مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

جعبة مقاوم: دقة وإتقان (*)



قصص حقيقية رواها المجاهدون، بعضها أغرب من الخيال، وبعضها مفرح وآخر مُحزِن، ولكنها بكل ذكرياتها المليئة بالفخر والشجاعة والثبات، شكَّلت الملحمة الإلهية التي غيَّرت وجه التاريخ، نبقى مع المجاهدين يسطّرون لنا تاريخ المقاومة والانتصار.

لقد ثبّت اللَّه تعالى أقدامهم في مواقع كثيرةٍ.. وكلما أرادوا هم ذلك وقدّموا له مقدماته. ولم يكن يتوقع أفراد الكمين أن العدو سوف يمرّ مقترباً منهم هذا المقدار من الاقتراب.. وكان الشهيد حسن حايك مصمماً هذه المرة على أن يعود وقد اجتنى ثماراً واضحة وجلية.. خالية من التقدير والتخمين، وكان يطمح إلى أن يصدر البيان العسكري للمقاومة متضمناً عدداً محدداً من قتلى العدو لا لبس فيه.. إلا أنه كان لا بد له من أجل ذلك تحصيل الاطمئنان الشخصي بالنتيجة قبل أن تقدم المجموعة تقريرها التفصيلي بعد الانسحاب لم يظهر القمر بعد، وقد حبس الرجال أنفاسهم.. وعيونهم محدّدة على الطريق وهو السبيل المحتمل لمرور الدورية المعادية ومحل مقتلها.. كذلك لم يكن الشهيد حسن حايك يحتمل وقتها ما سوف يحصل هذه الليلة، وإن كان جزءاً من أمانيه وأحلامه وهو أن تغيّر الدورية اليهودية طريق سيرها وتسلك طريقاً يدخلها إلى قلب الكمين وعلى بعد ثلاثة أمتار من فوهات رشاشاتهم المتوسطة.. هذا مما كان يحلم به الشهيد..

وفعلاً، إذ بالدورية تتقدم من الناحية غير المنتظرة تماماً.. تسير قطارين وفي منطقتين ترتفع إحداهما عن الأخرى أمتاراً.. ثمانية منهم كانوا يسيرون على الطريق العليا وثمانية آخرون على الطريق السفلي. وكان الثمانية الذين هم فوق يقتربون من الكمين حتى أصبحوا بكاملهم تحت مرمى البنادق وتحت نظر رجال صدقوا ما عاهدوا اللَّه تعالى عليه.. لم يغنهم حذرهم ومشيتهم المحترسة وحدقات عيونهم اللئيمة تنتقل هنا وهناك كأعين ذئاب في الليل فقد أعمى الله أبصارهم بعد أن أعمى بصيرتهم.. وفتحت أبواب الجحيم دفعةً واحدة وسط صرخات ملائكة المقاومة الإسلامية بالتكبير. ولم تمض ثوانٍ إلا والثمانية صرعى بينما انتشر الثمانية الآخرون مذعورين يعوون كالكلاب المسعورة. إنها الفرصة المناسبة، وخرج الشهيد حسن حايك من مكمنه إلى حيث الجنود صرعى مطروحين أرضاً وأخذ وبجرأة نادرةٍ ووسط إطلاق نار كثيف يجهز عليهم واحداً واحداً بينما خرج رفاقه من مكمنهم يشتبكون مع الثمانية الآخرين وهم يدوسون جثث القتلى اليهود بأقدامهم..

وفي نفس الوقت كان الشهيدان موسى فحص ويوسف ياسين وبمدفعهما يغطيان وبشكل مكشوف عمل إخوانهم ويشعلان المواقع العدوة المزروعة في المنطقة والتي انتبهت إلى وجودهما والى مدفعهما فأخذت دبابة المركافا في موقع الدبشة تحاول إسكاته بأي ثمن. لقد تأكد الشهيد حسن حايك من مقتل ثمانيةٍ من جنود العدو ولكنه بعد تلك المعركة لم يعد بإمكانه العودة ومشاركة رفاقه في صياغة التقرير القطعي الذي كان يحلم به.. لقد ناب عنه رفاقه في ذلك وكانوا يصفون لقيادتهم كيف خرج من مكمنه يرمي بغزارة وكيف كان يتنقل بين جنود العدو يجهز عليهم.. وأنه أجهز على الثمانية تماماً. أستشهد حسن حايك في تلك المعركة غير آبه ولا مبالٍ بحياته التي دفعها بكاملها لخالقه، إلا أنه وقبل أن يلتحق بالملأ الأعلى، إطمأن، فقد أتقن عمله وأنجزه بدقة وتأكد مئة بالمئة من أنه قتل ثمانية من أعداء اللَّه وقتلة أنبيائه، ثم عرج إليه مع رفيقيه يوسف ياسين وموسى فحص مضرجين بدماء الشهادة في ليلة واحدة..

(*) من كتاب "قصص الأحرار"
 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع