صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

احذروا فتنة الصيف وإلا فعلى أبنائنا السلام

يوسف الشيخ


درج الشرقيون عموماً واللبنانيون خصوصاً في السنوات الخمس عشرة الأخيرة على إحياء فصل الصيف بطقوس خاصة وبأذواق غريبة..

فالصيف في عرف عدد لا بأس به من اللبنانيين هو فصل اللهو، للعامل والموظف، وفصل الحرية غير المقيدة للطلاب، وفصل العطلة الطويلة في المصايف للعائلات ولأنه فصل "الحر" فإن للجميع حججهم وأعذارهم وأذواقهم الخاصة في تكييف أنماط معايشهم!! خلافاً للطبيعة الإنسانية في بعض الأحيان وتمرداً على حدود ترعاها اللياقات والأعراف في المجتمع اللبناني.

ويشكل فصل الصيف للعوائل اللبنانية المحافظة، سلسلة من المشاكل والإحراجات لما يحمله من فنون الانحلال والتخلي عن كل ما يمت للتوازن بصلة فهي أشهر لاستباحة العديد والعديد من الحريات وكرامات البر بدءاً من الشارع وصولاً إلى البيت مروراً بالمصيف والعمل ووسائل الإعلام المرئية التي تحتفل بحلول الصيف على طريقتها الخاصة.

وتشارك بعض أسس وهياكل هذا البلد الاقتصادية بجانب هام من المسؤولية ولا سيما أن القيمين عليه من أهل السلطة يصنفونه في خانة البلدان السياحية والخدماتية المفتوحة على كل شيء، كرمى لعين السائح الذي يأتي "عابثاً ولاهياً وضارباً الأعراف والقيم بعرض الحائط".
كما أن نظام الحرية المطلقة وغير المشفوع بالرقابة الأخلاقية العامة يسهم بشكل غير مباشر بانحلال بعض المجتمع الذي يرى في الصيف محطة لتمرده على التقاليد والأعراف المقدسة في الدول الشرقية.
وسوف نستعرض في هذا التحقيق بعض النماذج لاستشعار حجم الخطر الداهم التي اخترناها بشكل عشوائي حتى لا نتهم بأخذ موقف سابق وتركيب التحقيق على أساسه.

أ) وسائل الإعلام المرئية:
- حدث ولا حرج ولا سيما أن المبدأ الرئيسي للترويج في غالبية هذه الوسائل هو الاعتماد على العنصر النسوي في كل شيء، ويتحول هذا المبدأ إلى عنوان رئيسي للصيف في التلفزيونات اللبنانية من حيث التعري والابتذال اللاخلقي في ترويج أفكار ومشاريع وسلع صيفية تختلط فيه الإشارات الفاضحة مع الإيحاءات الساقطة، وليعذرنا القارئ الكريم لأننا أحجمنا عن طرح أمثلة ونماذج حتى لا نخدش حياءه..

ب) في المصايف الريفية:
- جرت العادة أن تذهب العوائل المقيمة في العاصمة وفي المدن الرئيسية إلى قراها الريفية أو إلى مصايف معينة ريفية في الغالب، وذلك بعد عطلة المدارس والجامعات هرباً من حر ورطوبة الساحل وابتغاءً لراحة طويلة بعد عناء 9 شهور من صخب المدينة ومشاكلها وهذه العادة التي كانت تعني في السابق اجتماع الأقارب وأهل البلدة الواحدة بدأت تشكل (مع التراجع الأخلاقي في المدينة) عامل تخريب لأصالة القرية التي تغلب على أهلها صفة المحافظة المجبولة بفطرة دينية غالية الشفافية.

ج) على البحر وفي المسابح الخاصة والعامة:
- جرت العادة أيضاً أن تجتمع مجموعة من الشبان والشابات للتوجه إلى البحر وإلى المسبح الذي يغدو ينبوع الرذيلة مصدّراً للعري إلى الشوارع متوزعاً بأجساد محروقة (بزيت خاص) بأشعة الشمس والطريف هنا أن الذين واللواتي يتعرضون لحمام الشمس هذا يرفضون ستر أجسادهم وأجسادهن داخل أسوار المسبح أو الشاطئ بل يجتاحون بها الشوارع والطرقات ويقصرون من الثياب قدر الإمكان حتى يعرضون آثار ما يسمّى بالبرونزاج في حفلة استعراض ممجوجة ومبتذلة في كل مكان.

وللميسورين أيضاً طرقهم الخاصة بارتياد المسابح والشواطئ خلال الصيف إذ يخصص المقاولون وأصحاب هذه الأماكن شققاً وغرفاً بحرية مفروشة ومخصصة لكل من يرغب بإقامة فصل الصيف على الشواطئ وقد سجلت الأجهزة المختصة عشرات حالات الزنا والشذوذ خلال فصول الصيف الماضية مسرح جريمتها هذه الشقق التي تسمى شاليهات وطرفاها ميسورون وسابحات أو سابحو الشواطئ!!.
كما أن بعض هذه المرافق كانت محطة للتجنيد الاستخباراتي لصالح العدو الصهيوني وجرى الكشف عن عدة شبكات متورطة مع الموساد الصهيوني في عدد من المنتجعات البحرية والممتدة على الشاطئ اللبناني.

وكلنا سمع تلك القصة التي هزت الضمير اللبناني عام 1991 عندما باع قيمون على أحد المنتجعات السياحية الجنوبية الثياب الداخلية لإحدى المطربات بالمزاد العلني بعشرة آلاف دولار.
ويضاف إلى ذلك نمط من أنماط الرحلات الطويلة التي تستمر ليومين أو ثلاثة والتي يجري فيها التخييم على الشواطئ ويكون أفرادها في سني المراهقة المتوسطة، ومنشأ هذه الرحلات داخلي ذاتي متأثر بالتقليد لأفعال مشابهة تزدهر في الغرب ويتعلم فيها الأحداث بعيداً عن الرقابة آفات منكرة وتسهم أجواء هذه الرحلات بكسر حاجز الحرام بين أفراد مراهقين ومنكرات في متناول أيديهم ليس أقلها (معاقرة الخمرة وارتكاب الأفعال الفاحشة) وثمة شواهد على أن عدداً من الأحداث سقط في الهاوية مرتكباً أعظم الذنوب لأول مرة في حياته خلال رحلات كهذه، إما بداعي الحياء من رفقاء سوء سبقوه إلى ارتكاب هذه المعاصي أو بداعي التحرر بعدما أصبح تحت سيطرة مجموعة من الفوضويين مدّعي التحضر!!.

د) المخيمات الصيفية:
- هذه العادة جاءت من وراء البحار وتبدو وكأنها القانون الوحيد لصيف لبنان في نظم الجماعات التي تنظمها، وتسمى المخيمات الصيفية الشبابية المختلطة وتنعقد أواصرها مع تفتح وريقات حزيران الأولى، وتنظم هذه المخيمات في غالبية الأحيان منظمات شبابية لها امتداد خارجي، تختفي تحت عناوين.
ولا يخفى على أحد هدف وضع الاختلاط في كل شيء ضمن شروط الانتساب إلى هذه المخيمات ومنها توزيع الأعضاء من الجنسين على خيام نوم واحدة، وحيث يمكن لكل جنود إبليس اللعين أن يجلسوا ويستريحوا في وسط هذه المخيمات بين أعضائها الذين تتراوح أعمارهم بين الـ (17 و22 عاماً) وتكون الحياة في هكذا مخيمات في مناطق بعيدة عن الأماكن المأهولة ومن أهدافها (تذويب الفروق بين الجنسين - تأهيل المشاركين على حياة اجتماعية حقيقية بعيعدة عن تعقيدات وقيود المجتمع - وضع أسس جديدة للعلاقات بين الشباب).

هـ) الحفلات الصاخبة:
غالباً ما تقام بشكل شبه يومي على سطوح البنايات وفي ساحات مخصصة ويجتمع فيها الشاب من الجنسين ليمارسوا هواية الجنون المنظم والإزعاج العبثي قفزاً وركضاً وصياحاً منكراً على أنغام الموسيقى الأجنبية الصاخبة، نكاية لكل سكان العمارات القريبة الذين يئنون تحت أصوات الحفلات وعربداتها ويضطرون إلى إغلاق الأبواب والنوافذ وسد كل مسارب الصوت والجلوس تحت حر الصيف اللاهب.

و) في الشارع:
- في الشارع تتعاظم خلال فصل الصيف عمليات الاعتداء الكلامي المبتذلة على كرامات وأعراض كل أنثى تمر من ناحية معينة في شارع أو حي شعبي تسمى "الملطش" ويجتمع فيها عادة مجموعة من المراهقين وما إن تمر الأنثى مهما كانت حشمتها حتى تبدأ الكلمات والتعبيرات البذيئة التي ترشقها من كل جانب.
وقد يكون بعض هذه الإناث أيضاً سبباً لفتنة الشارع أو الحي ولا سيما أن بناتنا اللاتي لم تصل إليهن نعمة الحجاب بعد بتن يقلدن الغربيات في كل شيء فتمسي الواحدة منهن (هداها الله) وتصبح على التلفزيون تترصد أشكال الممثلات الغربيات وتقلدهن في المشي واللباس والشكل وحتى في اللكنة أمام استحسان الأهل الذين يشجعونها لأنها تشبه فلانة أو فلانة، وغالباً ما تحمل هذه الفتاة كل ما تتعلمه عن الشاشة إلى الشارع وهناك تحل البلايا والفتن!!.
بعد هذا العرض العشوائي ترى بأنه لا بد من إيجاد زاجر ورادع أخلاقي وديني وعرفي يعيد تسديد القيم والأعراف المشتركة لدى كل الملل والنحل في هذا البلد المقاوم، ولا بد من حملة للحد الواعي والممنهج والدقيق لهذه الظواهر الخطرة التي تختصر جانباً من الفراغ الكبير الذي تتخبط فيه أجيالنا.

إن ترك الأمور على ما هي عليه قد يؤدي بخلاصة هذا المجتمع الذي أذل شبابه "إسرائيل" والسبيل الوحيد لدخول هذا العراك يكمن بتحمل كل مخلص مسؤوليته تجاه نصح وإرشاد المتحيزين عن جادة الصواب التي تقرها ابسط الأعراف المشتركة ويمثل وسائل الإعلام وأدوات الوعظ أساسيات في هذا المجال وإلا فعلى أبنائنا السلام.
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع