ديما جمعة فوّاز
السلام عليكم. اسمي حنان وعمري 17 عاماً، أنا الصغيرة في عائلةٍ مؤلَّفةٍ من ثلاث
شقيقات وشابّين. مشكلتي تتلخّص في كوني «أنا مشكلة أهلي»، حسب تعبير إخوتي،
وتعبيرهم هذا آلمني. أعرف أنّني أواجه الكثير من التحدّيات في حياتي، وأنّني أعاني
من صعوبات تعلّميّة، فأنا متأخّرة عامين عن صفّي نسبة لباقي رفاقي. والسبب في رسوبي
هو تغيير مدرستي أكثر من مرّة في الأعوام السابقة نتيجة تغيير سكن أهلي، ورغم ذلك
فإنّني أنجح منذ أربعة أعوام ولله الحمد.. كما أعترف أنّني أنجح بصعوبة، وبعد تعيين
معلّمتين خاصّتين تُكلّفان والديّ أموالاً كثيرة ولكنّني أعمل بجهد كي أستغني عن
خدماتهما.
ومؤخّراً، تقدَّم شابّ لخطبتي، واعتبرته مناسباً، ولكنّ أخي الكبير لم يعجبه ورفضه،
وحين عبّرت عن رأيي عاملني بشيء من الكراهية، وأحسست أن لا أحد في هذا المنزل
يفهمني أو يحبّني وأنّني مشكلة عائلتي الأساسيّة، إذْ بدأت أختي تعدّد كيف أسبّب
الألم لقلب أمي نتيجة شخصيّتي المتمرّدة، وكيف تخجل من أن ترافقني في الزيارات
العامّة لأنّني لا أملك اللّياقات المناسبة للزيارات الاجتماعيّة! فاجأني كلامها
الذي أكّد عليه أخي معتبراً أنّ أبي أيضاً أصبح يعاني من مرض السكّري والضغط نتيجة
مشاكلي المدرسيّة وطلباتي التي لا تنتهي!
لا أدري كيف أتصرّف، أشعر أنّني وحيدة. أرجو أن تساعدوني!
الحل
الصديقة العزيزة حنان، نشكُر ثقتك بنا ومشاركتنا مشكلتك. ولكن دعينا منذ البداية
نميّز بشكل أساسيّ بين نظرة إخوتك وحقيقة الأمور. فإخوتك يمكنهم أن يقولوا ما
يشاؤون، وكلامهم هو مجرّد رأي يحتمل الخطأ وعدم الدقّة. فاعتبار أخيك وأختك أنّ
والدتك تخجل من مرافقتك، مثلاً، فرضيّة يمكنك مصارحة والدتك بها لتعطيك انطباعها
الصحيح. أمّا إلصاق أمراض والدك المزمنة بك فهو افتراء واضح نوعاً ما! ولا داعي لأن
تظلمي والديك في الأخذ بكلام أخويك فقط دون سؤالهما.
لذلك، عليك اتّباع الخطوات التالية:
1- تحدّثي مع والديك بهدوء واستمعي لرأيهما.
2- تأكّدي أنّ جميع مَن في المنزل يحبّكِ كثيراً، والدليل هو رفض الأسرة للعريس
الذي تقدّم لخِطبتك لأنّه لم يكن مناسباً، وهذا يعني أنّهم يسعون دوماً لما فيه خير
لك وسعادة.
3- لعلّ إخوتك قد حاولوا من خلال كلامهم الجارح أن يستفزّوا لديك إرادة التغيير
والتقدّم، فأخطأوا في حساباتهم وسبّبوا لك الألم.
4- ركّزي على دراستك وتأكّدي أن إخوتك حين كانوا في مثل عمرك سبّبوا الكثير من
المشاكل لوالديك، ولكن الإنسان غالباً ينسى أخطاءه.
5- نصيحتي لك، في الختام، أن لا تفكّري بالزواج أو الارتباط قبل التخرّج من المدرسة،
كي تكون شخصيّتك قد أمست أكثر نضجاً ووعياً.