مهداة إلى روح الشهيد السيد فؤاد مرتضى(*)
نذرت عيوني للشتاء فأمطر
أينع حقل العمر وزها البيدر
من أجزل العطاء له في الخلق شأن
يرزق من يشاء يأخذ أو يذر
ظفرت من زينة الحياة الدنيا بتوأم
منة الله تجلّت بأبهى الصور
كما يمضي موج العمر هويناً مضينا
على طريق ذات الشوكة انقسم البيدر
وقبل أن يعلن الأضحى مناسكه
امتشقتك سارية الثغور
وكفّنتْكَ الجبال بلون الصخور
وأعلنت رحلة الحج الأكبر
لم تشبع عيناي من وجه يوسف لتهجر
وفي يوم الطواف طفتُ حول قربانك
وجثوتُ عند رأسك ألثم السنا أحتسي النجيع بلسماً وجرح الكرار أذكر
ذرفت دمعي يتدحرج خجلاً على ثرىً أقلت حزن زينب والرمح المكلّل بالرأس والمئزر
وهدرت في الصدر شقشقة
هدرت مجلجلةً ولم تقر
حضنتْكَ المنايا كالسماء ضمت فرقد
ورأيت وجدي في عيون الخلق يتجدّد
وأبحرَ وجعي في عيون أطفالك يتعمّد
وتسري ضراعتي بخطو هاجر
بين الصفا والمروة تسعى
تصعد عرَفة ترفع قربانك الطاهر للعلى
لبّيك اللهم لبّيك هو ذا الذبح الأوفى
وهذا الطواف في مدينة الشمس
أقام للحسين كعبةً تلألأ الضياء
بين أركانها وتخفى...
صباح عبود دندش
(*) استشهد دفاعاً عن المقدسات بتاريخ 5/10/2014.