مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

مع الإمام القائد: الدولة الكريمة


من كلام للإمام الخامنئي في أسبوع الحكومة الإسلامية قال:
بسم الله الرحمن الرحيم

إن النقطة الأساسية فيما يخص حكومة الجمهورية الإسلامية هي: أن هذه الحكومة هي نموذج من تلك الدولة الكريمة التي ورد ذكرها في آخر دعاء الافتتاح، والتي دعونا الله سنين طويلة أن يرزقناها "تُعزُّ بها الإسلام وأهله وتُذلُّ بها النفاق وأهله" وإلى آخر الدعاء.

وبالطبع فإن المصداق الأكمل لتلك الدولة الكريمة سوف يتحقق حتماً في عصر دولة الإمام المهدي أرواحنا له الفداء، إلا أن المهم. في هذا الوقت الذي أُلقيت فيه المسؤولية على عاتقنا. أن يكون فينا أثر ومعلم من معالم تلك الدولة الكريمة. وإنني أرى مثل هذا المعلم في حكومتنا، ويمكن للإنسان أن يشاهد من خلال مجموعة القائمين على الأمور في البلاد آثاراً من خصوصيات الدولة الكريمة، ومن ناحية أخرى يجب أن ننتبه إلى ضرورة زيادة تلك المعالم والآثار وظهورها في البلاد وفي إدارة شؤون الدولة.

وقد لاحظت من خلال التدبُّر في القرآن وفي الروايات أخيراً أنَّ المعيار الذي تؤكّد عليه الآيات والروايات أكثر من أي شيء آخر. حتى من الإسلام نفسه. هو مسألة التقوى، فالتقوى هي التي تُرشد الناس. منذ بداية تديّن الفرد أو المجتمع. إلى قبول دين الحق والاستجابة للأوامر الإلهية؛ ولذا يصف الباري عزَّ وجلّ القرآن الكريم بأنه ﴿هدىً للمتقين. فإذا كنا نمتلك التقوى فإن القرآن سيكون هادياً لنا، والتقوى بالنسبة للإنسان المؤمن هي عبارة عن الرعاية الدقيقة للموازين الدينية. ومن الممكن أن تكون التقوى موجودة لدى الإنسان غير المتديّن، إلا أن تقواه تلك ليست تقوى دينية، ولكنها شيء حسن في حدِّ ذاته، فالتقوى تعني: الاجتناب عما يكون سبباً لهلاك الإنسان والإضرار به وسقوطه، وهذا الاجتناب هو الذي يسمّى "تقوى".

ومن البديهي أن الإنسان عندما يريد الاجتناب عن شيءٍ ما فإنّ اجتنابه ذلك مستند على أُصول ومعايير معيَّنة ومرتكز على مبنى فكري يؤمن به! ولهذا قد تجد استناداً آخر. واستناداً إلى من قوي آخر. لا يكتفي بعدم الاجتناب عن ذلك الشيء بل يمارسه وينجذب إليه، إذاً فالمبنى الذي تستند إليه التقوى عند الإنسان المتديّن هو الدين. والتقوى الدينية تعني أن الإنسان أينما حلّ يجب عليه أن يكون مراقباً لنفسه لكي يصونها من الانحراف عن الطريق الصحيح، ويجب أن تكون تلك المراقبة شاملة لجميع الأعمال التي يمارسها الإنسان ولا سيما الأعمال المهمة والأمور التي تعتبر معلماً في حياة الناس، وبالأخصّ لمسؤولي الدولة فيما يمارسونه من أمور ترتبط بإدارة شؤون البلاد.

فيجب على الإنسان رعاية الموازين الدينية في جميع تلك الشؤون، أن يرى ما هي الأمور التي تنسجم مع الأُسس الدينية وتجلب رضا الله سبحانه وتعالى، فيأخذ بها من دون أية مجاملة، ويلاحظ الأمور المخالفة لرضا الباري عزّ وجلّ فيتركها، وهذا هو المعيار الأساسي، وهذه هي خصوصيات الدولة الكريمة الحقيقية والكاملة.
وبالطبع إن رعاية التقوى بهذا المعنى هو عملٌ شاقٌّ ويستلزم الدقَّة والحساسية المستمرة في مقابل الانحرافات وتجاوز اللذائذ والأهواء النفسية وتجاوز الصداقات والمجاملات وتحمُّل بعض الضغوط والمتاعب.

وبالرغم من أنّ الإنسان سينال التوفيق والنجاح في نهاية هذا المطاف، إلا أن سلوك هذا الطريق يشوبه كثير من المشاق والصعوبات، ولأجل تذليل تلك الصعوبات أمام الإنسان فقد بيّن لنا الباري عزّ وجلّ في القرآن الكريم بعض نتائج وآثار الالتزام بالتقوى؛ لكي نعرض أن تلك المتاعب والصعوبات ستكون لها ثمرة طيبة، ولكي نعرف أنَّه عندما يكون التوفيق هو النتيجة لالتزام التقوى فلا بأس أن يكون ثمنها تحمّل تلك المشاق والمتاعب.

وإحدى تلك الآيات. التي بيّنت ثمرة التقوى. هي الآية التي سأستعرض مضمونها في هذا المجال  ﴿ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا ، فلسان هذه الآية المباركة هو لسان عام. طبعاً حينما يقوم الإنسان بمراجعة القرآن الكريم سيرى أن هذه الآية نزلت في مورد خاص وجزئي، ولكن لسانها يشير إلى مفهوم ودليل عام ولا يوجد فيها أي تخصيص. فمضمون هذه الآية يشير إلى أن كل من يسلك طريق التقوى فإن النتيجة سوف تكون بالنسبة له ﴿يجعل له مخرجاً أي: أنه سوف لن يصل إلى طريق مسدود في حياته، وهذا الأمر لا استثناء فيه، ومن البديهي أن ذلك المخرج الذي توفّره التقوى للإنسان يتناسب مع الهدف الذي يبتغيه ذلك الإنسان.

افترضوا أن إنساناً يركب في طائرة أو سفينة ويريد الذهاب إلى مكان ما، فإذا قام ذلك المسافر بإعداد مستلزمات السفر بشكل جيّد فإنّه سيصل إلى هدفه ولن يقع في مأزق، أي أنه سوف لا يبقى في الطريق أو لا يغرق في البحر، وهذا لا يعني أنه سوف لا يتعرض لمشاكل السفر في البحر، ولكن إعداد مستلزمات السفر "التقوى" سوف توفّر للإنسان مخرجاً يتناسب مع الهدف الذي يريد الوصول إليه.

فالإمام الحسين كان أتقى الأتقياء ولكنه استشهد، فمن الممكن أن يقول شخص: إذاً لماذا لم يتوفّر للإمام الحسين مخرج من المأزق الذي واجهه في كربلاء؟ والجواب: أن الإمام الحسين عليه السلام لم يواجه أي طريق مسدود في تحرّكه، والمخرج والفرج الذي حصل عليه كان يتناسب مع أهدافه. فهدف الإمام الحسين عليه السلام من الذهاب إلى كربلاء لم يكن الوصول إلى السلطة، بل أنه عليه السلام وفي مثل تلك الظروف الخاصة التي كانت تعيشها الأُمة أراد أن يعطي درساً خالداً لتاريخ الإسلام عما يجب فعله واتخاذه من موقف في مثل تلك الظروف التي يتعرّض فيها الإسلام للخطر؛ ولهذا فإن الإمام الحسين حقّق هدفه ونجح في تعليم الأمة ما يجب اتخاذه من مواقف.

إذاً لم يكن هدف الإمام الحسين عليه السلام هو تجنّب الشهادة، فالشهادة كانت تعدُّ فوزاً عظيماً لأمثال الإمام الحسين عليه السلام.
وبالطبع لو كان هدف الإمام الحسين عليه السلام هو تجنّب الشهادة لكان يلزمه اتّخاذ بعض التدابير التي لو عمل بها. بمعنى إعمال التقوى التي يستلزمها هذا الأمر. فسيكون له مخرج من دون أي ريب.
وبطبيعة الحال فإنَّ العمل بالمستلزمات يجب أن يكون عن الطريق الشرعي والصحيح؛ لكي يصدق عليه تقوى الله سبحانه وتعالى.

وأنتم في أي طريق كنتم سائرون إذا راعيتم الأمور التي قرّرها الباري لهذا الطريق وهذا الهدف فلن تصلوا إلى طريق مسدود، ولن يواجهكم أي مأزق. افترضوا أننا نريد إدارة شؤون البلاد على نحو يمكن فيه تأمين دنيا الناس وآخرتهم؛ لأننا لا نريد إصلاح الدنيا للناس فقط، بل نريد تأمين الدنيا والآخرة معاً، فلو كنا نريد إصلاح الدنيا للناس فقط ولم يهمنا أمر آخرتهم لم تكن نواجه بعض المشاكل التي نواجهها الآن، ولكانت مهمتنا أيسر مما عليه الآن.

ولكن حينما يريد الإنسان الحفاظ على دين الناس وإعمار دنياهم فسوف تكون مسؤوليته أكبر وأثقل، ولكن الباري عزّ وجلّ بيّن لنا سبيل حمل هذه المسؤولية الثقيلة. ومن البديهي أن الوصول إلى الهدف المنشود من خلال هذا الطريق سيكون أبطأ؛ لأن العمل سيكون أصعب وتعترضه مشقات أكبر، ولكن حينما نقوم برعاية الأُسس اللازمة لطيّ هذا الطريق فإنَّنا سوف لن نصل إلى طريق مسدود، أي أننا سنصل إلى الهدف من دون ريب. صحيح أن زمن الوصول إلى الهدف المنشود سيكون أطول ويستلزم تحمُّل مشقات أكبر وغضّ النظر عن شهوات ولذائذ أكثر. وهذا أمر لا شك فيه إلا أن تقيّدنا بمقرّرات هذا الطريق سوف يوصلنا إلى الهدف المنشود حتماً، فالتوفيق والسعادة تكمن في طريق يُراعي فيه الإنسان تقوى الله عزّ وجلّ.

وبعد ذلك تقول الآية الكريمة ﴿وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ، ففي مثل هذا الطريق تختل. في كثير من الأحيان. المعادلات المادية السائدة التي يخطط لها الإنسان بواسطة العقل المادي فقط. يعني أن الله سبحانه يفيض على الإنسان السائر في هذا الطريق ويُعينه بطريق لم يكن يحتسبه أبداً، وبعد هذا تقول الآية المباركة ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا، أي لا يأخذكم العجب، فإن الإنسان إذا ما توكّل على الله فإن الله سوف يكفيه وينزل عليه العون والمساعدة. وفي آية أخرى يقول الباري عزّ وجلّ ﴿أليس الله بكافٍ عبده، فجميع المشاكل التي يعاني منها المنحرفون عن طريق الدين في العالم ناشئة من عدم فهمهم لهذه الأمور﴿َلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ. فهؤلاء يتصورون أن الله غير كاف عبده، وأنه لا بد أن يكون إلى جانب الباري عزّ وجلّ شيء آخر حتى يتمكن الإنسان من الوصول إلى هدفه، وهذا هو موضع الخطأ عندهم، وإن جميع مشاكل الذين يطرأ خلل على تقواهم؛ هي عدم إدراكهم أن امتلاكهم التقوى سيمنعهم من الوصول إلى طريق مسدود، وسوف يتمّ إنقاذهم وفقاً للهدف الذي يتحركون من أجله، وأنّ الباري سينزل عليهم العون والمساعدة من طريق لم يحتسبوها. فعدم إدراك هؤلاء لهذه الأمور هو الذي يجعلهم ينحرفون عن طريق التقوى.
وقد يحصلون في حال انحرافهم عن طريق التقوى على بعض اللذائذ والنجاحات المؤقتة، إلا أنهم سوف لن يصلوا إلى هدفهم النهائي أبداً.
فجميع الانحرافات التي وقعت في طريق الأديان الإلهية والأخلاق الحسنة والأهداف السامية منشؤها الأمر الذي ذكرناه.

إننا نعلم أن الله لا يقول إلا الصدق، وأنّ وعده حتمي الوقوع، ونحن لم نحصل على هذا العلم عن طريق الاعتقاد فحسب، بل حصلنا عليه عن طريق التجربة أيضاً.
وعلى هذا فهل يحقّ لنا عدم الوثوق بوعد الله الذي قال ﴿ومن يتوكّل على الله فهو حسبه؟ فكلّ إنسان يتوكّل على الله فإنّ الله يكون كافيه ولن يكون بحاجة إلى أحد أبداً. فهل يحقّ لنا أن لا نصدق بقول الله تعالى: ﴿ومن يتق الله يجعل له مخرجاً وفي مقابل ذلك قول: إن هذا الطريق مسدود ولا يمكننا التحرك، وإن الظروف العالمية تُحتِّم علينا اتخاذ خطوة مخالفة للتقوى، أي أننا نعرف أنها مخالفة للتقوى، فهل هذا الكلام منطقي؟ قطعاً إنه ليس منطقياً، فإن الباري عزّ وجلّ يقول: ﴿ومن يتّق الله. فلا تجاملوا أحداً ولا تعيروا أهمية لطلبات بعض الناس غير المنطقية، اعرفوا ما هو تكليفكم الشرعي واعملوا به وفقاً للضوابط والقيود الموجودة.
كما أنَّ عليكم العمل بصمود وقوّة ورفعة رأس.
 

تذكَّر مرة أننا كنا في زيارة للإمام قدس سره برفقة سماحة الشيخ الرفسنجاني ومجموعة من الأُخوة الآخرين وفي الأثناء سألت الإمام قدس سره (منذ متى تبلورت في ذهنكم فكرة إقامة الحكومة الإسلامية) بالطبع. إن الإمام كان قد درّس مبحث ولاية الفقيه سنة 1347 ـ إلا أن مقصودي هو هل إنه فكّر في هذا سنة 1342. فتأمّل الإمام فترة ثم أجاب (في الحقيقة إنني لا أتذكر منذ متى تبلورت هذه الفكرة في ذهني، إلا أنني كنت وفي أية فترة من الفترات أرى ما هو واجبي الشرعي فأعمل به إلى أن وصل الأمر إلى هذا الحد)، يعني: أن كل أمر كان الإمام يشعر بأنَّ مسؤوليته الشرعية القيام به كان يبادر إلى العمل به من دون تردّد. في حين أنَّ الإنسان عندما ينظر من بعيد كان يتصور بأنَّ الإمام يعمل وفقاً لأدق الخطط وأبعدها مدىً، بينما هذه هي خصوصية العمل وفق التكاليف الشرعية، وحقاً إنَّ هذه هي معالم الطريق التي تقول للإنسان أنظر إلى هذه العلاقات وواصل طريقك ولا تلتفت إلى باقي الأُمور، فإنَّ هذه العلامات هي التي ستدلّك على الطريق حتى نهايته. ويجب أن أُلفت أنظاركم. أيها الأخوة الأعزاء. بأننا إذا أردنا تعميق روح التقوى في نفوسنا فيجب علينا مجالسة أهل التقوى؛ لأن هذه إحدى الطرق المهمة جداً، وإننا إذا جالسنا أهل التقوى فإن تلك الحالة ستسري إلينا. وهذا المعنى يجري في كل الأمور، فالمجالسة شيءٌ عجيب حقاً. والبعض يجالس بعض الناس الذين لا يعرفون هذه الأُمور من الأساس فتسري إليهم بالتدريج تلك الصفات والخصال نفسها. فالخصوصيات تؤثّر تدريجياًفي النفس ولا سيما إذا كان الإنسان الذي نجالسه يمتلك جانباً مؤثّراً ولديه بعض المرجّحات.

ولهذا نشاهد أحياناً بعض الناس يغفلون عن أصغر المسائل الدينية. مع العلم أنّهم من الناس الطيبين كما يدلّ عليه تاريخهم؛ والسبب في ذلك أن جلساءهم جلساء سوء، فالمجالسة والمعاشرة هي أمورٌ في غاية الأهمية، فعليكم بمعاشرة ومجالسة أصحاب التقوى والناس المتدينين.
وإذا كانت أجواء عملكم تضطركم إلى معاشرة ومجالسة الناس البعيدين عن التقوى فعليكم الإكثار من مجالسة المتّقين والأبرار، ولا أقصد بهذا معاشرة كل من يدّعي الالتزام بالتقوى بل يجب معاشرة ومجالسة المتّقين الحقيقيين.

وكما أكّدت لكم أن من الحسن مجالسة أُسر الشهداء والمعلولين وتركيز العلاقة معهم، ولا سيما زيارة روضات الشهداء التي تعتبر من الأعمال الحسنة جداً. فهناك سيرى الإنسان النتائج القيّمة لزيارة تلك الروضات المباركة، وإذا ما قمتم بهذه الأُمور. التي ـ ذكرناها ـ فسوف تزداد كثيراً نوعية وسرعة الحركة العظيمة التي تقومون بها أنتم وزملاؤكم في الحكومة.
وإلى جانب هذه الأعمال فإن المراقبة والمحاسبة ومقارنة اليوم بالأمس في أعمالكم الفردية. المقصود وجود روح التقوى في أعمالكم ولو كانت أعمالاً عامة. مثلاً هل أن الأعمال العبادية التي كنتم تمارسونها في العام الماضي تمارسونها هذا العام أيضاً أم لا؟ وهل قلت أو كَثُرت؟ وهل تحسّنت نوعيتها أملا؟ هل ازداد مقدار ما كنتم تتلونه من القرآن أم نقص؟ وهل أن كثرة المشاكل تمنعكم من تلاوة القرآن أن على الرغم من وجود تلك المشاكل فإنكم تجدون فرصة لتلاوة القرآن بتدبُّر وتفكُّر؟ وهل أن عدد الأشخاص المؤمنين ومن أبناء حزب الله والمعروفين بالتديُّن والالتزام ازداد هذه السنة في محيط عملكم أم نقص؟ لأن هذه المسألة من المسائل التي نتوقعها منكم بشكل دائم. إذاً فهذه أمور يجب الاهتمام بها في موضوع المحاسبة والمراقبة.

وأما بمناسبة أسبوع الحكومة فإن هناك نقطة يجب. برأيي. على كل مطلع أن يتحدث عنها بهذه المناسبة، وتلك النقطة هي النجاحات التي حقّقتها الحكومة. وأنا أيضاً أرى من واجبي التحدث في هذا الموضوع فالقرآن الكريم يقول: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِين  وهذا البخس يجري حتى في مسألة العمل والخدمات. فالذين يجهدون في أن يُقلّلوا من قيمة خدمات وأعمال الحكومة يمارسون. في الواقع. ظلماً كبيراً جداً. فالإنسان يسمع من أفواه البعض كلاماً هو كلام الأعداء في حقيقته ومثل هؤلاء الأشخاص غافلون حقاً. فنحن مطّلعون على الإعلام العالمي ونقرأ صحفهم ونعرف من الذي تكلم بهذا الكلام وفي أي مكان من العالم، ولهذا فنحن نعرف المصادر التي تنطلق منها هذه الكلمات ونعرف من الذي يوحي بها، فهي من إيحاءات الصهاينة في غالب الأحيان، والصهاينة هم من أخبث القائمين على وسائل الإعلام في العالم. ليس المقصود إذاعة الدولة الفلانية المزيّفة والكاذبة، بل المقصود وكالات الأنباء الصهيونية الموجودة في العالم، ذات التأثير الكبير والتي تبثّ أخبارها إلى محطات الإذاعة والتلفزيون في جميع أنحاء العالم.
 

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع