نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

قرأت لك: تحروا الدقة في الاختيار



يعد الزواج أمراً مهماً ومصيرياً يترك النجاح فيه أو الخيبة تأثيراً كبيراً على مستقبل الشخص، والزوجة الصالحة تؤمن السكن والطمأنينة والاستقرار وتمهد لتنمية الاستعدادات الباطنية والرقي والتكامل.
وبالعكس فإن الخيبة في تجربة الزواج تؤدي إلى القنوط وتمنع من انطلاق الاستعدادات نحو التكامل.
ولا يعمل الطلاق في الزواج الخائب على حل المشكلة، لأنه أمر عسير يستتبع العشرات من المشاكل.
ولهذا يلزم الشاب أن يتحرى الدقة في اختيار الزوجة ويفكر بعواقب الأمور.
قال أبو عبد اللَّه الصادق - عليه السلام: أنما المرأة قلادة، فانظر ما تتقلده، وليس للمرأة خطر لا لصالحتهن ولا لطالحتهن.
فأما صالحتهن، فليس خطرها الذهب والفضة، هي خير من الذهب والفضة.
وأما طالحتهن، فليس خطرها التراب، التراب خير منها.
وقال إبراهيم الكرخي، قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: أن صاحبتي هلكت، وكانت لي موافقة وقد هممت أن أتزوج.
قال لي: "انظر أين تضع نفسك ومن تشركه مالك وتطلعه على دينك وسرك".
وقال علي بن موسى الرضا عليه السلام: "ما أفاد عبدٌ فائدة، خيراً متزوجة صالحة إذا رآها سرته وإذا غاب عنها حفظته في نفسه وماله". وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "أعوذ بك من زوجة تشيبني قبل أوان مشيبي".
على كل حال، فإن اختيار الزوجة (وكذا الزوج) هو ليس كابتياع الثوب، فإنك تريد أن تعيش معها طوال عمرك وتجعلها موطن أسرارك، ففي العجلة الندامة، ولربما اضطررت بسبب العجلة وعدم تحري الدقة الكافية إلى أن تقضي عمرك في المشاكل والآلام.

تمعنوا في الرسالة التالية التي كتبتها إحدى السيدات:
تزوجت قبل سنة واحدة تقريباً شاباً لم أكن اعرف عنه شيئاً، فقد جاء إلى منزلنا مرتين دون أن أملك الجرأة الكافية على النظر إليه بدقة لأرى إن كان الحب سيحل بيننا بعد إجراء مراسم العقد.
ولكن - ومع الأسف - رأيت أنني لا أكن له أي حب بعد إجراء العقد ومجيئه إلى بيتنا.
ففاتحت أسرتي بالأمر، إلا أنهم عارضوني بشدة، وقالوا: ستحبينه فيما بعد. وها قد مرّ على زواجنا عام واحد، وأصبحت لا أطيق النظر إليه، وهو يعلم أنني لا أحبه، لكنه يقول لي: إنني أحبك، وليس من المهم أن تحبيني، ولن أطلقك أبداً.
وها أنذا أتعذب، وقد فكرت بالانتحار عدة مرات لكني خشيت اللَّه، وأصبحت الحياة بالنسبة لي جحيماً لا يطاق، ولا أدري ماذا أفعل، غاية رجائي منكم أن تقولوا لأمثال هؤلاء الرجال: أن لا يفكروا بأنفسهم فقط، ويصروا على مواقفهم، فرغم أن الذنب ذنبي حينما وافقت على الزواج دون تحرّي الدقة الكافية، بيد أن الإنسان يخطئ ثم ينتبه إلى خطئه، والحياة ليست يوماً أو يومين وإنما هي عمر من الزمن، وعلى الزوجين أن يتبادلا الحب والاحترام، فإن لم يتبادلوا بالحب، فلا يصرا على استدامة الارتباط بالراغب عنهم، لأن هذا الإصرار سينتهي بضرر الطرفين كليهما.

وقال أحد السادة في رسالة كتبها بهذا الشأن: أوصي الشباب باختيار الزوجة ببصيرة تامة، ليستطيعوا تشكيل أسرة سعيدة وتقديم أبناء صالحين إلى المجتمع من خلال التفاهم والحب المتبادل.
فمجتمعنا أحوج ما يكون إلى الشباب الصالحين، وليس من الصحيح أن يقوم الزواج على أساس الشفقة والترحم، لأن مثل هذا الزواج لا يؤدي إلى عاقبة محمودة في الأغلب، ولينصب السعي في الزواج على اعتماد القيم الإسلامية كمعايير تؤخذ بنظر الاعتبار.

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع