في أيام الذكرى تنبعث شجون المحبّين حاملة معها آهات الأزمان، وآلام الأحزان. فمهما كانت الذكرى سعيدة يعود الفكر إلى بيت الأحزان ومهما كانت المناسبة مفرحة ترجع العقول إلى بئر الأحزان، وأيما كانت البشرى فإن القلب يبقى شارداً حيث الهائم في الوديان.
وكأن مذهبنا يختصر أحزان الكون منذ آدم حتى هذه الأيام، وكأنّ تراثنا يريد منّا أن نبقى مقيمين لمجالس العزاء.
نعم هكذا يحكي واقع الإنسان منذ أن وجد على هذه الأرض.
ومن لا يبكي فهو يخالف حقيقة الواقع ويهرب منه إلى الجهل والغفلة.
فالبكاء ليس مطلباً سلوكياً يطهّر القلوب فقط وإنما ينطلق من معرفة سر العالم، حيث السر المستودع فيها.
فلغير مصيبة الزهراء لا تبكوا على أحد.
والسلام