مع الإمام الخامنئي | احفظوا أثر الشهداء* لماذا غاب الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف حتّى الآن؟ فقه الولي | من أحكام الإرث (1) آداب وسنن | تودّدوا إلى المساكين مفاتيح الحياة | أفضل الصدقة: سقاية الماء* على طريق القدس | مجاهدون مُقَرَّبُونَ احذر عدوك | هجمات إلكترونيّة... دون نقرة (1) (Zero Click) الشهيد السيّد رئيسي: أرعبتم الصهاينة* تاريخ الشيعة | عاشوراء في بعلبك: من السرّيّة إلى العلنيّة الشهيد على طريق القدس المُربّي خضر سليم عبود

مشكاة الوحي: أسباب الرزق


تتوالى الآيات القرآنية الكريمة التي تؤكد أن الرزق بيد اللَّه وحده، يرزق من يشاء ويقدر لمن يشاء، قال تعالى:
﴿اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ "العنكبوت/ 62" إلا أن هذا التفاضل في الرزق ليس اعتباطياً، وإنما لوجود أسباب طبيعية وغيرها توجب البسط لهذا والقدر لذاك. فما هي هذه الأسباب؟

1- السعي:

وهذا سبب طبيعي بديهي تذعن له النفس بفطرتها ووجدانها وعليه قامت الحضارات والأمم السالفة والحاضرة. والقرآن يؤكد له هذا الدور فيقول: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ "الملك/ 15".

2- الإيمان والتقوى:

يتصوّر أكثر الناس أن السعي في الأرض والمشي في مناكبها هو السبب الوحيد لتحصيل الرزق، ولكن اللَّه سبحانه، الذي هو باسط الرزق ومسبب أسبابه، يؤكد في كتابه المجيد أن الأمر مختلف. فالتقوى والإيمان في التصور القرآني من أسباب الرزق أيضاً. قال تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ "الطلاق2/ 3" وقال أيضاً: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيم "الحج/ 50".

3- الإنفاق:
الإنفاق ينقص المال عادة، إلا إذا كان في سبيل اللَّه، فإن اللَّه حينئذ يتكفل بتعويضه. قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ "سبأ/ 39" وفي الحديث الشريف: إذا أملقتم فتاجروا مع ربكم بالصدقة.

4- عدم البغي:

عندما يشعر الإنسان بالغنى والاقتدار، ينسى ربه فيطغى ويتجبر، ويبغي في الأرض ويعيث فيها فساداً. وبما أن اللَّه تعالى يريد مصلحة عباده وسعادتهم فإنه يحبس عنهم، وبالأخص عباده المؤمنين، ما يكون سبباً في عدم بغيهم وطغيانهم. قال تعالى: ﴿وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِن يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَّا يَشَاء إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ "الشورى/ 27".

5- الاستغفار:

من الأسباب التي تدرّ الرزق على العباد أيضاً الاستغفار فحيث أن الذنوب كثيراً ما تكون حائلاً بين الإنسان ورزقه المقسوم بالأصل، فإن الاستغفار من هذه الذنوب يزيل هذا الحائل. قال تعالى حاكياً عن نبيه نوح على نبينا وآله وعليه السلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا "نوح/ 10- 12".


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع