مع إمام زماننا | طاعة الوليّ في زمن الغيبة قرآنيات | اليهود أشدّ الناس عداوةً للذين آمنوا(*) أمراء الجنة | الأمنـيـة الأخيرة ... الشهيد سامر نجم  قضايا معاصرة | فلسفة الحرب في الثقافة الإسلاميّة الوقاية والحماية المدنية في حالات الحرب أوجُه الجهاد في المقاومة أسباب الانتصار حديثٌ مع السيّد من عليائه عشنا في زمن نصر الله الغيب في الوعد الصادق

بأقلامكم: إلى الشهيد المجاهد خضر توفيق كنعان (ساجد)(*)


وأحمل سلاماً وعشقاً من محورِ من محاور الجهاد في الجنوب، من عيثا الشعب التي أحببتَ تلالها ووديانها، وترابها وشبابها، أحببتَ الناس فيها وأحبوك، إلى يونين البقاع التي تستند إلى الجبال التي أنجبت مجاهدين عظماء شهداء، فكان واحداً منهم، خضر توفيق كنعان- الأخ ساجد -، الذي كان سراً ملكوتياً بيننا: كان صغيراً في عمره، كبيراً في وعيه، فقيراً في ماله، غنياً في نفسه، ضعيفاً في أنانيته، قوياً في الله. لم تسمح له ظروفه المادية في تحصيل الشهادات العالية، لكنه سريعاً اجتاز مراتبَ الأخلاقِ، والرضا والقناعة وغنى النفس، حتى حاز من مراتبِ وشهاداتِ الدنيا والآخرة أبرَّها وأسماها، فصار شهيداً.

طوبى لك أيها الشهيد الذي يمَّمَ وجهَهُ تلقاء محورِ من محاور كربلاء. قادهُ إيمانٌ، وعقيدةٌ وغيرةٌ، وبصيرةٌ سمعَ بها نداء الحسين عليه السلام: يا حر، ويا حبيب بن مظاهر، يا علي الأكبر، ويا أبا الفضل قوموا وادفعوا عن حرم رسول الله. فقام قبل أذان الفجر، توضأَ، صلّى ركعتي القرب من الله، مسحَ على رأس طفلته، شدَّ حيازيمه، وامتطى راحلته، تاركاً قرباناً من دعاء نبي الله إبراهيم عليه السلام (ربنا إني تركتُ من ذريتي بوادٍ غير ذي زرعٍ عند بيتك المحرم). هكذا مضى أخونا شهيداً، تاركاً عائلتَه في صحراء الحياة.

يا عزيزته، يا طفلة الشهيد، عندما تكبرين، ادخلي غرفته، افتحي خزانته، فكم استودع لكِ حباً وأملاً وأشواقاً، وسراً من أسرار رقية والحسين.

هنيئاً لك يا من اختصرتَ كل المسافات، نحن بحاجةٍ لأن تترحمَ علينا من عليائك فادعُ لنا ربَّكَ أن يختم لنا بخير، ويلحقنا بكم أيها الشهداءُ والصالحون، وحسُنَ أولئك رفيقاً. رحمك الله.

أبو مصطفى عيثا


(*) استشهد دفاعاً عن المقدسات بتاريخ 25/09/2014..

 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع