نور روح الله | يوم القدس: يوم الإسلام* إلى قرّاء القرآن: كيف تؤثّرون في المستمعين؟* أخلاقنا | ذكر الله: أن تراه يراك*  مفاتيح الحياة | الصدقات نظامٌ إسلاميٌّ فريد(2)* آداب وسنن| من آداب العيد  فقه الولي | من أحكام العدول في الصلاة مـن علامــات الظهــور: النفس الزكيّة واليمانيّ* تسابيح جراح | بالصلاة شفاء جراحي صحة وحياة | الرّبو والحساسيّة الصّدريّة تاريخ الشيعة| شيعة طرابلس في مواجهة الصَّليبيّين

مشكاة الوحي: المغفرة والاستغفار



1
- الدعوة إلى المغفرة:
لقد دعا اللَّه سبحانه عباده للمغفرة عن طريق الإيمان به وبخالفيته للسموات والأرض، وعدم الشك في ذلك قال تعالى: ﴿قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَآؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ "إبراهيم- 10" كما جعل سبحانه استجابة العبد للأنبياء والرسل، والإيمان بهم موجبين للمغفرة والصفح وهذا ما أشارت إليه الآية الكريمة ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ "الأحقاف- 31"

2
- الاستغفار وتنزل الرزق:
أن أحد أهم أسباب تنزل الرزق ونشره، هو الاستغفار الصادق والصحيح الذي يرفقه العزم على عدم العود إلى الذنب، وأداء حق العبودية للَّه، قال تعالى على لسان نوح عليه السلام: ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًااً* يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًاً "نوح/ 10- 12".

3- الاستغفار ومنع العذاب:

ولم يكن الاستغفار سبباً من أسباب تنزل الرزق فقط بل هو سبب للوقاية من العذاب، ومانع منه قال تعالى: ﴿وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ "الأنفال/ 33".
كثيرة هي دعوات اللَّه سبحانه لعباده إلى التوبة وطلب المغفرة على ما اقترفوه من ذنب، وقاموا به من معاصي، وإلى الدخول في ساحة العفو الإلهي التي شرع بابها للراغبين، يلجونه متى أرادوا وهذا إن دلّ على شيء، فإنما يدل على الرحمة الإلهية اللامتناهية، التي هي في حال فيضٍ مستمر على العباد، رغم المعاصي والآثام التي يقابلون اللَّه بها، والجوار السيئ الذي يجاورونه به في دار قدسه. فماذا عن هذه الدعوات؟

4
- عدم جدوى الاستغفار للمنافقين:
في مقابل مغفرة اللَّه سبحانه لعباده المؤمنين، نجد الآيات الشريفة تؤكد على عدم جدوى الاستغفار للمنافقين، وذلك لعلم اللَّه سبحانه بكفرهم وفسقهم وتكبرهم واستهزائهم بآياته سبحانه. قال تعالى: ﴿سَوَاء عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.. "المنافقون/ 6". وقال في آية أخرى: ﴿اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ.. "التوبة/ 80".

5- مواطن الاستغفار:

أ- بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم:
حيث يأتي الذي ظلم نفسه بارتكاب الذنب، فيستغفر بين يدي الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ويجعله وسيلته إلى اللَّه سبحانه، ليغفر له ومن ثم يستغفر له الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ليجد اللَّه تواباً رحيماً. قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا "النساء/ 64".
 

ب- في الحج، وذلك عند الإفاضة من عرفات قال تعالى: ﴿ثُمَّ أَفِيضُواْ مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ "البقرة/ 199".
 

ج- عقيب النصر:
وهذا النوع من الاستغفار كان دأب الأنبياء جميعاً، وذلك شكرا للَّه تعالى واعترافاً منهم له تعالى بأن الذي حققوه من نصر وغلبة، ما كانوا ليظفروا به لولا نصره وتأييده. قال تعالى: ﴿إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا* فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا "سورة النصر".


 

أضيف في: | عدد المشاهدات:

أضف تعليقاً جديداً

سيتم عرض التعليق على إدارة الموقع قبل نشره على الموقع