل.
* المحور الاجتماعي
ويعنى بالتواصل مع عامة الناس ومتابعة شؤونهم، خاصة العوائل المستضعفة والعمل على
تقديم المساعدات الاجتماعية لهم المالية والعينية لا سيما خلال شهر رمضان المبارك
حيث تفوق قيمة المبالغ الموزعة المئة وثلاثين الف دولاراً أميركياً، فضلاً عن
العناية بعوائل الشهداء، الأسرى والجرحى، الأسيرات المحررات، المعوّقات والسيدات
المسنات عبر القيام بزيارات دورية للتواصل معهن والاطلاع على أوضاعهن ومتابعتها
معنوياً وحتى مادياً إن أمكن. العمل على رفع مستوى الوعي العام لدى النساء على صعيد
التثقيف الصحي والبيئي والتربوي عبر إقامة دورات ومحاضرات بالتعاون مع المؤسسات
الأهلية ووزارة البيئة ، وتتناول المواضيع التالية الأم الطفل الأمراض الموسمية
الغذاء السليم إعداد معارض توضيحية إرشادية وذلك بالتعاون مع البلديات من قبيل
المعرضين البيئيين، "أخضر نقي نظيف و بلدتي كيف أحافظ عليها"، اللذين أقيما
بالتعاون مع بلدية الغبيري، واليوم البيئي المفتوح الذي يقام بالتعاون مع بلدية
حارة حريك وتتضمن إرشادات وتوجيهات خاصة بالحفاظ على البيئة والسلامة العامة من
خلال عرض مجسمات وبروشيرات وصور وأفلام توضيحية هذا إلى جانب معارض مونة تعرض فيها
نماذج عن كيفية حفظ الأطعمة بطريقة صحية بعيداً عن استعمال المواد الحافظة. أما على
صعيد التثقيف التربوي فيعتمد اسلوب إقامة محاضرات عامة تهتم بطرح المواضيع التربوية
والأسرية وتتضمن إرشادات لأسس العلاقة الأسرية السليمة ومبادئ التربية المتوازنة.
فضلاً عن إقامة دورات عامة لتطوير المهارات والقدرات الإنتاجية مما يساعد المرأة
على الاستفادة من أوقات فراغها في إنتاج سلع يحتاجها المجتمع وتساعد في رفع دخلها
إلى جانب دورات في الأشغال اليدوية ودورات في التأهيل المهني، كمبيوتر، خياطة
وغيرها....
ينبثق عن العمل الاجتماعي لجنة خاصة بإحياء يوم الممرضة المسلمة الذي أعلنه الإمام
الخميني قدس سره في يوم ولادة السيدة زينب عليها السلام، وتضم: الهيئات النسائية
-بيروت، الهيئة الصحية الإسلامية، مؤسسة الجرحى، مستشفى الرسول صلى الله عليه وآله
معهد التمريض، مستشفى دار الحكمة بعلبك، وتقوم بجولة على المستشفيات لمعايدة
الممرضات وتقديم الهدايا الرمزية وبطاقات التهنئة لهن وإقامة محاضرات حول عمل
الممرضة ودورها.
* المحور الإعلامي
ونهدف من خلاله إلى إبراز دور المرأة المسلمة وفعاليتها في المجتمع من خلال تغطية
النشاطات النسائية المتنوعة والتواصل مع وسائل الإعلام المختلفة والتنسيق مع الوفود
الإعلامية الأجنبية التي ترغب بالتعرف على العمل النسائي، وواقع المرأة على الساحة
الإسلامية، هذا بالإضافة إلى الاهتمام بالجانب الفني، ونتيجة لافتقار الساحة
النسائية لوجود مسرح ملتزم وهادف كان إطلاق فرقة الولاء الفنية التي تعنى بإقامة
أعمال فنية هادفة ومتنوعة في مختلف المناسبات كالمسرحيتين العاشورائيتين "دمعة
زمن"، و"براق الدم"، اللتين تهدفان للربط بين ثورة الإمام الحسين عليه السلام
وواقعنا الحالي من مناهضة الكفر وانتصار لغة الدم والمقاومة، ومسرحيات خاصة
بالأطفال كمسرحية سلمى النعسانة ومسرحية صغيرة المهدي وجوهرة الأميرة... وهي
مسرحيات تتوجه للأطفال والناشئة بغية تركيز المثل والقيم العليا في نفوسهم الغضة
كالصدق ومحبة الآخرين وحب المطالعة وعدم الرضوخ للعدو وتركيز مبدأ المقاومة على أنه
السبيل الأوحد لرفع الظلم واسترجاع الحق.وتقيم الفرقة حفلات إنشادية لإحياء ولادات
المعصومين عليهم السلام بأسلوب راق يليق بأصحاب هذه المناسبات العظيمة.
ويتوسع عمل الهيئات النسائية بيروت ليشمل إقامة علاقات ولقاءات فاعلة مع شخصيات
وجمعيات وجهات اجتماعية،سياسية نسائية وغيرها وذلك بالتعاون بين الطاقات المختلفة
لما فيه مصلحة الإنسان في الوطن ككل والمشاركة في المؤتمرات الوطنية الهادفة لتفعيل
وتطوير مستوى أداء المرأة اللبنانية عموماً في المسائل الوطنية والمعيشية، فضلاً عن
الاهتمام بدعم القضية الفلسطينية من خلال التجمع النسائي لمناصرة المرأة وفلسطين
لبنان، والذي يضم ممثلات عن أهم الأحزاب اللبنانية الفاعلة على الساحة، وقد قام هذا
التجمع بخطوات عدة لدعم الشعب الفلسطيني الذي يتعرض وأمام مرأى العالم العربي
والغربي لأبشع الممارسات التي ترتكب بحق الإنسانية. وختاماً نتوجه بالدعوة لكل
امرأة وفتاة للنهوض بواجباتها الريادية وأخذ دورها الطبيعي ليترجم واقعاً عملياً في
الحياة الفردية والاجتماعية بوعي عميق لمتطلبات وتحديات الواقع المعاصر للحياة.
ويبقى الأمل نحو مزيد من العطاء والتضحيات لأن المراد هو الوصول إلى مجتمع راق حر
عزيز يليق بالتمهيد لظهور إمام العصر والزمان الحجة المهدي عجل الله فرجه.