صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين آخر الكلام | الضيفُ السعيد الافتتاحية| الأمـومـــة... العمل الأرقى  الشيخ البهائيّ مهندسٌ مبدعٌ في العبادةِ... جمالٌ مع الخامنئي | نحو مجتمع قرآنيّ* اثنا عشر خليفة آخرهم المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف* أخلاقنا | اذكروا اللّه عند كلّ نعمة* مناسبة | الصيامُ تثبيتٌ للإخلاص

قصة العدد : يا مهدي



إن هذه القصة التي بين يديك - قارئي الكريم - ليست قصة خيالية نسجها كاتب وحلّق في أجوائها أديب، وإنما هي واحدة من القصص التي صنعتها المقاومة الإسلامية المظفرة في لبنان. وقد أحسن فضيلة الشيخ كاظم ياسين صياغتها في كتاب له "قصص الأحرار".

والقصة هي هذه:
لم يكن يخطر ببال الاستخبارات العسكرية اليهودية أنها ستضطر يوماً ما لدراسة تاريخ الإسلام والتفتيش عن تواريخ المناسبات الإسلامية المهمة من وفيات وولادات للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وللصديقة الزهراء وأئمة أهل البيت عليهم السلام، بل انضم إلى ذلك المناسبات المستحدثة

كذكرى انتصار الثورة الإسلامية ويوم القدس وذكرى وفاة الإمام الخميني قدس سره أو ذكرى شهادة الشيخ راغب حرب أو السيد عباس الموسوي... كل ذلك لأن هذه المناسبات جميعاً أخذت مكاناً مميزاً في جداول عمليات المقاومة.. صحيح أنه من الممكن أن تنضج ظروف عمل عسكري قبل أوان المناسبة ولكن الشباب يفضلون عادة أن يكون في المناسبة القادمة تحية منهم لصاحبها وإن كانوا كثيراً ما يبادرون إليه بمجرد نضوجه..

في الذكرى السنوية لاستشهاد السيد عباس الموسوي استنفرت "إسرائيل" قواتها وعملاءها استعداداً لمواجهة ما يمكن أن تقوم به المقاومة تحيةً منها لسيد شهدائها.. ولم تكن المعلومات الآتية لغرفة عمليات المقاومة عن الاستنفار وحجمه لتثني الرجال عن تنفيذ ما صمّموا عليه رغم حالة الطوارئ هذه والتي قد تسبب عادةً خسائر.. وكانت العزيمة متجهةً نحو اقتحام موقع السويداء.. وكجسم واحد متحد متناسق كان الرجال قد أحكموا التقدم ووصلوا إلى مشارف الموقع تحت غطاء مدفعي دقيق، وبسرعة شرعت مجموعات التخريب في فتح ثغرات في الأسلاك وحقول الألغام بينما كان أمر الهجوم ينتظر إشارة الفراغ منهم للشروع في الاقتحام.. وكان نظره وسمعه وكل حواسه مركزة على فتح الثغرة..

ولكن الأخ بعد قليل كان لا يتحرك، تقدم نحوه وناداه فلم يستجب فظن أنه خائف من التقدم فاقترب يريد تشجعيه على ذلك فوجده مضرجاً بدمه شهيداً وبصلابة وحزم وبدون تردد - رغم ما للشهيد عنده من معزّة شخصية - تناول المواد الناسفة ودفعها داخل حقل الألغام والأسلاك... ولكن فوجئ بها تعود منزلقةً نحوه فدفعها بيده إلا أنها انفجرت حينئذٍ وتطايرت الصخور بينما كان صاحبنا منبطحاً ليشعر بعد لحظات بألم لا يطاق... وفتح عينيه فإذا بصخرة كبيرة قد استقرت على يده وعلى البندقية.. لقد كان وزنها بحيث أنها تحتاج إلى أربعة رجال لرفعها، وكان من العبث محاولة سحب يده مع البندقية من تحتها.. أي ورطةٍ هذه في هذا الوقت.. ونظر إلى السماء وتذكر أهل البيت عليهم السلام فغمرت روحه رحمانية إلهية، وهنا تخلّى عن قوته هو وعزمه هو واستغاث بصاحب الزمان وبصوت عالٍ امتدت جذوره إلى أعماق روحه ووصلت إلى الباري تبارك وتعالى صرخ: يا مهدي!! قال: لقد كانت الصخرة حينئذٍ كورقة ألقيها من يدي جانباً.. لم أحس لها أيّ وزن.. وتناولت بندقيتي.. وكان الهجوم في أوجه..

 وهنا حصلت الورطة الثانية، فقد تعطلت بندقيتي عن الرمي الغزير ولم تعد ترمي إلا طلقة طلقة، بل حتى أن كل طلقةٍ كانت تحتاج إلى تلقيم جديد للبندقية.. وارتبكت- كيف يمكن لي المشاركة في المعركة.. وفي تلك اللحظات الحرجة وأنا تحت الساتر أحاول معالجتها فوجئت بأحد العملاء يصعد إلى رأس الساتر وما أن رآني حتى صوّب بندقيته نحوي.. ولم أفعل في تلك اللحظة إلا أن أحاول تخويفه فصوبت بندقيتي نحوه أيضاً لعلّه يفر ويختبئ فأنجو أيضاً.. وما أن صوّبت بندقيتي ضاغطاً على زنادها حتى اندفعت ترمي بغزارة وأفرغت في صدر العميل كلَّ ذخيرتها، كنت مندهشاً ونحن عائدون إلى قواعدنا.. السلام عليك يا صاحب الزمان، السلام عليك يا حجة بن الحسن.. كل يوم يمر علينا ونحن نواجه "إسرائيل" يعلّمنا أنك معنا تحرسنا وتحمينا ما دمنا نقاتلها..

 

أضيف في: | عدد المشاهدات: