ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم، اسمي هاني، عمري 19 عاماً. مشكلتي أنّ
أوضاع أهلي الاقتصاديّة سيّئة، فنحن سبعة أفراد ونعيش في منزل مؤلّف من أربع غرف،
في منطقة شعبيّة جدّاً. أبي يعمل "حارساً ليليّاً" في شركة كبيرة، ومعاشه يكفينا
حتّى منتصف الشهر، ممّا يسبّب دوماً مشاكل حادّة بين والدَيّ. استطعت أن ألتحق
بالجامعة الرسميّة وأتابع دراستي تحت ضغط هائل، لأنني أدرك الصعوبات التي يعانيها
أبي لتحصيل أقساطي السنويّة. لطالما كنتُ أعتبر أنّ الأموال ليست مهمّة وأنّ
الأخلاق والثقافة تأتي في المرتبة الأولى، حتّى كبرت وعرفت أنّ الحياة تقسو على
الفقراء، فلا يحقّ لي أن أحلم بوظيفة راقية لأنّها لا تُدرك إلّا بتوصية من أحد ما.
أشعر أنّنا نحن الفقراء لا يحقّ لنا أن نحلُم أصلاً!
لطالما كنت شاباً طموحاً، كنت آمل أن أدخل الجامعة وأتخرّج بعد أربع سنوات وأؤسّس
أسرة جميلة، ولكنني أنظر إلى وضع إخوتي الشباب الأكبر سناً، فقد تخرّج الأوّل ولم
يجد وظيفة مناسبة، أمّا الثاني فيعمل خارج مجال تخصّصه. أختي، أيضاً، تركت دراستها
وتعمل في محلّ لبيع الألبسة ولا تكاد تحصّل مصروفها. النماذج التي تحيط بي كلّها
تدفعني إلى اليأس.. لست أعرف ما الذي ينتظرني. وأقسى ما أخشاه أن يكون المستقبل
أسوأ من الحاضر!
الصديق هاني، للأسف إنّ الأوضاع الاقتصاديّة لا بدّ تؤثّر على طبيعة حياة الفرد
واهتماماته، كما إنّها تؤمّن قدراً معيّناً من راحة البال. ولكنّ نماذج الأشخاص
العظام الذين بدأوا حياتهم فقراء وأسّسوا أعمالاً رائدة أكثر من أن تعدّ، ويمكنك
ببحث سريع أن تتعرَّف إلى تجاربهم. ولذلك نقدّم لك مجموعة من النصائح تزيل عنك بعض
الهموم وتساعدك على التفكير بطريقة مختلفة:
1- لا تُسقط تجارب الآخرين على تَجربتك الخاصّة أو ترسم مستقبلك بناءً على حاضر
إخوتك.
2- أنتَ شابّ طموح وأمامك بضع سنوات لتبدأ مرحلة الإنتاج، فلا تدع اليأس يتسلّل إلى
قلبك ويقتل طموحك.
3- يمكنك أن تعمل بوظيفة متواضعة على أن لا يؤثّر ذلك على تحصيلك العلميّ ولتكون
بمثابة مبادرة منك فتعين والدك وتؤمّن جزءاً من مصروفك.
4- التحصيل الثقافيّ أساسيّ بالنسبة إلى الشباب، لأنّك من خلال مخزونك الثقافيّ
ستكون فُرصك بالعمل أوفَر من الآخرين، فلا تحتاج توصية من أحد.
5- ثابِر على الصلاة في وقتها وعلى صلاة الفجر بالتحديد، ولا تستهن بالأعمال
والأذكار التي تزيد في الرزق فأثرها كبير ومهمّ.
6- اسعَ إلى رضا والديك واسعَ إلى بثّ الروح الإيجابيّة في منزلك. ولا تنسَ الله
خالقك، توجّه إليه واطلب منه... إنّه قريب يجيب دعوة الداعي إذا دعاه.